كتب- وحيد شعبان وزينب الدربى: اشتعلت المواجهات، اليوم، بين الفلسطينيين وجنود الاحتلال الإسرائيلى عند قبة «راحيل» فى بيت لحم، بعد أن قام شبان فلسطينيون برشق عدد من الجنود بالحجارة احتجاجًا على تهويد القدس ونقل السفارة الأمريكية إلى مدينة الأنبياء، وأعلن الجيش الإسرائيلى حالة التأهب القصوى خوفًا من توسع المواجهات فى الضفة الغربية، وشهد محيط صحن القبة وجود مئات من المستوطنين الذين توجهوا إلى قبر سيدنا يوسف عليه السلام، وقاموا بأداء مراسم «تلمودية» أثارت استياء الفلسطينيين، وتسببت فى تجدد المواجهات مع الشباب عقب قيام مجموعة من المستوطنين بالصعود إلي صحن مسجد قبة الصخرة بحراسة أمنية مشددة فى محاولة لفرض واقع مخالف للقانون حسب مدير المسجد عمر الكسوانى. وردًا على الخطوة الأمريكية والتحركات الإسرائيلية على الأرض قررت الجامعة العربية عقد اجتماع طارئ لوزراء الخارجية العرب السبت المقبل، لاتخاذ موقف بشأن توجه الإدارة الأمريكية لنقل سفارتها إلى القدس والاعتراف بالمدينة عاصمة لإسرائيل. يأتى الاجتماع بناء على طلب فلسطين، وكان المندوبون الدائمون، بالجامعة قد أدانوا أى إجراء للإدارة الأمريكية بنقل السفارة إلى القدس أو الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل ودعا الأمين العام أحمد أبوالغيط الإدارة الأمريكية للتراجع عن القرار، مؤكدًا أن القرار سيشعل المنطقة ويؤجج العنف بالمنطقة. وبعث أحمد أبوالغيط الأمين العام للجامعة العربية برسالة غاضبة إلى الإدارة الأمريكية، أكد أبوالغيط ان إقدام أمريكا على اتخاذ مثل هذا الإجراء الخطير ستكون له تداعيات سلبية، ليس فقط على الوضع فى فلسطين بل على المنطقة، مشيرًا إلى أن قرار الإدارة الإمريكية سيقضى على الدور الأمريكى كوسيط موثوق لرعاية التسوية بين الفلسطينيين والقوة القائمة بالاحتلال، والقضاء على أية فرصة حقيقية لإحياء عملية سياسية ذات معنى بين الفلسطينيين وإسرائيل. ودعا أبوالغيط الإدارة الأمريكية إلى أن تمتنع عن أية مبادرات من شأنها أن تُفضى إلى تغيير وضعية القدس القانونية والسياسية، أو المس بأيٍ من قضايا الحل النهائى.. وحذر أبوالغيط من اتخاذ القضية الفلسطينية مسرحاً للتلاعب أو مجالاً للعبث بما له من عواقب خطيرة على الأمن والاستقرار فى المنطقة، مؤكدا أن العبث بمصير القدس– بما لها من مكانة فى قلب كل العرب- من شأنه تأجيج مشاعر التطرف ونعرات العنف والعداء والكراهية بطول العالمين العربى والإسلامى. وأضاف أبوالغيط خلال انعقاد مجلس الجامعة العربية الطارئ على مستوى المندوبين الدائمين، أننا شجعنا فى السابق جهود الإدارة الأمريكية الحالية لإحياء مسار التسوية السياسية بين الفلسطينيين والإسرائيليين.. لافتًا إلى أن السياسة الفلسطينية والعربية العاقلة قابلها الطرف الإسرائيلى بالتعنت والتمترس خلف مواقفه المُتطرفة.. ولن يكون هناك دافع أو مبرر كاف لاستمرار هذه السياسة لو أن الإدارة الأمريكية أقدمت على نقل السفارة الأمريكية إلى القدس، أو الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل.