إيمان مجدي: انتشرت صفحات عرض المشاكل الإجتماعية على مواقع التواصل الإجتماعي "فيس بوك"، ويزداد روادها يوما بعد يوم، ويعتبرها البعض وسيلة للفضفضة والبحث عن حل لمشاكلهم، وأخرون يروى فيها وسيلة للتسلية عن طريق الرد على المنشورات المختلفة بطرق ساخرة. وأعرب محمد هاني استشاري الصحة النفسية والعلاقات الأسرية، عن استيائه من تلك الصفحات قائلًا:" مش كل المنشورات والقصص اللي بيتم عرضها حقيقي ونسب كبير منها وهمي والاكونتات مضروبة، وأغلب المشاكل جنسية لإثارة الشباب مما يتيح التعليقات خارجة عن القيم وغير لائقة، وفتح مواضيع خاصة وقصص مفبركة، وفي ناس بتستجيب بدافع الفضول، وفي ناس مريضة عندها فراغ تتخيل وتكتب مشاكل وهمية، والناس ترد". وأكد هاني، في تصريحات لبوابة الوفد، أن صفحات عرض المشاكل الإجتماعية وشديدة الخصوصية، أصبح لها مردود سلبي على الحالة النفسية للفرد حين يجد حجم المشاكل حوله، فضلًا عن تأثرها على علاقته الأسرية أيضًا، مرجعًأ السبب لتلقي التعليقات على بعض المشاكل الهامة والخاصة في نفس الوقت من قبل أشخاص غير مختصين، وبالتالي قد يعقد المشكلة أكثر من حلها. تجارب ولفت استشاري العلاقات الأسرية إلى أن هناك أشخاصا يلجؤون لعرض مشاكلها على صفحات الفيس بوك، أملًا لإيجاد حل لها، أو مشاركة ممن مروا بنفس التجربة وعرض حلول مختلفة، كما أن البعض يتمنى أن يكون هناك أحد المختصين بتلك الصفحات ليرد عليه، واصفا تلك الأشخاص بمقولة:"الغريق بيتعلق بقشاية". وتابع أن حالة الفضفضة التي يقوم بها الناس على السوشيال ميديا أصبحت كثيرة خلال الفترة الأخيرة، معللًا بأن التواصل عن طريق السوشيال أسهل من التليفون، خاصة وأن الشباب بل والكبار يستخدموا الفيس بوك مثل موقع البحث "جوجل"، بمعنى أن الفيس أصبح وسيلة بحث هامة وسريعة الانتشار لأغلب احتياجاتنا. وأشار إلى أن الاستفادة من تلك الصفحات تكمن في تبادل التجارب، مؤكدًا أن هناك بعض الأشخاص لم يجدوا من يتواصلوا معه أو لا يريدوا أن يتحدثوا مع الاصدقاء والاقارب حتى لا تتصاعد المشكلة، فيليجأوا للفضفضة مع المجهولين. السبب وأوضح أن السبب في انتشار تلك الصفحات ومتابعيها هو زيادة حجم مشاكل واعباء العصر من كل نوع، مما يجعل الناس تريد أن تفرغ طاقتها، وحين يجدوا مشاكل غيرهم أو مشاكل شبيه لمشاكلهم يشعر بالمشاركة ويستفيد من خبرات السابقين خاصة لو كان الحديث مفيد وهادف. وطالب هاني من رواد تلك الصفحات عدم الاستجابة لها، واستشارة المختصين في المشاكل النفسية والإجتماعية، ومشاركة المقربين، معلقًا عما يحدث بقوله:"حياتنا بقت في الشارع زي مشكلة على الناصية".