تحت عنوان من هى "هديل العلى"، نشرت صحيفة " تلجراف" البريطانية تقريرا عن مستشارة الرئيس السورى "بشار الأسد" لشئون الإعلام والعلاقات العامة . وقال الصحيفة فى التقرير الذى كتبه الصحفى " راف شانسيز" من واشنطن إن "هديل" الذى ذاع صيتها بعد اختراق حسابات البريد الإلكترونى للرئيس "بشار" ونشر مضامين بعض الرسائل الخاصة به، تلقت تعليمها فى الولاياتالمتحدةالامريكية على نفقة أحد برامج التمويل الامريكية. وقالت الصحيفة إن "هديل" شابة جميلة وجذابة وذكية وفى العشرينيات من عمرها، وهى محل ثقة "الاسد"، حيث أسدت اليه النصح فى عديد من الأمور السياسية، وكيفية التعامل مع الاحداث الحالية، ودرست العلوم السياسية فى امريكا. ونقلت الصحيقة عن مصدر فى المعارضة السورية "أن هديل تلعب دورا مهما فى حياة "الاسد" وفى القرارات التى تتخذ". و "هديل" هى ابنة احد الشخصيات البارزة فى العشيرة العلوية التى ينتمى اليه الاسد فى " قرداحة" ، مسقط رأس عائلة "الاسد" غرب سوريا. ومثلها مثل بقية كل الاثرياء فى سوريا ، سافرت هديل الى الغرب لتلقى تعليمها، حيث حصلت على فرصة ضمن برنامج تموله وزارة الخارجية الامريكية، للدراسة فى جامعة ولاية "مونتانا". واكد مسئولون فى الجامعة ان "هديل" كانت طالبة سوبر ضمن مجموعة مميزة من المتفوقين الذين التحقوا بالجامعة، فى اطار برنامج تبادلى مع جامعات العالم الاسلامى. ونشرت "هديل" على صفحة خريجى الجامعة جزءا من سيرتها الذاتية، وكيف انها درست العلوم السياسية فى الفترة من 2006حتى 2008، ومن بين افضل ذكرياتها انها حضرت حديثا للرئيس الامريكى "باراك اوباما" وانها صافحته"، وكيف انها مفتتنة بامريكا التى تعتبرها بلدها الثانى، وانها تسعد عندما ترتدى حذاء وقبعة رعاة البقر". واوضحت الصحيفة ان "هديل" تقول "انها تعمل كمتطوعة بشكل غير منتظم مع وكالة الاممالمتحدة لغوث اللاجئين والتى تعمل حاليا فى سوريا". ووفقا للمصادر التى التقت بها، فإن "هديل" ذات ملامح امريكية، وتتصرف وكأنها فتاة أمريكية. وبدأ نشاط "هديل العلي" منذ اندلاع الاحتجاجات بسوريا، بكتابة المقالات شديدة اللهجة المؤيدة للأسد وتسهيل مقابلات وسائل الإعلام الغربية مع الرئيس، فضلا عن تقديم النصائح له في خطاباته وإفادته بمواقف الآخرين. ومع تدهور الأوضاع في سوريا، تخلت "العلي" عن التحاقها بجامعة "وارسو" في سبتمبر للبقاء بجانب "الأسد"، ودأبت مع امرأة أخرى تدعى "شهرزاد جعفري" على تقديم أصداء خطاباته وكيف يتلقاها مؤيدوه. ففي 27 نوفمبر من العام الماضي، بعثت برسالة الى البريد الخاص بالأسد تتضمن رابطا لمقال أعدَّه مراسل 'بي بي سي' "بول وود"، عن الأوضاع في مدينة "حمص" التي كان قد دخلها بشكل غير قانوني ورصد أنشطة المعارضة فيها. فجاءت هجمات الجيش النظامي بعدها بشهرين. وكانت هذه الرسالة بالتحديد تهدف إلى إبلاغ الأسد شخصيا بتوجه صحفيين غربيين إلى حمص عبر لبنان، فكانت النتيجة مقتل الصحفية "ماري كولفين" والمصور الفرنسي "ريمي أوشليك" في فبراير. وفى يوم 20 نوفمبر الماضي، أرسلت للأسد صورته وهو طالب يافع وكتبت تقول 'ظريف جدا، اشتقت إليك". وبعدها بخمسة أيام نقلت له نسخة عن صفحة فيسبوك تابعة لناشطين بالمعارضة تتضمن انتقادات حادة للأسد، معلقة على ذلك: أعتذر بأن بعضهم كان وقحا، ولكن أعتقد أننا قد نجد أسماء رغم أنها قد تكون مزورة. كما أرسلت للأسد طلبات من صحفيين مؤيدين للنظام ولروايته بأن المقاتلين هم إرهابيون وإسلاميون متطرفون، لمقابلة الأسد. وفي 26 نوفمبر أرسلت رسالة تتعلق باقتراح أسماء لتعيينهم في مناصب مختلفة بمحافظة اللاذقية بعد أن طلب منها الرئيس "الأسد" ذلك كما تذكر في رسالتها. وفي أواخر ديسمبر الماضي، أسدت له نصيحة إستراتيجية بشأن خطابه، وحثته على القول بأن العداء لإسرائيل يجب أن يكون الفكرة الأساسية لدى الشعب السوري، وطلبت منه أن يبدو متوازنا وعقلانيا عند الحديث عن الإصلاح. وبعد خطاب "الأسد" في يناير، بعثت "هديل العلي" له رسالة تبدو أكثر حميمية، تثني فيها على مظهره العام، وأبدت فخرها بحكمته وجاذبيته. كما أن "هديل" كانت وسيطا لتمرير النصائح الإيرانية للأسد، حيث نقلت رسالة من مدير قناة العالم الإيرانية "حسين مرتضى" يقول فيها إنه ليس من مصلحة النظام السوري اتهام القاعدة بسلسلة التفجيرات وفي احدى الرسائل تقول "هديل" إنها تحدثت مع شخص اسمه الدكتور "عمار"، تبين لاحقا أنه "عمار ساعاتي" رئيس اتحاد طلبة جامعات سوريا، أبدى استياءه من طريقة معالجة بعض الأحداث داخل الجامعة. وفيما يخص الشؤون الحزبية فإن الرئيس على ما يبدو أوكل ل "هديل" مهمة تقديم تصور حول تعديلات في إدارة بعض المحافظات السورية، فهي في أكثر من رسالة ترسل أسماءً بعينها تقول إنه يجب إزاحتها وإحلال أسماء معينة أخرى مكانها. وفي رسالة اخرى تنقل "هديل" رسالة من المستوى الاستخباري الإيراني في دمشق إلى الرئيس، فالمستشار الإعلامي والسياسي للسفير الإيراني في دمشق، اجتمع مع شخص اسمه "حسام"، مكلف على ما يبدو من "هديل" للقيام بهذه المهمة، وهي وضع اقتراحات لخطاب الرئيس المقبل، المقترحات التي وضعها المستشار الإعلامي والسياسي للسفير الإيراني في دمشق، إضافة لبعض الناس يتحدثون عن ضرورة خطف الرئيس راية الإسلام من المعارضة، والتركيز على قضية فلسطين ومقدساتها الإسلامية، والتأكيد على أن الدولة انشغلت بمواجهة المؤامرة، ما أدى إلى التقصير في تلبية حاجات المواطنين السوريين.