تحقيق: دعاء مهران - اشراف: نادية صبحى عجز فادح فى مهنة التمريض بالمستشفيات الحكومية هروب جماعى للعلاج الخاص بسبب إغراءات الرواتب راتب الممرضة فى مصر 3 آلاف جنيه.. وبالخارج 13 ألفاً تواجه المستشفيات الحكومية والجامعية على مستوى المحافظات، عجزا فى مهنة التمريض، أو حسب اللقب المفضل للعاملين بهذه المهنة «ملائكة الرحمة»، والتى تمثل 65%، من منظومة الصحة فى مصر، وقدرتها نقابة التمريض بعدد 20 ألف ممرض وممرضة، وأرجعت تلك الأسباب لوجود عجز فى معاهد وكليات التمريض، كما أن الكثير من خريجى المعاهد وكليات التمريض يفضلون المستشفيات الخاصة عن الحكومية، لارتفاع الراتب، كما أن الكثير من الممرضين يهاجرون إلى الدول العربية والأجنبية، لارتفاع الحوافز والمرتبات. ويواجه «ملائكة الرحمة» العديد من المشكلات فى المستشفيات الحكومية، أهمها انخفاض رواتبهم والتى تصل إلى 2000 جنيه، مقارنة برواتب تصل إلى 7 آلاف جنيه فى المستشفيات الخاصة، بالإضافة إلى ضعف عائد «الشيفت» الذى يبلغ 15 جنيهاً، فيما يصل «شيفت» الممرضة فى المستشفيات الخاصة إلى 300 جنيه، فى حين يبلغ بدل العدوى 15 جنيهاً لا غير. يوضح هشام مبروك المتحدث باسم نقابة التمريض، أن هناك عجزاً فى التمريض فى جميع المستشفيات الحكومية والجامعية، يقدر بنسبة 20%، موضحاً أن عدد التمريض فى مصر يصل إلى 240 ألف ممرض، لافتاً إلى أن العاملين الفعليين بالتمريض فى المنظومة الصحية يصل عددهم إلى 187 ألف ممرض، أى أن هناك عجزاً فى التمريض يقدر ب20 ألف ممرض، مؤكداً أن هناك خطة سوف تنفذ على سنه 2020 لزيادة المعاهد وكليات التمريض. وأضاف أنه دون وجود ممرض أو ممرضة فى المستشفيات، سوف يحدث شلل تام للمنظومة الصحية كلياً، لافتاً إلى أن نسبة التمريض تمثل 65% من حجم المنظومة الصحية، متسائلاً هل هناك منظومة صحية ناجحة ب 35% ، موضحاً أن التمريض هو من يكون مقيداً بالمستشفيات، وهو من يكون متواجداً نوبتجيات، وهو من يكون ساهراً على راحة المريض ومتواجداً بصورة مستمرة. وأكد أن مهنة التمريض تعتبر مهنة تفريغ وليس مهنة جاذبة، بعدة عوامل أهمها، أن التمريض فى داخل المنظومة الصحية لا تتعدى رواتبهم ثلاثة آلاف جنيه، بينما تصل مرتبات التمريض خارج مصر إلى 13 ألف جنيه، كما أن بدل العدوى 15 جنيهاً، وأن النقابة منذ عام ونصف تطالب الحكومة شفهياً وقضائياً برفع بدل العدوى دون جدوى، مؤكداً أن التمريض هم المخاطبون بالعدوى بصورة مباشرة من المرضي، وهم من يتعرضون للعدوى بصورة أكبر، كما أن هناك 1227 ممرضاً وممرضة أصيبوا بعدوى بأمراض مختلفة وتقدر إعانة العدوى بفيرس C 2000 جنيه ، والأمراض الأخرى بحسب تقدير اللجنة الطبية، موضحاً أن هناك منظومات أخرى بعيدة عن المنظومة الصحية يصل فيها بدل العدوى إلى ثلاثة آلاف جنيه، مؤكداً أنه لا يوجد توازن فى صرف بدل العدوى من الحكومة. كما أن سعر الساعة النوبتجية تقدر ب«جنيه وربع» أى أن سعر النوبتجية 12 ساعة بسعر 15 جنيهاً، بينما يصل سعر النوبتجية 12 ساعة فى المستشفيات الخاصة إلى 300 جنيه، موضحاً أن التمريض داخل المستشفيات الخاصة يعتبر أفضل بكثير من التمريض داخل المستشفيات الحكومية. وأكد أن هناك إقبالاً ضخماً جداً من الطلاب على الالتحاق بمعاهد وكليات التمريض، لكون مهنة التمريض من المهن الفعَّالة فى الدولة، لتوافر العمل بعد التخرج مباشرة، موضحاً أن عجز التمريض جاء نتيجة لقلة كليات التمريض ومعاهد التمريض، كما أن هناك الكثير من الممرضين يهاجرون إلى الكثير من الدول العربية والأجنبية بعد حصولهم على مزاولة المهنة من وزارة الصحة. وأوضح أن الدراما شوهت صورة مهنة التمريض، منها مسلسل «إزى الصحة» عندما أظهر الفنان بيومى فؤاد صورة الممرضة بطريقة غير لائقة، كما أن هناك حلقة للفنانة إسعاد يونس أساءت لصورة الممرضة، مؤكداً أن النقابة تعارض جميع الصور السيئة للتمريض، وتعمل على تحسينها، وقامت النقابة برد فعل قاسٍ وعرضت حلقتين فى برنامج وائل الإبراشى أول وثانى أيام شهر رمضان الماضى وشرحت دور وأهمية التمريض والمهام التى يقوم بها. وقالت الدكتورة منال سيد عبدالعال، وكيل كلية التمريض لشئون الطلاب بجامعة القاهرة، إن هناك إقبالاً من الطلاب على الالتحاق بكليات ومعاهد التمريض، وخاصة الطلاب الذكور، لعدم وجود بطالة، كما أنهم يعملون قبل تخرجهم، بينما من المفترض لا يعملون قبل التخرج، ولكن هناك مستشفيات تقوم بتشغيلهم نتيجة لعجز التمريض بها، مؤكداً أن طلاب امتياز يتعاقدون مع مستشفيات قبل تخرجهم، كما أن هناك الكثير من الطلاب الذكور يلتحقون بالكليات ليهاجروا إلى الدول الأجنبية نتيجة للرواتب الضخمة التى يتقاضاها الممرض هناك. وأوضحت أن هناك عجزاً فى التمريض فى المستشفيات الجامعية، نتيجة لضعف الرواتب التى يتقاضاها الممرض، بعكس المستشفيات الخاصة، التى تصل إلى أربعة أضعاف المستشفيات الحكومية، مما يدفع الكثير من الممرضين للعمل فى المستشفيات الخاصة أو الهجرة للدول الأخرى. وأكدت أن كلية التمريض تخرج كل عام فى الدفعة الواحدة 170 ممرضاً وممرضة، موضحة أسباب قلة الخريجين مقارنة بكليات أخرى إلى أن الدراسة تكون عملية وفى معامل مجهزة ومجسمات كأنها حقيقية، مما يفرض على الكليات استيعاب أعداد قليلة بخلاف الكليات النظرية، مضيفة أن هناك 19 كلية تمريض حكومية و4 كليات تمريض خاصة، وأن هناك طلاباً يذهبون لكليات التمريض الخاصة ويدفعون 17 ألف جنيه سنوياً، كما أن الكلية قامت بعمل برنامج علوم التمريض المكثف لخريجى الجامعات الحكومية الأخري، بشرط أن يكون خريج علمى علوم فى الثانوية العامة، موضحة أن المفاجأة أنه التحق بالبرنامج خريج كلية طب بتقدير جيد جداً ودكتورة صيدلة، وعند سؤالها له لأسباب الالتحاق أكد أنه يريد الهجرة لكندا وغير مسموح لغير الممرضين. ورأت أن صورة التمريض فى السنوات الماضية كانت شاذة وصعبة، وصورة الممرض كانت مشوهة، ولكن صورة التمريض فى الوقت الحالى تحسنت، بدليل أن هناك خريج كليات التمريض يتزوجون من خريجى كليات الطب، لكون أن الحالة الاقتصادية هى من تتحكم فى صورة الشخص، مؤكدة أن الممرض أصبح يحصل على راتب جيد فى المستشفيات الخاصة، كما أنها تتوقع تحسن صورة التمريض فى السنوات السابقة بشكل أكبر نتيجة لالتحاق طلاب علمى علوم بكليات التمريض، نتيجة للبطالة المنتشرة فى الكليات الأخرى. وقال الدكتور أشرف حاتم الأمين العام للمجلس الأعلى للجامعات، إن لجنة قطاع التمريض بالمجلس الأعلى قامت بوضع خطة لتطوير المهنة بالكامل، وذلك بتحويل المدارس الثانوية الفنية للتمريض إلى معاهد فنية، والذى بدأنا به بالفعل، وذلك لمدة عامين بعد الثانوية العامة، لأنه كان هناك اعتراض كبير من منظمة الصحة العالمية، ومنظمة العمل الدولية فى حصول طلاب فى سن 15 عاماً على رخصة العمل، وتركهم مع المريض ليلاً، وهذا غير منطقى لأنه فى تلك السن يعتبر عمالة أطفال، لذلك اشترطوا سن 18 عاماً للحصول على الرخصة ولابد حصوله على تدريبات أخرى، ولكن ما زال هناك بالصعيد مدارس تمريض، وذلك لأن هذا القرار يصدر إلى الجامعات وليس إلى وزارة الصحة، ولكن تم رفع تلك المدارس إلى خمس سنوات ولكن مشكلتها الكبرى هى عدم تصنيفها تبعاً لوزارة التربية والتعليم أو التعليم العالى. كما أكد الأمين العام للمجلس الأعلى للجامعات، فى تصريح سابق له، أن هناك خطة أن يتم تحويل مدارس التمريض بالصعيد إلى معاهد وهذا خاص بوزارة الصحة، أما بالنسبة للمجلس الأعلى فهناك خطة بتشغيل 20 معهداً فنياً للتمريض بعد الثانوية العامة، 18 كلية تمريض من المقرر خلال عامين أن تقوم بتخريج 5 آلاف ممرض، وهذا يعنى تخريج ما يقرب من 3500 من المعاهد الفنية للتمريض. وأكد أن راتب التمريض فور تخرجه يصل إلى 2000 جنيه، وهناك بعض التمريض فى المستشفيات الخاصة يصل راتبة إلى 10000 آلاف جنيه، وهناك خطة للتطوير التمريض خلال أربع سنوات، حيث بدأنا بتكليف كل خريجى المعهد الفنى للتمريض الموجود بالجامعات بالمستشفى الجامعى، لذلك نوصى كل الجامعات التى تعانى نقص التمريض بأن يقوموا بعمل معاهد فنية للتمريض، وتخريج دفعة وتكليفها فى المستشفى، وكذلك سيكون هناك اكتفاءٌ ذاتى داخل المستشفيات الجامعية، أما بالنسبة لكليات التمريض فسوف يتم تكليف 25% من خريجى تلك الكليات فى المستشفيات الجامعية، 75% فى باقى مستشفيات الحكومة، ولكن بالنسبة للمعيدين فسوف يعملون نواباً فى المستشفيات الجامعية تحت مسمى «نائب تمريض». طلاب كلية التمريض قالت رضا الله محمود، طالبة بكلية التمريض جامعة القاهرة، إنها كانت تحلم بدخول كلية التمريض منذ البداية، ولكن أغلب زملائها كانوا يستهدفون كلية طب أو صيدلة، قبل دخولهم كلية التمريض، لافتة إلى أن الكلية تضع اشتراطات قوية جداً للالتحاق بها، مثل امتحان لغة إنجليزية، وامتحانات عقلية ونفسية، واختبارات لمستوى تفكيرهم وإدراكهم للحياة وكيفية التعامل مع المرضي، كما أنهم يدرسون مواد علمية بحتة مأخوذة من مواد كلية طب وصيدلة. وأكدت أن مهنة التمريض تعتبر مهنة شاقة وممتعة فى ذات الوقت، شاقة فى كيفية التعامل مع المريض، نتيجة أن الممرضة هى من ترافق المريض طوال الوقت، بخلاف الدكتور الذى لا يكون مع المريض سوى دقائق معدودة، موضحة أن الشىء الممتع فى مهنة التمريض هو مرافقة المرضى ومراعاتهم ودعوة صادقة من القلب. وقالت الطالبة آلاء محمد، إنها كانت فى كلية دار العلوم فى البداية ثم انتقلت لكلية التمريض بعد أسبوعين فقط، لافتة إلى أنه كان اقتراحاً من أحد أقاربها، موضحة أن الكلية مستقبلها جيد، كما أن هناك أمر تكليف بعد التخرج، وهناك العديد من الطلاب يعملون قبل تخرجهم، وهذه ميزة جذبت الكثير من الطلاب فى ظل ارتفاع معدلات البطالة فى الكليات الأخرى. وأوضحت الطالبة فى السنة الرابعة، أنها تلاحظ أن هناك زيادة فى أعداد الدفعات التى تستقبلها الكلية، عن الأعوام السابقة، رغم أن هناك سمعة سيئة عن التمريض، والتى تسببت فيها المسلسلات، وأظهرت صورة الممرضة بالمظهر السيئ، مؤكدة أنها لا تخشى «الشفت» الليلى فى عملها، طالما كان المستشفى مؤمناً. وقال الطالب علاء نور الدين بالفرقة الثالثة بكلية التمريض، إن دخوله الكلية كان مجرد صدفة التنسيق، موضحاً أن أغلب الطلاب الذكور لا يعلمون أن هناك معاهد وكليات للتمريض تقبل الذكور، مؤكداً أن دور التمريض لا يقل عن دور الطبيب فى شفاء المرضى. فيما قال الطالب عبدالعظيم محمد، إن حبه للمجال الطبى هو ما دفعه لدخول كلية التمريض، بعد فقدانه الأمل فى الالتحاق بكلية طب أو كلية الصيدلة، ولكن ما شجعه أكثر هو وجود أمر تكليف بعد التخرج، مما سيضمن له الوظيفة بخلاف الكليات الأخرى، التى تمثل فيها نسبة البطالة مرتفعة جداً، ولكن ما يؤرقه هو سمعة التمريض التى شوهتها الدراما فى العديد من المسلسلات، ولكن نقابة التمريض تدافع عنهم بكل الوسائل مما حسَّن من سمعة ومهنة التمريض فى السنوات الأخيرة. أكدن أنهن «الحلقة الأضعف» الممرضات: نتحمل أعباء المنظومة الطبية المتهالكة تعددت مشكلات مهنة التمريض فى المستشفيات الجامعية فى السنوات الأخيرة، بخلاف المستشفيات الخاصة التى تلقى فيها وظيفة التمريض اهتماماً خاصاً مهنياً ومادياً، كما أن تعامل المرضى فى المستشفيات الخاصة يكون أكثر فى «الإتيكيت»، بخلاف المستشفيات الجامعية والتى لا تلقى فيها الممرضة أى اهتمام سواء مادياً أو مهنياً، وذلك بحسب عدد من الممرضات بأحد المستشفيات الجامعية، الذين تحدثوا ل«الوفد». وقالت عبلة أحمد، ممرضة: مهنة التمريض من المهن الشاقة والدقيقة، لما تواجهه فى عملها والذى يتوقف عليه حياة المرضى، خاصة إذا كانت الوسائل الطبية والأدوية غير متوافرة بالصورة المطلوبة، كما أنها شاقة لتعرضها وتعاملها مع أمراض مزمنة ومعدية مثل فيرس C، مضيفة أن هناك العديد من الممرضات يعانين من تلك الأمراض نتيجة تعاملهن مع المرضى وانتقالها إليهن بالعدوى، كما أن الكثير من الممرضات لا يصرف لهن بدل إصابة عمل فى المستشفيات الجامعية، وإذا تم صرف بدل إصابة العدوى لن يتعدى تكاليف العلاج، بينما يصل بدل العدوى شهريا 15 جنيهاً. وأكدت «عبلة» أن راتب الممرضة بالمستشفى الجامعى لا يتجاوز 2000 جنيه تتقاضاه بعد سنوات طويلة من العمل الشاق، بينما يصل راتب الممرضة فى المستشفيات الخاصة إلى 8 آلاف جنيه شهرياً، مما أدى لعزوف شديد على العمل فى المستشفيات الحكومية والجامعية، للحد الذى وصل إلى توافر ممرضة لكل 45 مريضاً مما شكل أعباء إضافية عليهن. وقالت هدى حمدى: إنها أصبحت تواجه الكثير من المتاعب فى عملها فى السنوات الأخيرة، بسبب الظروف السيئة التى تواجهها فى عملها، أهمها زيادة ضغوط العمل، مؤكدة أن قلة الممرضين أصبح يمثل عائقاً عليهن، كما أن الأطباء يحملوننا كل الأعباء، مع ضعف الراتب الذى لا يتحمل متطلبات الحياة بعد غلاء الأسعار، موضحه أنهن يعانين من ذوى المرضى الذين لا يملكون إلا سوء معاملتنا، كما أن الدراما شوهت صورتنا أمام المجتمع، مما جعلت الأشخاص ينظرون لهن نظرة دونية، رغم أن دورهن لا يقل أهمية عن الطبيب رغم احتياجهم لنا، مشيرة إلى أن الممرضة التى تعمل بالمستشفيات الخاصة تتمتع براتب عالٍ، ومعاملة راقية، فضلاً عن «البقشيش» الذى يتجاوز المئات من الجنيهات يومياً، بينما تخدم الممرضات بالمستشفيات الجامعية عشرات الحالات المجانية ولا مجال إلا للإهانة وسوء المعاملة. وأكدت أنها تتعامل مع حالات مرضية خطيرة ومعدية، كما أنهن يتحملن فى كثير من الأحيان العجز فى الصيادلة، ويقمن بصرف العلاج، وسحب العينات، ويتسلمن العهد الطبية بملايين الجنيهات، وإذا حدثت سرقة، فالدفع أو الحبس، بخلاف المتاعب التى نتعرض لها فى المواصلات، والإهانات التى يتعرض لها طاقم التمريض من أهالى المرضى، وقد تصل الأمور فى بعض الأحيان إلى الاعتداء بالضرب، حيث لا توفر المستشفيات منظومة أمنية لحماية التمريض، كما أن أى مشكلة يتعرض لها المريض، فإن المساءلة تقع فى معظم الأحيان على التمريض، كما أننا الفئة الضعيفة التى تتعرض للخصم والجزاءات والعقوبات الإدارية. ويضاف إلى ذلك، ضعف الرواتب، والفجوة الرهيبة فى الدخل بين المستشفيات الحكومية والخاصة، فالممرض يتقاضى ما بين 12 و 15 جنيهاً فى النوبتجية فى المستشفى الحكومى، بخلاف المستشفيات الخاصة.