حذرت صحيفة "اندبندنت" البريطانية مماأسمته بتدويل النزاع الطائفي الدائر حاليا في سوريا ليشعل فتيل نزاع طائفي عالمي أوسع من شأنه أن يتسبب في اضطرابات جمة في منطقة الشرق الأوسط في الوقت الذي تدفقت فيه الأسلحة والعناصر القتالية من الطائفة السنية في العراق"الى سوريا عبر الحدود المشتركة بين البلدين. وأوضحت الصحيفة اليوم الاثنين أنه سواء كان عبور العراقيين الى سوريا يمثل بوادر لنزاع طائفي عالمي يلوح في الافق أو مجرد تعبير عن التضامن مع إخوتهم المقهورين الذين يتقاسمون معهم تراثا كبيرا، فإنه أيضا يوضح تبادل الادوار بين البلدين حيث استمر لسنوات عبور الكثير من الأسلحة والمقاتلين عبر الحدود مع سوريا إبان الغزو الأمريكي للعراق، لكن تبدلت الاوضاع الآن ليعبر المقاتلون العراقيون الى سوريا وحتى إن لم تتوافر أرقام دقيقة عن أعدادهم بعد . وأشارت الصحيفة إلى رسالة بعث بها زعيم تنظيم القاعدة الحالي أيمن الظواهري الشهر الجاري الى كافة المسلمين حول العالم يحثهم على مشاركة إخوانهم "الجهاد في سوريا" فضلا عما رجحه بعض المسئولين الامريكيين بوقوف تنظيم القاعدة وراء التفجيرات الاخيرة في العاصمة السورية دمشق ومدينة حلب السورية والرسالة التي أوردها التنظيم على موقعه الإلكتروني يثني على التضحيات التي قدمها المجاهدون الذين قاتلوا جنبا الى جنب مع العراقيين، ويعرب عن سعادته البالغة حول الأنباء الواردة حول وصول مقاتلين عراقيين ليساعدوا اخواتهم في سوريا. ونقلت الصحيفة عن أحد المهندسين العراقيين الذين سافروا إلى سوريا بدعوى انهم في حملات إنسانية لمساعدة المتضررين هناك شهاداته حول وجود بعض الاسلحة التي يتم شراؤها من العراق وتوافد العديد من اللاجئين السوريين إلى العراق، حيث تتم استضافتهم والترحيب بهم عرفانا بجميلهم عندما احتاجهم العراقيون. وأشارت إلى تصريحات الحكومة العراقية ذات الاغلبية الشيعية والتي أعلنت من خلالها عن اتخاذ خطوات عاجلة لوقف نقل الاسلحة إلى سوريا فضلا عن الاجتماع الذي عقده رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي نهاية الاسبوع الماضي للعمل على سد جميع الثغرات على حدود البلدين والتي يتم استخدامها لتهريب الأسلحة. وقالت الصحيفة إن القلق يتزايد حول أفاق اندلاع نزاع طائفي في المنطقة حيث تظاهر حوالي 3 الاف شخص في تركيا أمس مؤيدين للنظام الاسد في سوريا هاتفين "نفديك بالدم يا أسد"، فيما أعلنت وكالة الانباء الرسمية في سوريا مقتل قاض ونائب عام في مقاطعة إدلب من قبل رجال مسلحين واتهم نظام الرئيس السوري بشار الاسد ما سماهم ب"الإرهابين" بارتكاب أعمال القتل تلك - وهي الكلمة التي اعتاد النظام السوري أن يطلقها على كل من يعارضه".