أبله فضيلة، هى امرأة مصرية تربت أجيال على صوتها الدافئ، هى شمس يوم جديد، هى غنونة وحدوتة ومعلومة وابتسامة، هى سفينة إبحار فى زمن الطفولة الجميل، هى أم كل طفل يتيم أنس بصوتها وأحب حواديتها، على ميعاد دائما، الساعة العاشرة الا ربع صباحا، على إذاعة البرنامج العام، فضيلة توفيق، أشهر من قدم برامج الأطفال فى الإذاعة المصرية، بالمساء أتابع البرامج التليفزيونية التوك شو أمتلئ هماً وغماً وقلبى يعتصر ألماً وحزناً على أحوال وطنى الحبيب الممزق الأشلاء بين النخب والحركات والجماعات، وفى الصباح أستمع لمقدمة برنامج غنوة وحدوتة، يا ولاد يا ولاد.. تعالوا تعالوا.. علشان نسمع أبلة فضيلة.. راح تحكيلنا حكاية جميلة، وتسلينا وتهنينا وتذيع لينا كمان أسامينا، أتقابل مع مصر الجميلة، مصر المتصالحة مع أولادها، صوت أبله فضيلة مع نسمات الصباح هو غصن الزيتون الذى يقول مازال على أرضك يا مصر حياة، نبت الأمل فى دروب اليأس، وبسمة على جبين المحرومين المقهورين، لم يقتصر تقديمها على الحدوته فقط، بل كانت تخصص يوم جمعة لحوار مفتوح تناقش فيه أحوال مصر الاجتماعية والسياسية مع الأطفال، وكبار الكتاب والعلماء، مثل نجيب محفوظ، وفاروق الباز، وسيد مكاوى وغيرهم، ولا أنسى الكاتب الراحل نادر أبو الفتوح الذى كان يكتب الحواديت للبرنامج، حدوتة فى ربع ساعة، تعلمنا كيف أن الخير هو المنتصر بالنهاية، وأن المكار يروح النار، وأن تراب مصر أغلى من الذهب، تبدأ حديثها بكلمة حبايبى الحلوين، وتختم البرنامج بنفس الكلمة، أدعو الله لها بدوام الصحة والعافية.