كتبت- ميادة الشامي: أيام قليلة تفصلنا عن الاحتفال بالمولد النبوي الشريف، حيث تحتفل به الأمة الإسلامية والعربية كل عام بمختلف الطقوس والعادات. ويعد شراء حلوى المولد أبرز طقوس وعادات الأسر المصرية للاحتفال بالمولد النبوي، حيث يظل شرائها عادة لدى المصريين لا غنى عنها رغم ارتفاع الأسعار، التي أصبحت شبحًا يواجه المواطن المصري البسيط. وتعتبر مدينة "طنطا" بمحافظة الغربية الأشهر في صناعة الحلوى حيث يتواجد بها العديد من المصانع المتخصصة في صناعتها، ولا سميا شارع "الأثرية" الذي يقع بمحيط ميدان المسجد الأحمدي بطنطا، ذلك الشارع الضيق الذي لم يكد يستوعب المواطنين خلال فترة الموسم، نظرًا لتوافدهم من كل مكان لتلك المنطقة الأقدم والأشهر لشراء الحلوى بمختلف أنواعها. حالة من الكساد والركود أصابت تلك المدينة وذلك الشارع على الأخص بسبب ضعف الإقبال على شراء حلوى المولد، حيث شهدت أسعار الحلوى هذا العام زيادة بنسبة 10% مقارنة بالعام الماضي، نتيجة ارتفاع أسعار الخامات. وقامت "بوابة الوفد"، بجولة تفقدية لرصد أسعار حلوى المولد لدى أصحاب المصانع التي تنتج الحلوى، وعدد من المحلات الشهيرة في تلك المدينة. "الأسعار زادت بنسبة 10% عن العام الماضي" هذا ما أكده عدد كبير من أصحاب المصانع والمحلات الشهيرة بطنطا، رغم انخفاض سعر طن السكر الذي بلغ حوالي 8200 جنيه عن العام الماضي، ولكن الزيادة هذا العام بسبب ارتفاع الخامات اللازمة في صناعة الحلوى مثل الحمص والسوداني والسمسم والعسل وجوز الهند، فضلًا عن ارتفاع سعر ورق التغليف. وفي هذا الصدد، قال أشرف الجزار، صاحب مصنع ومعرض حلويات، "إحنا بنبيع بسعر الجملة، والأسعار زادت هذا العام بنسبة 10%، حيث بلغ سعر كيلو الحلوى ما بين 35، 40 جنيهًا رغم انخفاض سعر طن السكر ل8100 جنيه، ولكن الخامات المتداخلة في صناعة الحلوى غالية. وأكد الجزار، أن السبب في ارتفاع الأسعار زيادة سعر السوداني الذي بلغ 33 جنيهًا، والحمص ل 36 جنيهًا، والسمسم ل 32 جنيهًا، وجوز الهند ل80 جنيهًا، والعسل ل 9000 جنيه، وورق التغليف وصل ل 60 ألف جنيه، فضلًا عن ارتفاع سعر علبة الحلوى الذي بلغ 175 قرشًا للعلبة. واتفق معه في الرأي، علي محمد السيد، صاحب مصنع حلويات، مؤكدًا أن الإقبال ضعيف على الشراء، وأصبح هناك ركود في السوق، مشيرًا إلى أن كيلو حلوى النواشف يتراوح ما بين 40، 50، 60 جنيهًا بعد أن كان ب30 جنيهًا، وبلغ سعر المربات مابين 60 و80 جنيهًا. وأكد السيد، أن الحالة الاقتصادية التي تمر بها البلد أثرت بشكل كبير على عملية البيع والشراء قائلا:" بدلا من أن يشتري الزبون 2 كيلو حلوى، فأصبح يكتفى بشراء كيلو واحد فقط نظرا لسوء الأحوال، مشيرا إلى ان أصحاب المصانع يبيعون بسعر أقل من المحلات. وأشار صاحب مصنع الحلويات ،إلى أن هناك حالة ركود أصابت السوق بسبب غلاء الأسعار،رغم انخفاض سعر طن السكر الذي بلغ 8200 جنيها مقارنة بالعام الماضي،ولكن أسعار الخامات المتداخلة في صناعة الحلوى كالعسل والسمسم والسوداني،زادت بشكل كبير نظرا لاستيراد بعضها مما أدى إلى إرتفاع سعر الحلوى على حد قوله. ورأى حازم محمد، مدير مبيعات بأحد المصانع، أن الأسعار مرتفعة عن العام الماضي ولكن الناس بتضطر تشتري الحلوى لانها عادة كل عام عليهم، ولكن الاقبال لم يعد مثل الاعوام الماضية ، فبدًلا من أن يشتري الزبون 3 كيلو أو أكثر ، يكتفي بشراء 2 كيلو فقط ، وكلا على حسب ظروفه وإحتياجاته. وأوضح إيهاب الشورى،صاحب أحد محلات الحلوى الشهيرة بطنطا ،أن الأسعار هذا العام زادت بنسبة كبيرة عن العام الماضي فقد وصل سعر النواشف ل 60 جنيها للكيلو، والمربات ب 110 جنيها،والمكسرات 350 جنيها، والملبن ب 180جنيها،مشيرا إلى ان الإقبال ضعيفا هذا العام، وأصاب السوق حالة من الركود والكساد. وأعرب سعيد محمد ، أحد المواطنين، عن إستيائه من غلاء الاسعار قائًلا:" الاسعار ارتفعت هذا العام بنسبة كبيرة عن العام الماضي، كنت بشتري 4 كيلو حلاوة، دلوقت اكتفيت ب 2 كيلو فقط، نظرا لغلاء الاسعار وسوء الاحوال الاقتصادية في البلد. أما عروسة المولد تعد أيضا من مظاهر الاحتفال بالمولد النبوي،حيث يقوم الخطاب بمهداتها لعرائسهم بالإضافة إلى علبة الحلوى. ولكن عروسة المولد هذا العام تستحق لقب" عانس" عن جدارة لما أصابها من حالة ركود، وإقبال ضعيف من قبل المواطنين،رغم تنوع أشكالها التي تجذب عين المواطنين لشرائها. "الإقبال متوسط، يكاد يكون هناك حالة كساد في السوق على شراء عروسة المولد" هكذا قال الحاج احمد عابد،تاجر عرائس، مشيرا إلى أن أسعار العرائس زادت هذا العام بنسبة 10% بالمقارنة بالعام الماضي. وأشار عابد، في تصريحات ل" بوابة الوفد" إلى أن أسعار عروسة المولد تتراوح ما بين 40 إلى 150 جنيها،نظرًا لزيادة الخامات المصنعة بها العروسة سواء التنتيل او الاكسسوارات، لافتا إلى أن معظم الخامات مستوردة، ولكن الشغل اليدوي بأيدي مصرية. وأكد تاجر العرائس،أن شراء عروسة المولد عادة يهديها الخطيب لخطيبته كل عام في الموسم مع علبة الحلوى،مشيرا إلى أن الوضع مختلف عن الماضي نظرا لتغير ظروف البلد واحتياجات السوق.