يبث على قنوات النيل التعليمية برنامج «غوّاص فى بحر اللغة»، وهو برنامج فكرته رائعة ومفيدة كل الإفادة، وهى إبراز كل نادر وطريف ومجهول لدى الناس عن لغتنا الجميلة، لغة أهل الجنة، ولغة القرآن الكريم اللغة العربية، وقد تناول هذه الفكرة مسبقًا ونجح فيها الكثيرون مثل «أبى منصور عبدالملك الثعالبى» فى كتابه «فقه اللغة وأسرار العربية».. والأستاذ «محمد بركات» فى كتابه «غواص فى بحر اللغة».. لكن ما يغضب المشاهد هو أن مقدمى البرنامج يقرآن مادته الإعلامية بغير إجادة، أو بمستوى ضئيل من الصحة والسلامة والطلاقة فى النطق والإلقاء والفهم، وكأنهما يقرآن هذه المادة لأول مرة دون إعداد أو تحضير مسبق!! كما أنهما دائمًا يخرجان عن نص وهدف البرنامج ومادته الإعلامية.. فذات مرة كانت المذيعة تقول: إن عبارة «أعتذر عن الحضور» خاطئة والصواب قولنا «أعتذر عن عدم الحضور» باعتبار عدم الحضور خطأ يعتذر عنه.. وحتى الآن قولها صحيح! لكنها عقبت ذلك بقولها: إن المجمع اللغوى أجاز عبارة «أعتذر عن الحضور» باعتبار أن كلمة أعتذر معناها أقدم العذر عن، فلا فرق بين «أعتذر عن الحضور» و«أعتذر عن عدم الحضور»!! وقولها الثانى مناقض لقولها الأول، وهو خطأ قاتل لأنه تضليل وزيغ.. فالمجمع اللغوى لم يقصد هنا أنه لا فرق بين العبارتين كما ظنت المذيعة أو المعد.. وإنما قصد أن عبارة «أعتذرعن عدم الحضور» معناها أن الحضور خطأ يعتذر عنه وكل عبارة منهما لها موضعها، وهذا هو قصد المجمع اللغوى.. أما ما قصدته المذيعة بقولها الخاطئ، وأن عبارة «أعتذر عن الحضور» معناها أن الحضور خطأ يعتذر عنه وهو أنه لا فرق بين العبارتين فهو دليل قاطع على عدم فهمها وتمكنها من مادة البرنامج العلمية. نرجو من السيد وزير الإعلام سرعة التدخل بتغيير كوادر هذا البرنامج قبل أن يحدث تضليل للساننا العربى أكثر من الضلال الموجود حاليًا!! محمود عبدالقادر www.mahmkd.blogspot.com