بدأت منذ قليل ندوة "الاعلام والقوى الناعمة" بقاعة عبد الرحمن الشرقاوي بمعرض الكتاب الدولي، بحضور الإعلامي السيد الغضبان، وحمد بن عبدالله القاضي أمين عام مجلس أمناء مؤسسة الشيخ حمد القاسم الثقافية، والاعلامي توماس جوجيسيان مراسل الاهرام في واشنطن، ويدير الحوار الاعلامي محمود الورواري. وقال الإعلامي محمود الورواري، إنه ليس بالقوى العسكرية والحروب والصواريخ تقوى الأمم، إنما تقوى بالثقافة والفنون والقيم السليمة، وهي التي تحدث تغير أقوى من القوى العسكرية، مستشهداً بإذاعة صوت العرب في السيتينيات والسبعينيات، وكذا السينما التي سوقت للهجة المصرية. وأضاف الورواري، خلال الندوة، أنه من الغريب أن تحتل تركيا المركز الثاني عالمياً في انتاج الدراما، لكنها استطاعت أن تسوق للدراما وتنتشر في كثير من بلدان العالم، لافتاً إلى أن مصر تمتلك كافة عناصر القوة الناعمة من تاريخ وثقافة ولهجة وفن وحضارة، ولكن لا تستطيع إدارتها بشكل جيد، متسائلاً: كيف لمصر أن ندير إعلامها؟. ومن جانبه أكد الاعلامي السيد الغضبان، أن المقصود في موضوع النقاش ليس الاعلام بمعناه المهني والحرفي، وانما المقصود هنا وسائل الإعلام مرئياً أو مسموعاً، موضحاً أن هناك عناصر تجعل الدولة لها نفوذ وقوى وهي اللغة المشتركة التي تعد أرض خصبة للتواصل مع الاخرين، وكذا التاريخ المشترك. وتابع الغضبان، أن صوت العرب كان له تأثير كاسح في الدول العربية حيث كانت الدول العربية انذاك محتلة وجميعهم متشوق للتحرر، فضلا عن الاذاعات الموجهة التي احدثت قوة ناعمة هائلة في مصر وكانت تخاطب الدول الافريقية. واقتراح الغضبان على الدولة، أن تضيف للقنوات المصرية بجانب النشرات الانجليزية والفرنسية اللغات الافريقية أيضا في أوقات الذروة في افريقيا، مؤكداً على ضرورة وجود توجه عروبي في الاعلام المصري. وأشار الغضبان، إلى أن الدراما المصرية اصبحت تصدّر اسوأ صورة للمجتمع المصري، مستشهداً بمسلسل رأفت الهجان الذي تابعه العالم العربي بأكمله؛ لأنهم شعروا أن هنا توجد البطولة والمجد العربي، فقد كانت مصر هي المنصة التي تنطلق من عليها الفنون والابداع العربي. وقال الغضبان، إن الاعلام هو مسئولية الدولة ولكن سيطر عليه رأس المال الخاص الذي وظفه حسب مصالحه، مضيفا أن الأمل الآن في وسائل التواصل الاجتماعي التي أصبح لها قوة تستطيع أن تسيطر على العالم، متمنيا ان الاعلام القادم سيكون اعلام الشعب.