في حوار نشر اليوم في مجلة كايرو ريفيو للشئون الدولية، أدان أحمد داوود أوغلو، وزير الخارجية التركي، نظام الرئيس السوري بشار الأسد و"قمعه الدامي" للمتظاهرين السوريين. ووصفه بأنه "تهديد للسلام والأمن العالميين". أوضح أوغلو في حواره أنه قابل الأسد شخصياً ثلاث مرات للتشديد على الإصلاح السياسي، وقال: "الوعود التي حصلنا عليها للإصلاح لم تتحقق، بل إن القيادة السورية اختارت أن تواجه مواطنيها بالتورط في سياسة بلا مخرج تقوم على القمع الدموي للمتظاهرين في الشوارع. الرئيس الأسد والمقربون منه يتحملون المسئولية الرئيسية في الأزمة الحالية التي – للأسف – تخرب البلد أمام أعيننا. فالمرحلة التي وصل إليها الوضع في سوريا تمثل خطراً على السلام والأمن العالميين." وبدون التطرق لذكر الفيتو الذي استخدمته كلا من روسيا والصين في مجلس الأمن الشهر الماضي، طالب أوغلو "بأن يتبنى المجتمع الدولي بأكملة موقفاً موحداً. عندها فقط، سيتأكد للنظام السوري أن التمادي في سياساته الحالية لن يؤدي إلا لمزيد من إراقة الدماء." في حواره المطول مع كايرو ريفيو، عبر داوود أوغلو عن تفاؤله بالربيع العربي في مصر وقال: "التقدم الذي تحقق في عملية التحول الديمقراطي في مصر يزيد من تفاؤلنا بمستقبل مصر، فالانتهاء من الانتخابات البرلمانية وانعقاد البرلمان مع أول عيد للثورة المصرية يعتبر مرحلة هامة في هذا الشأن." وقد تطرق الحوار مع أوغلو إلى عدة موضوعات أخري وهي: -- في تعليقه عن الأخطار التي تواجه الربيع العربي قال: "من المهم عدم السماح للمتطرفين الذين يسعون لنشر الصراع العرقي أو الطائفي أو الفكري في المنطقة بالسيطرة على عملية التحول الديمقراطي.... إن أحد أكبر التحديات التي تواجه هذه العملية هي مقاومة التحزب في المنطقة، حيث إن الهويات الطائفية قد قويت مع صحوة الحركات الشعبية." -- وعن هجوم إسرائيل على القافلة الإنسانية التركية قال: "هذا الهجوم الغاشم ترك علامة غائرة في قلوب وعقول الشعب التركي... وهناك مطالب واضحة لتركيا، فلابد لإسرائيل أن تعتذر وتدفع التعويضات، كما يجب رفع الحصار غير القانوني على غزة." -- وعن أي هجوم إسرائيلي محتمل على مشروع إيران النووي قال: "تركيا ضد إتخاذ أي خطوة نحو قصف إيران. الخيار الحربي لا يمثل حلاً للتحديات التي تفرضها أنشطة إيران النووية. على العكس، أي عمل حربي يخلق المزيد من المشاكل أكثر مما يحلها، خاصة من ناحية التداعيات السلبية على السلام والأمن والاستقرار الإقليميين والدوليين، والتي لا يمكن تجنبها." - وعن قبرص قال: "هل القبرصيون اليونانيون جادّون بشأن تسوية مشكلة قبرص؟ للأسف سجلاتهم تُظهر أنهم ليسوا كذلك." -- وعن الاقتصاد قال: "هدفنا هو رفع تركيا إلى مجموعة الاقتصاديات العشر الكبرى في العالم بحلول عام 2023." جدير بالذكر أن كايرو ريفيو للشئون الدولية هي مجلة ربع سنوية تصدر عن كلية الشئون الدولية والسياسة العامة بالجامعة الأمريكية بالقاهرة، وتنشرها دار نشر الجامعة الأمريكية بالقاهرة.