تحقيق - أحمد سراج: تصوير: رشدى أحمد - راجى ماجد - اشراف:- نادية صبحى حديقة الأسماك التى يظن الكثيرين أن الصورة التى كانت فى أذهانهم ما زالت قائمة، حيث أحواض الأسماك المتنوعة والنادرة التى تنعكس عليها أشعة الشمس عبر فتحات علوية مثل الأسماك النيلية والبحرية وأسماك الزينة وبانوراما لعرض الأسماك المحنطة.. فهذا الزمن قد مضى وانتهى وتغيرت الحديقة من ساحة للجمال إلى وكر للعشاق!! الإهمال هو شعار الحدائق التراثية وعلى رأسها حديقة الأسماك بالزمالك، على غرار العديد من المتنزهات والحدائق التى تحولت إلى مأوى لمن لا مأوى لهم، أنشأها الخديو إسماعيل عام 1867، وتعتبر من أفضل الحدائق التى أنشئت فى القاهرة، الحديقة تديرها إدارة حديقة الحيوان بالجيزة منذ سنة 1902، وقد قامت بإصلاح 24 حوضًا لعرض 33 نوعًا من الأسماك النيلية فيها قبل افتتاح الحديقة للجمهور رسمياً فى 21 نوفمبر 1902. «الوفد» توجهت إلى حديقة الأسماك ورصدت حالة الحديقة بعد أن طالتها يد الإهمال، فى البداية وقبل الدخول اعترض الأمن على الدخول بالكاميرا، وأكد أن وزارة الزراعة أصدرت منشوراً يفيد بدفع مبلغ 250 جنيهاً لمن يحمل كاميرا فوتوغرافيا للتصوير، ومع عدة محاولات قمنا بالاستغناء عن الكاميرا ولجأنا إلى كاميرا الموبايل لنرصد الإهمال داخلها.. الحديقة التى كانت تحتوى على 200 نوع للأسماك لم يتبق منها سوى أربعة أنواع فقط، بعضها يحتوى على سمكة واحدة فقط، فبعد مرور 147 عاماً على تشييدها تحولت الجبلاية بحديقة الأسماك إلى كهف مظلم يخشى العديد من الزائرين أن يقربوها تجنبًا للدغة «ثعبان» أو مرور «فأر» مختبئ فى طيات كهوفها، أو يصطدم خفاش بأحدهم، فعندما تدخلها تجد البحيرة التى تتوسط الحديقة وكانت فى السابق تضم الأسماك الملونة، تحولت إلى بركة تنبعث منها الروائح الكريهة وبها بعض الأسماك النافقة. منذ ثلاثة أعوام تسلمت هيئة الآثار الجبلاية خوفاً عليها من الانهيار، وتم تسليم الأسماك النادرة إلى معامل تابعة لوزارة الزراعة، خوفًا عليها من الموت.. داخل تلك الكهوف يلتقى العشاق إلى جانب بعض الأعمال المنافية للآداب والتى تتم تحت أعين العمال، ويفرضون عليهم بعض المشروبات من أجل التغاضى عنهم. الكافيتريا كانت شبه خاوية من الزائرين إلا سائحاً جلس ليشرب الشاى ولاحظنا انصرافه سريعاً، تحدثنا إلى أحد الجالسين وسألناه عن رأيه بالحديقة.. سلمى عمرو، أحد سكان حى الزمالك، أبدت أسفها الشديد على حال الحديقة فبعد مرور أكثر من 15 عاماً الحديقة تحولت إلى خرابة، لا مكان للاستمتاع بها، فهى غير نظيفة تشعر للوهلة الأولى حينما تدخلها أنها مهجورة، ولم يبق منها سوى اسمها، فالأسماك معظمها نفق بسبب التلوث. حاولنا التواصل مع مدير الحديقة لكن دون جدوى.