كتبت- زينب الدربى توالت ردود الأفعال العالمية اليوم حول نقل السفارة الأمريكية إلى القدس تمهيدًا لجعلها عاصمة لإسرائيل، حيث أعرب الكرملين عن قلق روسيا إزاء احتمال تأجيج الخلاف بين إسرائيل والسلطات الفلسطينية، نتيجة خطة الرئيس الأمريكى دونالد ترامب المرتقبة بنقل السفارة الأمريكية إلى القدس، وقال ديمترى بيسكوف المتحدث باسم الكرملين فى مؤتمر صحفى عبر الهاتف مع وكالة رويترز، أنه رغم الأحاديث المثارة بشأن نقل السفارة حتى الآن، إلا أن الكرملين و النظام الروسى لن يناقشا هذا القرار حتى يتم اتخاذه. و على الصعيد الأوروبى أعربت كل من وزارة الخارجية الألمانية و الفرنسية عن قلقهما من نقل السفارة الأمريكية إلى القدس، وحذرت ألمانيا رعاياها الموجودين فى المدينة من احتمالات اندلاع اشتباكات عنيفة فى الشرق الأوسط عقب إعلان التقارير الخاصة، باعتزام الرئيس الأمريكى دونالد ترامب الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل. ووضعت وزارة الخارجية تحذيرات على موقعها الإلكترونى فى تحديث لتوصيات السفر إلى إسرائيل والأراضى الفلسطينية أنه «اعتبارًا من السادس من ديسمبر 2017 ربما تخرج مظاهرات فى القدس والضفة الغربية وقطاع غزة. الوزارة ولم تستبعد وقوع اشتباكات عنيفة»، ونصحت الوزارة المسافرين الألمان للقدس بمتابعة الموقف عن كثب عبر وسائل الإعلام المحلية وتجنب المناطق التى تشهد اضطرابات، وحذرت الخارجية الفرنسية رعاياها على موقعها الإلكترونى، وقالت إنه من المتوقع خروج مظاهرات وأن على الفرنسيين تجنب هذه المظاهرات والابتعاد عن أى تجمعات كبيرة فى القدسالشرقية والضفة الغربيةوغزة. واختلف رد الفعل البريطانى إزاء قضية نقل السفارة، ودعا وزير الخارجية البريطانى بوريس جونسون الولاياتالمتحدة إلى التقدم بمقترح لإحياء عملية السلام فى الشرق الأوسط ذي «أولوية» خلال اجتماع حلف الناتو المرتقب فى واشنطن. أما كندا فجاء موقفها مغايرًا للسياسة الأمريكية تجاه القدس رغم انتمائها للمعسكر الغربى، حيث أعلنت أنها لن تنقل سفارتها فى إسرائيل إلى القدس وستبقى على سفارتها فى تل أبيب، مؤكدة أنها ما زالت لا تعترف بالقدس عاصمة لإسرائيل، وقال المتحدث باسم الخارجية الكندية آدم أوستن فى بيان صحفى «إننا ملتزمون بشدة بهدف السلام الشامل والعادل والدائم فى الشرق الأوسط، بما فى ذلك إقامة دولة فلسطينية تعيش جنبًا إلى جنب فى سلام وأمن مع إسرائيل.» و من جانبه قال إبراهيم كالين المتحدث باسم الرئيس التركى رجب طيب أردوغان إن منظمة التعاون الإسلامى ستعقد اجتماعًا فى اسطنبول فى 13 ديسمبر الجارى، لتنسيق الرد على قرار الولاياتالمتحدة المزمع الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل. وقال وزير الخارجية التركى مولود تشاووش أوغلو إن نقل السفارة الأمريكية فى إسرائيل للقدس سيكون «خطأ جسيمًا» وأضاف اوغلو أنه حذر وزير الخارجية الأمريكى ريكس تيلرسون من الخطوة، موضحًا أن الإقدام على هذه الخطوة سوف يتسبب فى مزيد من «الفوضى وعدم استقرار بالإضافة إلى معارضة العالم لهذه الخطوة» على حد قوله. ونقل الموقع الرسمى للزعيم الأعلى الإيرانى آية الله على خامنئى على الانترنت عنه قوله « إن نية الولاياتالمتحدة نقل سفارتها للقدس علامة على عجزها وفشلها». وأضاف خامنئى «أيدى (الولاياتالمتحدة) مكبلة فيما يخص القضية الفلسطينية وليس بإمكانها التقدم باتجاه تحقيق أهدافها»، وأضاف خامنئى ان فلسطين «ستُحرر» وسينتصر الشعب الفلسطيني. وأكد البابا فرانسيس فى الفاتيكان أن الأرض المقدسة بالنسبة للمسيحيين «هى بلا جدال أرض الحوار بين الرب والبشرية». وتحدث البابا عن الحوار بين الأديان على حد قوله، موضحًا أهمية الحوار واحترام الأديان. وعلى الجانب السورى أدانت الحكومة السورية عزم الرئيس الأمريكى دونالد ترامب الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل ونقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى المدينة، ونقلت الوكالة العربية السورية للأنباء عن مصدر بوزارة الخارجية والمغتربين فى سوريا قوله: إن القرار سيكون «تتويجًا لجريمة اغتصاب فلسطين وتشريد الشعب الفلسطيني». و فى الصين وقال قنج شوانج المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية: إن وضع القدس مسألة معقدة وحساسة، و اضاف شوانج أن الصين قلقة من أن القرار الأمريكى «قد يعمق الصراع فى المنطقة». و قال إنه «يتعين على جميع الأطراف بذل المزيد من الجهد لإقرار السلام والهدوء فى المنطقة، والتصرف بحذر، وتجنب التأثير على أسس حل القضية الفلسطينية وبدء أعمال عدائية جديدة فى المنطقة».