نستقبل خلال ساعات قليلة، ذكرى المولد النبوي الشريف، والذي يحتفل به المسلمون فيما استعدت المحال والشوادر في كثير من المناطق بعرض حلوى المولد بأشكالها المختلفة، بجانب عرائس المولد، التي يقبل عليهم المواطنون؛ احتفالًا بذكرى المولد النبوي الشريف. وتأخر عدد من المحال في عرض الحلوى وغابت ببعض المحال الأخرى لأسباب اقتصادية. وشهدت أسواق "حلوى المولد" بالإسكندرية ارتفاعات جنونية في الأسعار، خاصة عقب ارتفاع سعر السكر والدولار مقابل الجنيه المصري، وبعد قرار الحكومة بتعويم الجنيه، وبلغت نسبة زيادة أسعار الحلوى إلى عدة أضعاف عن أسعار العام الماضي. وجاءت أسعار السكر المتهم الأول والأخير والرئيسي في أسعار حلوى المولد بصفة خاصة والحلوى بشكل عام، فضلًا عن ارتفاع أسعار مستلزمات الإنتاج لمهنة الحلواني، بسبب أزمة الدولار والتي تتمثل في السكر والدقيق والعسل والزبيب والسمسم والفول، وبالتالي انعكست تلك الأزمات سلبًا على الأسعار لتحطم أرقام قياسية، خاصة وأن سعر النواشف من الحمصية والسمسمية والفولية ارتفعت بنسبة 100% ليصل إلى ما بين 60 و80 جنيهًا مقابل 30 إلى 40 جنيهًا العام الماضي، والملبن الحبل يتراوح بين 90 إلى 110 جنيهات مقابل 65 إلى 80 جنيهًا العام الماضي. أما أسعار عرائس الحلوى ارتفعت لأكثر من 150%، حيث تراوحت أسعارها ما بين 80 إلى 200 جنيه حاليًا، مقابل 30 إلى 90 جنيهًا العام الماضي. وأثر ارتفاع أسعار السكر بالسلب على موسم المولد النبوي وأغلب مصانع الحلويات أغلقت أبوابها، نظرًا لارتفاع أسعار السكر وعدم إقبال المواطنين على شراء الحلوى مثل كل عام، مما أثر على كل العاملين بقطاع الحلويات، وضرب الركود جميع تجار الحلوى الصغار، حيث وصلت نسبة الركود ل50% مقارنة بالأعوام الماضية. يأتي هذا في ظل ما أعلنه الكثيرون عن مقاطعته لحلوى المولد النبوي بعد ارتفاع أسعارها بشكل جنوني، والاستغناء عن الحلوى هذا العام حتى تهدأ الأسعار وتوجيه ضربة قاسمة للمحتكرين والجشعين من التجار. يذكر أن علبة الحلوى التي كانت العام الماضي ب150 جنيهًا وزن 5 كيلو تباع الآن ب400 جنيه، علمًا بأن أزمة ارتفاع الأسعار بشكل عام، والسكر كمدخل أساسي في صناعة الحلوى بشكل خاص، قضت على مجرد التفكير في شراء حلوى المولد النبوي الشريف، لدى الكثير من المواطنين. وتحت عنوان "بلاها حلاوة مولد"، حملة تم تدشينها لمقاطعة شراء "حلويات المولد" لهذا العام، بعد ما ألقت أزمت السكر بأثرها على أسعار الحلوى، وهو الأمر الذي جعل حملات المقاطعة تنتشر لارتفاع سعرها بشكل كبير مقارنة بالأعوام الماضية. ودشن رواد مواقع التواصل الاجتماعي، "فيس بوك"، و"تويتر"، هاشتاج "# بلاها _ حلاوة _المولد"، معلنين من خلاله عن حملة لمقاطعة شراء حلوى المولد هذا العام، وتجاوب عدد من مستخدمي الموقع مع هذه الدعوات، وأكدوا مقاطعتهم لها خاصة في ظل أزمة نقص السكر الحالية وارتفاع سعره.