نعرف جميعاً أننا نعاني مشكلة في نطق لغتنا العربية والكتابة بها حتى أن هناك من انتهوا من تعليمهم الابتدائى والاعدادي والثانوي، ومازالوا يعانون من الاخطاء الاملائية حتي في كتابة شكوى يتضمنها «عرضحال» ردئ الكتابة! ولا حاجة بي الى تكرار الشكوى المتداولة من سوء نطق مذيعي ومذيعات الاذاعة والتليفزيون ممن يتصدرون الشاشات والميكروفونات فيخطئون اخطاء فاحشة فلا تهتز لهم جفون ولا ترمش عيونهم وهم يصدرون أخطاءهم الى الجماهير على أوسع نطاق! وقد تفرق دم اللغة العربية بين قبائلنا من اتهام للتعليم بالفساد الى اتهام شائع بأن الشعب أصبح لا يطيق سماع أغنية واحدة من قصائد الشعر البسيط في أيامنا الحالية! فلا حاجة لنا اذن باذاعة القصائد الغنائية الرصينة التي يزخر بها تراثنا الغنائي القديم والمعاصر!، حتى اذا أتينا الى أي لغة اجنبية مما يتقرر على التلاميذ والطلاب نفاجأ بهم وقد تخرجوا في المدارس والكليات الجامعية ولا يكاد الواحد منهم يجيب عن سؤال لأحد الاجانب في الشارع عن عنوان ينطقه «الخواجة» بالكاد! وبعد سنوات من تخرج هؤلاء اذا بهم يجدون انفسهم في اضطرار ملح لتعلم الانجليزية أو الفرنسية في احد المعاهد المتخصصة في تعليم اللغات! والهدف أن يجد هؤلاء عملا في سوق العمل التي أصبحت في مصر والعالم العربي تلفظ من يتقدم للعمل في أي جهة من الجهات دون أن تكون اجادة اللغة الاجنبية كتابة وقراءة شرطاً لازماً لمجرد التقدم بالاوراق! فهل سمعتم عن النائب البرلماني الذي اعترض على قبول منحة امريكية تخصص بعض أموالها لتعليم اللغة الانجليزية من السنة الاولى في المرحلة الابتدائية!، وقد وصف النائب هذا بأنه «غزو فكري» مما جعل وزير التعليم يرفض كلام النائب معلقاً: «ليس من المعقول أن نرفض منحة للتعليم في ظل ظروفنا الراهنة! لقد دهشت من منطق النائب عندما اعتبر أن المدارس التجريبية التي علمت تلاميذها اللغة الاجنبية بأنها قد قضت على «اللغة العربية»! فلا نحن أصلحنا أحوال التعليم حتى تكون لدينا عملية تعليمية سليمة تشمل لغتنا القومية! ولا نحن نستطيع تحمل تكلفة تعليم اللغات الاجنبية في مدارسنا، لأننا لا نجد من يدرس هذه اللغات! وقد وجد الذين يجيدونها فرص عمل افضل من مهنة التدريس!، وأصبح الكثير منا لا يعرف ماذا نريد بالضبط! وأي غزو فكري هذا الذي نخافه والعالم قد أصبح يتداول المعلومات كما يتناول الماء!، الغزو الفكري يا أسيادنا قد أصبح هدفا عفى عليه الزمن! وأصبحنا - بحق - تتسع عقولنا وأفكارنا للوافد إلينا من مدار ساعات اليوم ودقائق من مواد - شئنا أما بينا - تبث للكافة! فدعوا ابناءنا يتعلمون شيئا مفيداً.