تحت هذا العنوان صدر كتاب جديد عن دار الهداية للدكتور محمود محمد الحنطور بجامعة عين شمس، يتحدث فيه عن أهمية اهتمامنا باللغة العربية لغة القرآن الكريم، لأن في المحافظة عليها محافظة علي هويتنا في عالم اليوم حتي لا تجرفنا رياح العولمة، ونمسي ذات يوم أو نصبح ذات يوم فإذا بهذه اللغة وقد ذابت أو ضعفت، وتصبح مهددة بالضياع، ويري المؤلف أنه قد أثرت علي اللغة العربية عدة مؤثرات منذ دخول الاستعمار إلي البلاد الإسلامية، وفرض لغته وثقافته، وبعد خروجه عسكريا ظل التأثير السلبي علي اللغة العربية وأهليها، حتي جاءت المؤثرات الحديثة من الثورة التقنية، والمعلومات وثقافة القطب الواحد، وما تلاه من عولمة أمريكية في كل شئ، وغلبت الرطانات، والعاميات، والنزعات الفردية، وهيمنة اللغات الأجنبية، مما زاد من ضعف اللغة العربية وفقدانها الكثير من مقومات هويتها وشخصيتها التي اكتسبتها منذ عصر النبوة وما قبله، وبعد نزول القرآن الكريم، الذي جعل اللغة العربية أساسا للفكر والثقافة والعلم زيادة علي كونها لغة الوحي، والحفاظ عليها حفاظا علي الوحي، وضياعها ضياعه، وبقاؤها بقاءه، مما يحتاج إلي سياسة مدروسة، وخطط مستقبلية، تشترك فيها كل الدول المتحدثة باللغة العربية. والكتاب من الأهمية بمكان، لأنه يضع النقط فوق الحروف، لنعرف أهمية لغتنا والحفاظ عليها ولانضيعها تحت دعاوي سخيفة كتلك التي ظهرت في فترات من حياتنا الثقافية.. بأن تكتب اللغة العربية بحروف لاتينية، أو تلك التي كانت تدعو إلي الكتابة بالعامية، حتي تضيع اللغة التي نزل بها القرآن الكريم، ولا يجب أن ننخدع بأقوال من يقولون إن الحضارة للغرب فحسب، والتقدم للغرب فقط، والثقافة في أمريكا وحدها، وما عدا هذا تخلف ورجعية وانحطاط وتبعية؟ لكل هذا كانت اللغة هي الهوية وهي الشخصية، وهي الحياة التي لا حياة بعدها في كل عصر وأوان، ويستشهد المؤلف بكلمات شاعر النيل حافظ إبراهيم الخالدة عن اللغة العربية وحالها الآن: وسعت كتاب الله لفظا وغاية وما ضقت عن آي به وعظات فكيف أضيق اليوم عن وصف آلة وتنسيق أسماء لمخترعات أنا البحر في أحشائه الدّر كامن فهل ساءلوا الغواص عن صدفاتي