عيار 21 بعد التراجع الأخير.. أسعار الذهب والسبائك بالمصنعية اليوم الجمعة في الصاغة    بعد انفراد "فيتو"، التراجع عن قرار وقف صرف السكر الحر على البطاقات التموينية، والتموين تكشف السبب    مجلس الحرب الإسرائيلي يناقش "احتمالات" اجتياح رفح    طائرات الاحتلال تستهدف منزلًا بجوار مسجد "جعفر الطيار" شمال مدينة رفح الفلسطينية    تعيين رئيس جديد لشعبة الاستخبارات العسكرية في إسرائيل    أول تعليق من أسرة الشهيد عدنان البرش: «ودعنا خير الرجال ونعيش صدمة كبرى»    أيمن سلامة ل«الشاهد»: القصف في يونيو 1967 دمر واجهات المستشفى القبطي    بركات: الأهلي يحتاج لهذا الأمر قبل مواجهة الترجي    مصطفى شوبير يتلقى عرضًا مغريًا من الدوري السعودي.. محمد عبدالمنصف يكشف التفاصيل    جمال علام: لا توجد أي خلافات بين حسام حسن وأي لاعب في المنتخب    سر جملة مستفزة أشعلت الخلاف بين صلاح وكلوب.. 15 دقيقة غضب في مباراة ليفربول    العثور على جثة سيدة مسنة بأرض زراعية في الفيوم    مصطفى كامل ينشر صورا لعقد قران ابنته فرح: اللهم أنعم عليهما بالذرية الصالحة    الإفتاء: لا يجوز تطبب غير الطبيب وتصدرِه لعلاج الناس    جاله في المنام، رسالة هاني الناظر لنجله من العالم الآخر    برلماني: إطلاق اسم السيسي على أحد مدن سيناء رسالة تؤكد أهمية البقعة الغالية    أحكام بالسجن المشدد .. «الجنايات» تضع النهاية لتجار الأعضاء البشرية    رسميًّا.. موعد صرف معاش تكافل وكرامة لشهر مايو 2024    الأرصاد تكشف أهم الظواهر المتوقعة على جميع أنحاء الجمهورية    نكشف ماذا حدث فى جريمة طفل شبرا الخيمة؟.. لماذا تدخل الإنتربول؟    قتل.. ذبح.. تعذيب..«إبليس» يدير «الدارك ويب» وكر لأبشع الجرائم    عز يعود للارتفاع.. أسعار الحديد والأسمنت اليوم الجمعة 3 مايو 2024 بالمصانع والأسواق    جناح ضيف الشرف يناقش إسهام الأصوات النسائية المصرية في الرواية العربية بمعرض أبو ظبي    فريدة سيف النصر توجه رسالة بعد تجاهل اسمها في اللقاءات التليفزيونية    فريق علمي يعيد إحياء وجه ورأس امرأة ماتت منذ 75 ألف سنة (صور)    انقطاع المياه بمدينة طما في سوهاج للقيام بأعمال الصيانة | اليوم    كيفية إتمام الطواف لمن شك في عدده    السفير سامح أبو العينين مساعداً لوزير الخارجية للشؤون الأمريكية    معهد التغذية ينصح بوضع الرنجة والأسماك المملحة في الفريزر قبل الأكل، ما السبب؟    "عيدنا عيدكم".. مبادرة شبابية لتوزيع اللحوم مجاناً على الأقباط بأسيوط    ضم النني وعودة حمدي فتحي.. مفاجآت مدوية في خريطة صفقات الأهلي الصيفية    محمد مختار يكتب عن البرادعي .. حامل الحقيبة الذي خدعنا وخدعهم وخدع نفسه !    خبيرة أسرية: ارتداء المرأة للملابس الفضفاضة لا يحميها من التحرش    موعد جنازة «عروس كفر الشيخ» ضحية انقلاب سيارة زفافها في البحيرة    جامعة فرنسية تغلق فرعها الرئيسي في باريس تضامناً مع فلسطين    ليفركوزن يتفوق على روما ويضع قدما في نهائي الدوري الأوروبي    طبيب الزمالك: شلبي والزناري لن يلحقا بذهاب نهائي الكونفدرالية    الغانم : البيان المصري الكويتي المشترك وضع أسسا للتعاون المستقبلي بين البلدين    رسائل تهنئة شم النسيم 2024    الحمار «جاك» يفوز بمسابقة الحمير بإحدى قرى الفيوم    شايفنى طيار ..محمد أحمد ماهر: أبويا كان شبه هيقاطعنى عشان الفن    مجلس الوزراء: الأيام القادمة ستشهد مزيد من الانخفاض في الأسعار    اليوم.. الأوقاف تفتتح 19 مسجداً بالمحافظات    قفزة كبيرة في الاستثمارات الكويتية بمصر.. 15 مليار دولار تعكس قوة العلاقات الثنائية    سفير الكويت: مصر شهدت قفزة كبيرة في الإصلاحات والقوانين الاقتصادية والبنية التحتية    بعد تصدره التريند.. حسام موافي يعلن اسم الشخص الذي يقبل يده دائما    جدول امتحانات الدبلومات الفنية 2024 لجميع التخصصات    تعرف على طقس «غسل الأرجل» بالهند    البطريرك يوسف العبسي بطريرك أنطاكية وسائر المشرق للروم الملكيين الكاثوليك يحتفل برتبة غسل الأرجل    مباراة مثيرة|رد فعل خالد الغندور بعد خسارة الأهلى كأس مصر لكرة السلة    برج السرطان.. حظك اليوم الجمعة 3 مايو 2024: نظام صحي جديد    بطريقة سهلة.. طريقة تحضير شوربة الشوفان    القصة الكاملة لتغريم مرتضى منصور 400 ألف جنيه لصالح محامي الأهلي    «يا خفي اللطف ادركني بلطفك الخفي».. دعاء يوم الجمعة لفك الكرب وتيسير الأمور    مدير مشروعات ب"ابدأ": الإصدار الأول لصندوق الاستثمار الصناعى 2.5 مليار جنيه    صحة الإسماعيلية تختتم دورة تدريبية ل 75 صيدليا بالمستشفيات (صور)    محافظ جنوب سيناء ووزير الأوقاف يبحثان خطة إحلال وتجديد مسجد المنشية بطور سيناء    بالفيديو.. خالد الجندي يهنئ عمال مصر: "العمل شرط لدخول الجنة"    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



« سيناء 2018» ..معركة وطن ومستقبل أمة
نشر في الوفد يوم 14 - 02 - 2018


كتب: محمود على
«ابنك يقولك يا بطل هاتلي نهار ...ابنك يقولك يا بطل هاتلي انتصار ...ابنك يقولك ثورتك عارفة الطريق ..وعارفة مين يابا العدو ومين الصديق...ثابتة كما الجبل للعدو حالفة عالانتصار »...بكلمات الابنودى والحان كمال الطويل انطلق حليم يغنى لإبطالنا البواسل وهم يمسحون عن الوطن تراب الهزيمة وينسجون ملحمة النصر بالدم والنار في مواجهة العدو الصهيونى فوق تراب سيناء الغالية.
واليوم ابطالنا مطالبون بالانتصار في معركة مستقبل الامة ، في مواجهة جحافل الظلام فوق ذات الارض...التى يندر ان يوجد فيها شبر لم يرتو عبر تاريخنا الطويل بدماء كتائب حراس الوطن المرابطين علي ثغوره ، المدافعين عن حريته واستقلاله وأمنه واستقراره.
فمنذ ايام تواصل قواتنا المسلحة معركتها لاقتلاع جذور الارهاب والقضاء على بقاياه ،في اطار العملية الشاملة « سيناء 2018 » ، بهدف القضاء على البؤر الإرهابية وتطهير شمال ووسط سيناء من الإرهاب الأسود وتأمين الحدود على كافة الاتجاهات الاستراتيجية.
وتواجه مصر خلال السنوات الاخيرة حربا شرسة من جماعات الارهاب الاسود بشتى الوانه وإشكاله وأفكاره المتطرفة خاصة من التنظيمات المرتبطة بتنظيم الدولة الاسلامية « داعش » ، او المرتبطة بتنظيم القاعدة ، او المرتبطة بجماعة الاخوان الارهابية المحظورة ، تسعى لإسقاط الدولة المصرية وضرب استقرارها ووحدتها وتماسكها ، تحت دعاوى اقامة دولة الخلافة وتطبيق الشريعة الاسلامية ، والشريعة ومقاصدها بريئة من هذه الافتراءات ، التى تخفى وراءها رغبة عارمة في الوصول الي السلطة ولو على جثث الشعوب ومقدرات وثروات الامم ، كما حدث في العراق وليبيا واليمن والصومال وسوريا وغيرهم .
وقد تمكنت مصر بتماسك شعبها وجيشها من النجاة من السقوط في هذه الهوة السحيقة ، ووجهت ضربات استباقية لكل المؤامرات التى حكيت ضدها في سراديب الغرف المظلمة ودهاليز القصور المعتمة
وخلال هذه السنوات قدمت مصر الآلاف من الشهداء والمصابين من رجال الجيش والشرطة والقضاء ،بالإضافة الي المدنيين ،خلال المواجهات مع عشرات التنظيمات المتطرفة التى طالت اعمالها الارهابية الاجرامية كافة ربوع الوطن وطوائف الامة.
وفى خطابه الذي وجهه الشهيد البطل « احمد المنيسى » الي هذه الجماعات الارهابية قبل استشهاده ، ملخص واف لموقف المصريين ووحدتهم شعبا وجيشا وشرطة ، قال في نصه « جزيل الشكر لعدوي إنه أتاح ليه أواجهه دخلتني أرض الفيروز وخلتني أصلي فيها هيروح مننا واحد في ألف واحد ، أقسم بالله ملكش عيش فيها طول ما إحنا فيها ».
واليوم تعرض «الوفد» عبر «مرصد مكافحة الإرهاب »، لأهم هذه التنظيمات وعلاقاتها الدولية، وجهود الاجهزة الامنية في مواجهتها.
أنصار بيت المقدس.. بداية النهاية
نشأ تنظيم « أنصار بيت المقدس» الى نهاية عام 2011 على يد توفيق محمد فريج زيادة، الملقب ب «أبوعبدالله» احد قيادات جماعة «التوحيد والجهاد»، والذى تم اعتقاله في اعقاب أحداث شرم الشيخ عام 2006، ثم افرج عنه عام 2009، قبل ان يلقى مصرعه، في عملية امنية كبيرة لقوات الجيش في 11مارس 2014 فى سيناء، بعد نجاحه في توحيد جماعة «التوحيد والجهاد « الجهادية بغزة، والتى اسسها «هشام السعيدني» مع مجموعات من السلفية الجهادية في سيناء، بقيادة محمد محارب، وكان التنظيم يتبع في بدايته لتنظيم « القاعدة، ومع تزايد اعداده وانضمام بعض التنظيمات الجهادية الاخرى مثل « جند الله «، اعلن في يونيو2012 تأسيس «مجلس شورى المجاهدين – أكناف بيت المقدس»، وكان التنظيم قاصر في بدايته علي ابناء سيناء فقط.
وكان اول اعلان رسمي للجماعة عبر بيانها الصادر فى سبتمبر 2011، والذي تبنى مسئوليتها عن ضرب مدينة ايلات الاسرائيلية، ثم عمليات تفجير خطوط الغاز.
وخلال فترة الفوضى في عامي 2011، و2012، انتقل التنظيم الي تشكيل مجموعات تابعة له بمختلف المحافظات، بهدف تنفيذ عمليات ضد رجال القوات المسلحة والشرطة والقضاة،وأنشى معسكرات بسيناء لإعداد وتأهيل اعضائه فكريا وتدريبهم على استخدام الأسلحة وتصنيع المتفجرات، من خلال قياداته التى شاركت في الحرب في سوريا واليمن بمعسرات تنظيم « القاعدة «، وبعض الهاربين من ضباط الجيش، مثل هشام عشماوي، وعماد الدين عبد الحميد ووليد بدر.
وتشير بعض المصادر الى ان التنظيم يضم العشرات من الجهاديين الفلسطينيين الذين انشقوا عن «كتائب عز الدين القسام «.
وفى 13 نوفمبر 2014، اعلن مبايعته لأبي بكر البغدادي زعيم تنظيم « داعش « خليفة للمسلمين، مطلقا على نفسه فرع ولاية سيناء، واختار أبوهمام الأنصارى اميرا له، ودعم التنظيم العديد من الجماعات الارهابية الاخري مثل " كتائب الفرقان " و"كتائب أنصار الشريعة " و"أجناد مصر"، الذي استقل عنه.
وأدت مبايعة تنظيم « أنصار بيت المقدس» ل " داعش "، لانشقاق بعض قادته ومنهم " هشام العشماوي "، الذي فر الي ليبيا ليؤسس تنظيم « المرابطون «، الذي ارتكب مذبحتى الفرافرة والواحات.
ونفذ التنظيم عشرات العمليات التى استهدفت خطوط الغاز بين مصر والأردن وإسرائيل، ومحلات الذهب الخاصة بالأقباط، ومكاتب البريد، واغتيال ضباط الجيش والشرطة، واستخدم التنظيم العبوات الناسفة والسيارات المفخخة في اغلب عملياتها ومنها الهجوم على نادي ضباط الشرطة بمدينة العريش، وكمين كرم القواديس، معسكرات الأمن المركزي في سيناء والإسماعيلية والسويس، ومديريات أمن القاهرة والدقهلية وجنوب سيناء، وحافلة سياح من كوريا الجنوبية بمدينة طابا، بالاضافة الي محاولة اغتيال وزير الداخلية اللواء "محمد إبراهيم".
كما اعلن مسئوليته عن إسقاط الطائرة الروسية،وحاجز المطافي في حي المساعيد بالعريش والكتيبة 103 صاعقة، واغتيال 3 قضاة بالعريش واستهداف مقر إقامة القضاة المشرفين على الانتخابات البرلمانية بشمال سيناء، وتفجيرات كنائس البطرسية بالعباسية، ومارجرجس بطنطا، والمرقسية بالإسكندرية وغيرها من العمليات.
وأعلن التنظيم مؤخرا مسئوليته عن حادث مسجد الروضة الذي استشهد فيه 305 مصلى خلال ادائهم صلاة الجمعة.
وخلال الشهور الماضية وقبل عملية "سيناء 2018 "، كانت القوات المسلحة قد نجحت فى تضيق الخناق علي تنظيم « انصار بيت المقدس»، وغيره من التنظيمات الارهابية، وخاصة بعد عمليات ضرب جبل الحلال.
ونجحت اجهزة الامن فى تفكيك العديد من خلاياه، وألقت القبض على العشرات من اعضائه والذين قدموا للمحاكمات، وأهمها قضايا «أنصار بيت المقدس1، 2، 3،وعرب شركس، بينما يمثل العشرات فى قضايا اخرى مازالت متداولة اهمها قضية تفجيرات الكنائس وتنظيم ولاية داعش بالصعيد.
أجناد مصر.. الأجهزة الأمنية تنجح فى هزيمته
يعتبر «همام عطية» مؤسس تنظيم اجناد مصر، وشارك فى العديد من العمليات العسكرية فى العراق ضد القوات الامريكية، وفى اعقاب ثورة 25 يناير، اسس مع مجموعة جهادية ما يسمى بتنظيم «أنصار بيت المقدس»، وكان ضمن أعضاء مجموعة الكيمياء المختصة بتطوير تصنيع المتفجرات، وبعد ثورة 30 يونية انشق عن انشئ مع مجموعة من شباب الاخوان والسلفيين تنظيم « اجناد مصر»، كتنظيم جهادى مستقل ينبنى منهج التغيير بالقوة لتطبيق الشريعة، ويرفض المفاهيم الديمقراطية، واعتبر اسقاط الدولة المصرية ونظام الحكم اولى اولوياته، باعتباره يدخل ضمن ماسماه بالطائفة الممتنعة، وهى طبقا للتفسير الفقهية المتطرفة « هى كل من يترك شريعة من شرائع الإسلام المعلوم منه ثبوتها، ممن له شوكة وقوة، ولا يُقدر على إلزامه بالشريعة التى تركها إلا بالقتال.. ومثل الحكومات التى امتنعت عن الحكم بين الناس بالكتاب والسنة فى زماننا مع تكلمهم بالشهادتين وإظهارهم لبعض شرائع الإسلام...وأنها طائفة كفر يجب تكفيرها وقتالها قتال الكفار بإجماع العلماء وإن أقرت بحكم تلك الشريعة، ولم تجحدها.. ويجوز قتل أسيرهم واتباع مدبرهم والإجهاز على جريحهم ويجب قصدهم بالقتال ولو لم يقاتلونا ابتداءً».
وفى هذا الاطار يعتبر " همام ان الانظمة الحالية " ليست بحاجة إلى إصلاح بل بحاجة إلى تغيير شامل تقوض فيه مؤسساتها القضائية والتشريعية والتنفيذية ليبنى على أنقاضها مؤسسات صالحة يكون الحكم فيها بما أنزل الله».
وان أولوية عملياته هى استهداف الأجهزة الأمنية، وكان أول تدشين رسمى له عبر بيانه الصادر فى 24 يناير 2014، وقد صنفته محكمة القاهرة للأمور المستعجلة كتنظيم ارهابى فى مايو 2014، واعتبرته الولايات المتحدة الامريكية جماعة إرهابية منشقة عن تنظيم « أنصار بيت المقدس» فى ديسمبر2014.
وارتكب التنظيم حوالى 27 عملية فى نطاق محافظتى القاهرة الجيزة، فى عمليات تفجير متنوعة طالت قسم شرطة الطالبية ومحطة مترو البحوث محيط جامعة القاهرة، وسفارة الكونغو، وكشك مرور أمام محكمة مصر الجديدة ودار القضاء العالى، و نقطة مرور ميدان لبنان، ومعسكر الأمن المركزى على طريق الإسكندرية، و قسم شرطة ثان مدينة نصر،كشك مرور كوبرى الجلاء وغيرها من العمليات، واسفرت عن استشهاد العديد من رجال الشرطة من بينهم، العميد طارق المرجاوى والعميد أحمد زكى والعقيد أحمد أمين عشماوى، والمقدم محمد أحمد لطفى، والمقدم خالد سعفان، والمقدم محمد أبوسريع، و الرائد مصطفى شميس و الرائد محمد جمال والنقيب ضياء فتحى فتوح، و المجند أيمن السيد سالم، والعريف عبدالله محمد عبدالله، و اثنين من المواطنين، وإصابة العشرات.
ولقى «همام»، مصرعه فى 5 ابريل 2015 خلال محاولة القبض عليه اثناء اختبائه بإحدى الشقق السكنية بمنطقة الطوابق بفيصل بمحافظة الجيزة، وكان بحوزته بندقية آلية وطبنجة و4 عبوات ناسفة معدة للتفجير، و18 عبوة غير مكتملة التجهيز، وفى اعقاب مصرعه اصدر التنظيم بيانا اكد فيه انه شارك فى قتل عدد من رجال الجيش والشرطة، وان مجلس شورى التنظيم بايع عز الدين المصرى خلفا له، كما قتل العديد من اعضاء التنظيم فى اشتباكات مع قوات الامن، من بينهم " عز الدين " الذى قتل فى 20 يناير 2016،
وكان " عز "، قد صرح لمؤسسة « الكنانة «، الذراع الاعلامية للتنظيم، بوجود علاقة وثيقة بينهم وبين تنظيم "أنصار بيت المقدس "، قائلا « هم أحبابنا وإخواننا وأصحاب الفضل فى بدأ القتال ضد الطاغوت فى تلك المرحلة، وهم من خيرة من عرفناهم ومن تعاملنا معهم وبيننا وبينهم كل ود ومحبة، ورغم عدم وجود ارتباط تنظيمى أو تنسيق فيما بيننا وبينهم إلا أن حبال التناصح والتشاور ممتدة معهم ولن تنقطع».
واختفى التنظيم تقريبا بعد نجاح الأجهزة الأمنية فى القبض على معظم عناصره وإحالتهم للمحاكمات فى عدة قضايا عرفت بأجناد مصر 1،2،3،4.
حسم.. ذراع الإخوان المسلحة
فى 16 يوليو 2016، صدر ما سمى بالبلاغ العسكرى رقم 1 عن تنظيم «حسم» وهى اختصار ل«حركة سواعد مصر» إلى الوجود معلنا فيه مسئوليته عن اغتيال الشهيد الرائد محمود عبد الحميد رئيس مباحث مركز شرطة طامية بالفيوم.
وارتكب التنظيم الذى يحمل شعار «بسواعدنا نحمى ثورتنا» حوالى 14 عملية إرهابية، وتركزت عملياته فى القاهرة حيث أعلن مسئوليته عن استشهاد 10 ضباط وجنود شرطة فى عمليات مختلفة، بالإضافة إلى محاولات اغتيال كل من النائب العام المساعد المستشار زكريا عبد العزيز عثمان، والمفتى السابق الدكتور على جمعة بالقرب من منزله فى مدينة السادس من أكتوبر أثناء توجهه ليؤم المصلين فى صلاة الجمعة، والمستشار أحمد أبو الفتوح الذى ينظر قضايا متهم فيها الرئيس المعزول محمد مرسى وعناصر من جماعة الإخوان المحظورة و المصنفة إرهابية.
ويصنف التنظيم بأنه الذراع المسلحة الرئيسية لجماعة الإخوان المسلمين الإرهابية المحظورة، طبقا لاعترافات أعضائه الذين ألقى القبض عليهم، وأصدرت إحدى المحاكم المصرية حكمًا بحظر التنظيم، وأدرجته بريطانيا ضمن قوائم التنظيمات الإرهابية،
كما أدرجته وزارة الخارجية الأمريكية، فى 31 يناير الماضى مع تنظيم «لواء الثورة »، على قوائم المنظمات الإرهابية.
ونجحت أجهزة الامن فى توجيه ضربات موجعة للحركة باعتقال العشرات من كوادر التنظيم خلال عام 2017 وقدم 304 متهمين من عملية إرهابية، وتؤكد الجهات الأمنية والتحقيقات ان حركة «حسم » تابعة لجماعة الإخوان المحظورة، وتتركز أهدافها فى تنفيذ عمليات ضد رجال القوات المسلحة والشرطة.
ويعمل التنظيم ايضا مثل تنظيم «لواء الثورة» بإستراتيجية « الذئاب المنفردة » القائمة على عمل خلايا إرهابية صغيرة العدد غير معروفة أمنيًا، تتحرك ميدانيا بطريقة ذاتية،ويستغل بشكل كثيف مواقع التواصل الاجتماعى خاصة « فيسبوك » و « تويتر» لنشر عملياته والدعوة لأفكاره
ويعتبر علاء السماحى مؤسس حركة حسم الإرهابية، وهو المتهم الرئيسى فى قضية اغتيال النائب العام المساعد، ومن ضمن قيادات لجان العمليات النوعية بالخارج، ويتولى الإشراف على تخطيط العمليات الإرهابية فى مصر، وهو ضمن المصنفين على قوائم الدول العربية المكافحة للإرهاب،« مصر، والسعودية، والإمارات، البحرين».
وقد عرض التنظيم فى 13 يناير 2017، لفيديو بعنوان «قاتلوهم» من خلال حسابه على موقع يوتيوب، يوثق فيه جرائمه الارهابية ضد رجال الشرطة والقضاء، مما دفع موقع «تويتر»، لإغلاق الصفحة الرسمية للتنظيم، ويعرض لتدريبات أعضائه على الاعمال الارهابية، وقامت مواقع الكترونية تابعة لجماعة الاخوان الارهابية بالترويج للفيديو.
«أنصار الإسلام»...خنجر «القاعدة» في مصر
فى أعقاب عملية الواحات التى شهدت استشهاد 16 ضابطًا ومجندًا، أعلنت جماعة تدعى « أنصار الإسلام » تبنيها الهجوم باعتباره أولى عملياتها، ونعى البيان مصرع عماد الدين عبد الحميد، ضابط الصاعقة المفصول من الجيش والذى انشق عن تنظيم « أنصار بيت المقدس»، مع هشام عشماوي ضابط الصاعقة المفصول من الجيش ومؤسس تنظيم « المرابطون» بليبيا، الأمر الذى يؤكد فى نظر المحللين وجود علاقة ترابط وتعاون بين التنظيمين.
بينما تشير بعض الآراء إلى ارتباط جماعة «أنصار الإسلام »، بتنظيم القاعدة وفروعه في شمال افريقيا سواء جماعة «أنصار الإسلام والمسلمين » بمالي أو تنظيم «القاعدة في بلاد المغرب» أو «مجلس شورى درنة »، خاصة وأن المعروف أن عماد الدين عبد الحميد قد سافر إلى ليبيا بعد انشقاقه عن تنظيم « أنصار بيت المقدس » لمبايعته « داعش» واعتناقه فكر تنظيم القاعدة.
ليشهد بذلك عام 2017 انشقاقًا جديدًا عن « داعش» ونشأة تنظيم ارهابى جديد يدين بولائه لتنظيم « القاعدة» ولزعيمه أيمن الظواهري، لم تتضح بعد معالمه يتخذ من الاراضى الليبية قاعدة للهجوم على مصر.
ويرى ناجح ابراهيم أحد رموز الجماعة الاسلامية في مصر أن تنظيم «أنصار الإسلام »،هو فرع من فروع تنظيم القاعدة، يضم الجماعات المسلحة التى تنشط وتقوم بالعمليات المسلحة فى الصحراء الكبرى وساحل أفريقيا الشمالى، ويضم «التنظيم» كتيبة «المرابطون» التى أسسها الجزائرى مختار بلمختار، مع ست كتائب مغاربية أخرى تابعة ل«القاعدة» تُسمى إمارة الصحراء الكبرى، ومعها ما يُسمى جماعة أنصار الدين التى جمعت كل المجموعات المالية التى توحّدت، وهذا التنظيم القاعدى بايع أبومصعب عبدالودود، مسئول «القاعدة» فى بلاد المغرب، وأيمن الظواهرى رأس «القاعدة».
بينما يشير تقرير مرصد الأزهر إلى أن «عماد الدين عبدالحميد» والملقب ب «أبو حاتم»، يعد من أبرز قيادات هذا التنظيم، والذي أعلنت جماعة «أنصار الإسلام» مقتله في عملية الواحات، وهو من العناصر الإرهابية الخطرة؛ حيث إنه الرجل الثاني في تنظيم «المرابطون»، الذي أسسه الإرهابي هشام عشماوي، ويتولى تنفيذ العمليات في مصر عبر الصحراء، وهو من مواليد الإسكندرية، ويبلغ من العمر 36 عامًا، فُصل من القوات المسلحة، وكانت رتبته نقيبًا في سلاح الصاعقة، وأُحيل للعمل المدني بقرار جمهوري لدواعٍ أمنية بعد اعتناقه الفكر التكفيري، وهو المتهم العاشر في قضية أنصار بيت المقدس، وكان نائبا لهشام عشماوي، الضابط السابق في الجيش، الذي تحول للتشدد، والذي تتهمه السلطات المصرية بأنه وراء هجمات سابقة في الأراضي المصرية دبرها من خارج مدينة درنة الليبية، وهو أحد المقربين من «عشماوي»، الذي تتخذ جماعته من جنوب ليبيا مأوى لها، وكان صديقه في سلاح الصاعقة قبل أن ينضم في 2011 إلى تنظيم أنصار بيت المقدس، وتخرج الاثنان في الكلية الحربية في نفس السنة، وفصلا من الخدمة العسكرية لاعتناقهما الفكر المتطرف، كما أن عشماوي انتقل في 2014 إلى درنة القريبة من الحدود مع مصر، وهي معقل للتطرف الإسلامي في ليبيا حيث يقود خلية تابعة للقاعدة.
وإن التنظيم مجرد خلية عشوائية تابعة لجماعة أنصار بيت المقدس في الصحراء الغربية، تسعى لاتخاذ مقرٍّ لها في المنطقة الغربية بمصر، مستغلة الصحراء الشاسعة والجبال التي يمكن الاختباء فيها لتنفيذ عملياتها الإرهابية في الداخل، تكونت في الأساس للتمويه وتقليل الضغط عن الجماعات الموجودة في سيناء، ومن هنا كان إعلان تسمية جديدة تحت مسمى «أنصار الإسلام».
وبدأت تلك الجماعة نشاطها في أواخر عام 2014 تحت مسمى جماعة أنصار الإسلام، وذلك بعد تضييق الخناق على تنظيم أنصار بيت المقدس في سيناء من قبل قوات الشرطة والجيش، وتوقف مصادر التمويل المالي والعسكري للتنظيم، وتتبع هذه الخلية لتنظيم القاعدة، وقد دل على ذلك تهنئة قناة «حراس الشريعة» على تطبيق «تليجرام»، وهي تابعة لتنظيم «القاعدة» العناصر الإرهابية المشاركة في العملية، دون نشر بيانات، وهي القناة ذاتها التي نشرت بيان تلك الخلية بعد ذلك.
علاوة على نقل ذلك البيان من جماعات تربطها صلات بالقاعدة، وصفحات مواقع التواصل الاجتماعي تنشر بيانات تابعة لزعيم القاعدة أيمن الظواهري.
جند الإسلام اتهامات بالعمالة للموساد
يعود تأسيس تنظيم "جند الإسلام " الى عام 2012 بسيناء، حيث اعلن مسئوليته عن شن عدد من الهجمات الارهابية منها الهجوم مبنى المخابرات الحربية فى مدينة رفح، وعمليات تفجير خط الغاز بين مصر وإسرائيل والأردن، قبل ان يندمج ضمن صفوف تنظيم «داعش ولاية سيناء».
ثم عاد التنظيم ليعلن انشقاقه عن تنظيم «داعش ولاية سيناء»، ويؤكد انه يدين بالولاء لتنظيم القاعدة وأميره أيمن الظواهرى، وفى 11 نوفمبر الماضى أعلن التنظيم فى بيان له أنه شن هجوما على تنظيم «داعش»، اسفر عن مقتل اربعة داعشى، وقال ان هجومه يأتى على قيام خوارج «داعش» بالاعتداء على المدنيين المسلمين فى مدينة رفح، كما ادانت هجمات تنظيم «داعش» ضد سائقى سيارات نقل تابعة لشركة العريش للأسمنت، داعيا اربعة من قيادات تنظيم «داعش» لتسليم أنفسهم إليه لتطبيق الحكم الشرعى عليهم باعتبارهم خوارج استحلوا الدماء.
ويرجع المحللون الصراعات بينهما إلى وجود خلافات فقهية حول شرعية قتل المدنيين والحرق والذبح والتمثيل بالجثث، وهو ما يرفضه تنظيم «جند الاسلام»، ويشيرون الى ان هذا الصراع قد يكون السهم القاتل فى جسد تنظيم داعش الذى يلفظ انفاسه الاخيرة فى سيناء.
وهو ما يؤكد تصاعد الصراع بين اجنحة تنظيم الدولة الاسلامية، وتنظيم القاعدة، خاصة وان تنظيم «أنصار الاسلام» اعتبر مرحلة وجوده ضمن صفوف «داعش» مرحلة فتنة، وسط يبادل بالاتهامات للعمالة للموساد الاسرائيلى.
وارتكب هذا التنظيم العديد من الاعمال الارهابية ضد رجال الجيش والشرطة فى سيناء، باعتبارهم جنود فى جيش الردة، كان اهمها الهجوم المسلح على قسم شرطة ثان العريش فى يوليو 2013.
ويشير الباحث احمد سالم الى ان جماعة «جند الإسلام» اختفت عقب عمليتها الوحيدة التى تبنتها بسبب قيام «داعش» باستهداف عناصرها ومصادرة سلاحهم واجبارهم بقوة السلاح على تفكيك تنظيمهم، بعدما أجبرهم على التقاضى أمام محكمة شرعية تابعة لتنظيم «داعش»، والتى قضت لاحقا بحل الجماعة بسبب رفضهم مبايعة البغدادى ورفضهم القتال تحت راية «داعش»، وبلغ الصدام ذروته فى مطلع عام 2016 حينما احتجز تنظيم ولاية سيناء عناصر تابعة ل جند الإسلام من بينهم قادة فى التنظيم.
ثم عاد التنظيم للظهور بعد عامين من الاختفاء من خلال بيان لدعم مبادرة بعض منظرى السلفية الجهادية للصلح بين بعض التنظيمات الجهادية فى، حتى جاء التسجيل الصوتى الأخير الذى أصدرته الجماعة بعنوان «تبنى عملية أمنية لدفع صيال خوارج البغدادى بسينا» معلنًا استهداف عناصر من تنظيم ولاية سيناء.
ويضيف الباحث بان هذا الإصدار حمل عدة نقاط مهمة،منها وصفهم لعناصر داعش ب«خوارج البغدادى» والتأكيد على استعدادهم لقتالهم، وأن ظهورهم فى هذا التوقيت يشير إلى عدة أمور أبرزها تغير موازين القوى بسبب حالة الضعف التى يمر بها تنظيم ولاية سيناء مقارنة بنشاط التنظيم خلال عامى 2015 و2016 نتيجة الخسائر الفادحة التى منى بها التنظيم بعد عدة عمليات استهداف ناجحة متتالية نفذها الجيش المصرى.
«لواء الثورة».. عمليات لصالح الإخوان
تعود بداية ظهور تنظيم «لواء الثورة» الي 23 أغسطس 2016، حينما أصدر بياناً يعلن فيه مسئوليته عن الهجوم على كمين «العجيزي» بمدينة «السادات» فى المنوفية والذي أسفر عن استشهاد شرطيين، ثم عاد ليعلن مسئوليته عن اغتيال الشهيد العميد عادل رجائي، الفرقة التاسعة مدرعات في سيناء ، وبعدها أعلن مسئوليته عن تفجير دراجة نارية أمام مركز تدريب الشرطة بطنطا أسفر عن استشهاد شرطي واحد وإصابة 15 آخرين في ابريل الماضي.
ويصنف التنظيم بأنه إحدى الأذرع المسلحة لجماعة الإخوان الإرهابية المحظورة، حيث اعترف بعض أعضاء التنظيم بعد القبض عليهم في التحقيقات التى أجريت معهم بالعمل لصالح الجماعة، وتلقي تكليفاتهم من قادتها الهاربين في الخارج، وأنهم قاموا بعملياتهم في أعقاب ثورة 30 يونية بهدف تشتيت أجهزة الأمن وتنفيذ عمليات إرهابية وتفجيرات واغتيالات لزعزعة استقرار الأمن في مصر.
وقد أعلنت بريطانيا ادراج تنظيم «لواء الثورة» على قائمة الكيانات الإرهابية عبر بيان صادر عن سفارتها بالقاهرة جاء فيه إنه «بعد مراجعة أدلة الاعتداءات التي نفذها كل من (حسم) و(لواء الثورة) ضد أفراد الأمن المصريين والشخصيات العامة، توصلت حكومة المملكة المتحدة إلى أن هذه المجموعات تستوفي معايير الحظر، وستعزز عملية الإدراج قدرة حكومة المملكة المتحدة على تعطيل أنشطة هذه المنظمات الإرهابية».
وهو ما أكد السفير البريطانى، جون كاسن، بقوله: «إننا لن نترك مصر وحدها في معركتها للتصدي للإرهاب وعنينا ذلك. اليوم نستخدم القوة القانونية البريطانية الكاملة ضد منظمتين إرهابيتين قتلتا الكثير في مصر وهما عدو لنا جميعاً، وهذا سيعزز جهودنا المشتركة لاستئصال الإرهاب والأيديولوجيات التي تغذيه، وأنا واثق من أن مجتمعاتنا الصامدة ستهزم هذه الجماعات السامة».
كما وضعت الولايات المتحدة الأمريكية حركة «لواء الثورة» علي لائحة الإرهاب الأسبوع الماضي، ويستهدف التنظيم رجال القوات المسلحة والشرطة ومنشآتهما، وقد نجحت الاجهزة الامنية في اعتقال عدد كبير من المنتمين له خلال عام 2017، وتفكيك العديد من خلاياه العنقودية، حيث يعمل التنظيم باستراتيجية «الذئاب المنفردة» القائمة على عمل خلايا إرهابية صغيرة العدد غير معروفة أمنية ، تتحرك ميدانياً بطريقة ذاتية.
وعرض التنظيم لفيديو يتضمن تدريبات على تنفيذ العمليات الارهابية لبعض عناصره بأحد المناطق الصحراوية وهى ترتدى زيا خاصا برجال القوات المسلحة.
ويستلهم التنظيم مرجعياته الفكرية، كما أعلن علي لسان متحدثه الرسمى من كتابات كل من حسن البنا وسيد قطب، وأن هدفهم هو إسقاط الدولة وإعادة الرئيس المعزول مرسي للحكم، كما تعهد التنظيم في بيان له بتنفيذ عمليات إرهابية جديدة للثأر لمصرع محمد كمال مسئول اللجان النوعية والتنظيمات السرية بجماعة الاخوان والذي قُتِل في مواجهات مع قوات الامن في أكتوبر 2016.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.