«العاصمة» تستوعب 6٫5 مليون مواطن.. وأجر العامل حالياً 300 جنيه أندية وسفارات بدأت تشييد مبانيها.. وقطار ممغنط للوصول بالركاب فى 25 دقيقة تحول الحلم إلى حقيقة، وأصبحت العاصمة الإدارية واقعاً يفخر به المصريون، وتعد دليلاً على أن المصرى يستطيع أن يقوم بالمعجزات فى زمن قياسى من خلال العمل الدؤوب بسواعد أبناء مصر المخلصين، وذلك لأنهم على يقين بأن العاصمة سوف تصبح أهم شرايين مصر وهى هرم من أهرامات مصر الاقتصادية والانشائية والتكنولوجية. وساهم إنشاء العاصمة الجديدة فى خلق فرص عمل لما يقرب من مليونى عامل ما ساهم فى دفع عجلة التنمية، وبفضل الموقع المتميز الفريد الذى يقع بين طريق السويس والسُخنة، ومنتصفها الطريق الدائرى الإقليمى، فإن عملية الوصول الى قلب المدينة يكون فى وقت قياسى أصبح عاملًا لتنشيط الاقتصاد المصرى من خلال جذب الاستثمارات الأجنبية. وفى هذا الصدد قال اللواء أحمد زكى عابدين، رئيس مجلس إدارة شركة «العاصمة الجديدة»، إن الدولة لم تتحمل أية ميزانيات فى بناء العاصمة الجديدة، مشيراً إلى أن التمويل قائم على فكرة الاستثمار داخل العاصمة. وأضاف «عابدين» خلال ندوة نادى «روتارى التحرير»، أن إنشاء العاصمة الجديدة أصبح أمراً مهمًا وملحاً وذلك لإنقاذ القاهرة خاصة انها تعانى ازدحامًا شديدًا، مؤكداً أن نجاح مشروع العاصمة سوف يعطى دفعة معنوية وإيجابية كبيرة ويبرهن على قدرة مصر على إنشاء أحدث المدن باستخدام التكنولوجيا الحديثة. ولفت رئيس مجلس إدارة شركة العاصمة الجديدة الى أن مساحة العاصمة 170 ألف فدان، بالإضافة الى 14 ألف فدان حزامًا أخضر حولها، يصل إجمالها إلى 184 ألف فدان، وهى مساحة سنغافورة بالكامل. وتابع: نعمل الآن على طريقة المراحل بعد أن تم تقسيم المساحة، حيث بلغت المرحلة الاولى 40 ألف فدان، وهذه أكبر مساحة مقارنة بمساحات المدن الحديثة التى أنشئت مؤخراً فى مصر، مشيراً إلى أن العاصمة تقع فى موقع متميز وفريد لأنها بين طريق السويس والسُخنة ومنتصفها الطريق الدائرى الإقليمى ما يسهل عملية الوصول الى المدينة فى وقت قياسى، فعلى سبيل المثال الوصول للعاصمة من طريق شارع التسعين بالقاهرة الجديدة لا يتجاوز الكيلو مترات. ما يؤكد ان من خطط لإنشاء العاصمة كان عبقرياً فى اختيار الموقع ونقوم الآن بتجهيز كل ما يلزم من تكنولوجيا حديثة ومتطورة فى بناء العاصمة ما يجعلها فى مصاف المدن العالمية الحديثة. وأضاف أن العاصمة تحتوى على شبكة طرق بمواصفات دولية، حيث يبلغ عرض الشارع داخلها 124 مترًا، وأقل عرض 60 متراً، بالإضافة الى أن جميع التقاطعات حرة، وهذا يعد طفرة فى الأسلوب الإنشائى للطرق. وأشار «عابدين» إلى أن المرافق داخل العاصمة مصممة داخل أنفاق خرسانية لتسهيل عمليات الصيانة فيما بعد دون تكسير او حفر بالطرق وهذا هو نوع من أحدث الأنواع المستخدمة فى انشاء البنية التحتية. ولفت الى أن الكهرباء والطاقة داخل العاصمة الإدارية تستخدم عن طريق شركة «سيمنز» التى توفر نحو أربعة آلاف ميجاوات، بالإضافة الى وجود شبكة المعلومات التى تسهل على المواطنين اجراء التعاملات اليومية واجراء الاتصالات والحصول على المعلومات من شبكة «الانترنت»، بالإضافة الى أن جميع شوارع العاصمة الجديدة مراقبة بالكاميرات ومتصلة بشكل مباشر مع مركز التحكم الرئيسى الذى يقوم بتحريك المطافئ والشرطة والإسعاف، ويقوم بغلق وفتح إشارات المرور فى حالة حدوث حادث. وقال «عابدين» ان الوصول الى العاصمة الجديدة أمر سهل جدل، خاصة أن العاصمة سوف تحتوى على القطار الممغنط الذى سوف تقوم بتنفيذه شركة صينية متخصصة فى هذا المجال، وسوف تبدأ رحلة هذا القطار من محطة عدلى منصور فى مدينة السلام مروراً بالعاشر من رمضان، ثم طريق السويس، ثم الطريق الإقليمى لتصبح داخل قلب العاصمة فى رحلة لا تتجاوز 25 دقيقة، بالإضافة الى شبكة مواصلات تعمل بجميع المدن الموجودة داخل مصر. إن العاصمة يعمل بها 2 مليون عامل، بالإضافة الى مئات المعدات ما أتاح فرص عمل جديدة تصل الى نصف مليون فرصة مباشرة وغير مباشرة بأجور مرتفعة «فيصل» أجر عامل اليومية الى 300 جنيه فى اليوم الواحد، والعمل بالعاصمة على مدار 24 ساعة. ولفت إلى ان العاصمة تضم الحى الحكومى الذى يتكون من 34 وزارة ومبنى لمجلس الوزراء ومبنى لمجلس النواب ومبنى رئاسة الجمهورية، وسوف يتم نقل الوزارات فى شهر يونيه 2019، بالإضافة الى الاحياء السكنية، قائلاً: «بدأ المستثمرون فى شراء الأراضى وبدأ الاستثمار فى 500 فدان ثم ارتفع الى 1000 فدان وهذا لما يتوافر بالمدينة من عوامل جذب للاستثمار خاصة العقارى». وتابع «يوجد بالعاصمة جميع الجامعات والمدارس الدولية ونعمل على التوسع فى انشاء العديد منها». وتابع قائلاً: «قمنا بمحاكاة عدد من الحوادث داخل العاصمة مثل نشوب حريق أو تصادم أو حادثة إرهابية وتم التعامل معها بشكل جيد جداً وهذا يرجع الى استخدام التكنولوجيا الحديثة، حيث تستخدم طائرة بدون طيار لرصد المشهد لإرسال صور للسيطرة بشكل عاجل، يوجد بالعاصمة 25 حيًا سكنيًا كل حى يحتوى على 25 ألف وحدة سكنية والعاصمة تستوعب نحو 6.5 مليون نسمة». وأوضح رئيس مجلس إدارة شركة العاصمة الجديدة، أن عملية نقل الوزارات سوف تحدث عن طريق اختيار وانتقاء العناصر الفعالة داخل كل وزارة، بالإضافة الى العنصر الشبابي، خاصة أن العمل داخل العاصمة يعتمد اعتمادًا كليًا على التكنولوجيا لأنها عاصمة ذكية ومقصود به التخفيف عن العاملين. وأضاف قائلاً: «الآن نقوم بعمل شركة تابعة لوزارة المالية تقوم برصد الأصول وهى الأماكن القديمة للوزارات مثل وزارة الصحة ووزارة الإسكان، سوف تقوم بعمل حصر لجميع الأصول وتسليمها للهيئة عن طريق الدفاتر الحكومية، ثم تحويلها الى قيمة حقيقية، ومن بين هذه الأصول ما سوف يتحول الى أماكن سياحية، والمبانى غير الأثرية سوف يتم استخدامها كفنادق ومنشآت تجارية، وتنفيذ ذلك يحتاج الى وقت، وخلال هذا الوقت سوف يظل باقى العاملين فى أماكنهم لحين الاحتياج الى أحد هذه الأصول ليتم دمج الموظفين فى مبنى واحد للاستفادة من المبنى الآخر، وكل هذا يتم من خلال دراسة متأنية». وكشف عن أن هناك لجنة تم تشكيلها برئاسة المهندس إبراهيم محلب للتنسيق الحضارى، وهى تدرس ماذا سوف يتم بعد تفريغ القاهرة. وكشف «عابدين» عن أن تسكين الموظفين الذين سوف ينتقلون للعمل داخل العاصمة الجديدة ينقسم الى شقين الأول قيام العاصمة بتخصيص قطعة أرض بالمجان وتقوم ببنائها بسعر التكلفة وسوف تضمها الى التمويل العقارى لتصبح وحدات سكنية تتراوح مساحتها من 100 الى 120 مترًا، ولمن يرغب من الموظفين أن يستقر داخل العاصمة الإدارية سوف يتقدم لحجز إحدى هذه الوحدات بالتقسيط المريح على 30 سنة بقسط شهرى 1200 جنيه. وتابع، أما الشق الثانى فتوجد مدن قريبة من العاصمة الإدارية مثل مدينة «بدر» التى يتوافر بها إسكان اجتماعى وهو أقل تكلفة من السابق لمن يرغب أيضاً من الموظفين أن يتعاقد ويحجز به، وسوف تقوم شركة العاصمة بتوفير خطوط مواصلات من العاصمة لمدينة «بدر» أو «المستقبل» أو «الشروق» والمسافة بين هذه المدن والعاصمة لا تتجاوز 10 كيلومترات. وأكد ان العاصمة يوجد به حى للبنوك وقد بدأت البنوك فى بناء القطع الخاصة بها بالتنسيق مع شركة العاصمة للاتفاق على الشكل والحفاظ على المظهر العام والحى الصينى الذى سوف يشهد الأبراج وناطحات السحاب، كل هذه عناصر جذب ساهمت فى إنجاح مشروع العاصمة الإدارية الجديدة. ولفت إلى أن هناك عددًا من النوادى الرياضية التى تسلمت قطع الارض الخاصة بها بدأت فى انشاء فروع لها بالعاصمة الإدارية مثل النادى الأهلى ونادى الزهور، كما قمنا بتحديد 1200 فدان كمكان مخصص للسفارات، وتم التنسيق مع وزارة الخارجية وبالفعل بدأ عدد من السفارات فى تسلم وبناء الأرض الخاصة به، وتوقع خلال عام ونصف العام انتقال جميع السفارات إلى العاصمة الإدارية.