-تحولت إلى كهف مظلم يلتقى فيه العشاق لممارسة الأعمال المنافية للآداب بمجرد دخولك إليها يبهرك تصميمها، وتشعر كأنك داخل متحف «بحرى»..إنها حديقة الأسماك التى شيدها الخديوى إسماعيل عام 1867 على مساحة تسعة أفدنة ونصف الفدان كى تصبح تحفة معمارية تبهر جميع الزائرين القادمين إليها من مختلف دول العالم. الحديقة التى تقع بحى الزمالك مدخلها يشبه شكل السمك فهو عبارة عن فتحتين إحداهما تشبه فتحة خياشيم السمك وخلفها منطقة البهو، وفى جانب الفتحتين توجد زعنفتان جانبيتان خلفهما ممرات الحديقة الأربعة. الحديقة التى روعى عند تصميمها أن تكون على شكل «الجبلاية» بها عدة ممرات تبدو وكأنها تجاويف داخل شعاب مرجانية تقبع فى باطن البحر، كما توجد خارج الجبلاية ممرات تفصل بين مسطحات خضراء تحتوى على أشجار نادرة جلبت خصيصًا من مدغشقر وأستراليا وتايلاند حيث الغابات النادرة، التى تتميز بها هذه المناطق. الحديقة كانت تضم 49 حوضًا للأسماك المتنوعة والنادرة تنعكس عليها أشعة الشمس عبر فتحات علوية مثل الأسماك النيلية والبحرية وأسماك الزينة كما يوجد بها بانوراما لعرض الأسماك المحنطة، ويوجد بها أقسام أخرى تضم أنواعًا من السلاحف والزواحف البحرية التى تعيش فى المستنقعات والأنهار كما يوجد فى واجهة الحديقة حوض كبير يوجد به أسماك مفترسة مثل سمك القرش وسمك الخنزير و غيرها. المؤسف فى الأمر، أن هذه الحديقة تحولت إلى كهف مظلم مخيف، بعد أن هجرتها الأسماك، وتحولت أحواضها إلى صناديق ناضبة بزعم «الإصلاح»، واستأجرها أصحاب الكافتيريات، وتحولت بحيراتها إلى مستنقعات تنبعث منها روائح كريهة بعدما كانت تمتلئ بالأسماك الملونة. أحد الزائرين قال ل«الصباح»: الحديقة أصبحت مليئة بالحشرات والثعابين والفئران والخفافيش بعدما هجرتها الأسماك، فضلًا عن تدنى الخدمات الموجودة داخلها، متعجبًا من ارتفاع أسعار الكافتيريات داخلها برغم سوء الخدمة داخلها، مناشدًا الدولة الاهتمام بها وتشديد الرقابة عليها بعدما تحولت إلى ساحة يمارس فيها العشاق الأعمال المنافية للآداب - على حد قوله.