نرفض كلية دعوات الخروج الآمن التي يطلقها البعض بشأن انتقال السلطة من المجلس العسكري إلي الرئيس الجديد المنتخب، فهذه الدعوات مغرضة وسيئة النية ولا يليق أبداً أن نطلقها علي قواتنا المسلحة الباسلة التي لعبت دوراً مهماً في الحفاظ علي هيبة الدولة وتصدت لكل محاولات الخارج والداخل لإسقاط مصر وتخليها عن دورها الريادي في كل شيء.. فالذين نادوا بهذه المقولة هم ما بين مغرضين حاقدين علي مصر والوطن وما بين أعداء لمصر يريدون لها الخراب والدمار، وفعلوا الكثير من أجل ذلك، لكن قواتنا المسلحة كانت لهم جميعاً بالمرصاد وأحبطت كل محاولات النيل من هذا الوطن الغالي علي كل المصريين الشرفاء.. المفروض أن القوات المسلحة ومجلسها الأعلي يجب أن ينالوا الخروج المشرف واللائق لهم، بعدما حقنوا دماء المصريين وحموا ثورتهم وانحازوا إليها منذ اللحظة الاولي.. وكما يقول الدكتور السيد البدوي شحاتة رئيس الوفد إن المجلس العسكري سيخرج خروج المكرمين الذين تحملوا المسئولية في دولة انهارت فيها كافة المؤسسات، ولولا القوات المسلحة لتحولت مصر إلي عراق آخر ولكن الله حمي مصر وشعبها وسخر لها خير أجناد الارض، لأن المجلس العسكري تحمل المسئولية في أوقات غاب فيها الأمن وأصبح السلاح في يد كل فرد وانتشرت أجهزة المخابرات في كل أنحاء العالم وانفقت المليارات من أجل هدم الدولة المصرية.. وقد رأينا حجم الدولارات الضخم الذي دخل البلاد في فترة ما بعد الثورة لجماعات تقوم بتنفيذ أجندات خارجية، تسعي بكل السبل والطرق والحيل لهدم مؤسسات الدولة واسقاط جيشها واشاعة الفوضي والاضطراب وزرع الرعب والهلع في النفوس، ومن أجل تحقيق اهداف شيطانية جهنمية للنيل من هيبة الدولة المصرية.. لقد نسي هؤلاء الحاقدون والمتآمرون الدور الوطني العظيم الذي لعبته القوات المسلحة في التصدي لأكبر مؤامرة لإسقاط الدولة، وراحوا ينشرون الفوضي ويحركون الشائعات وينشرون الفتن والأقاويل في محاولات متكررة باءت كلها بالفشل الذريع لأن هناك جيشاً مصرياً يقف صلباً في وجه كل هذه المحاولات للنيل من الدولة وهيبتها، لقد تآمر المتآمرون في الخارج عندما منعوا عن مصر المساعدات والمعونات، سواء كان هذا الخارج أجنبياً أو عربياً خاصة من الاشقاء الخليجيين الذين يأتمرون بأمر ونهي أمريكا، اتفقوا جميعاً علي ان يضغطوا علي مصر حتي تسقط تحت رحمة هؤلاء الخونة المتآمرين، وكذلك فعل حفنة ضالة خائنة من المصريين في الداخل أشد ما فعله الخارج عندما راحوا يثيرون القلاقل والفتن بين المصريين لتنفيذ مخططات الخارج الجهنمية الشيطانية للنيل من وطننا الغالي.. لكن عناية الله الموضوعة في جيش مصر الباسل وعينه الساهرة علي أمر البلاد حالت تماماً دون تنفيذ أي مخطط من هذه المخططات الشيطانية. لولا القوات المصرية المسلحة لكانت مصر تحولت إلي معترك للفتن والقلاقل وانقسم شعبها علي نفسه وشاهدنا البلاد كما حدث في العراق الذي تقطعت أواصره وتعارك شعبه وضعفت هيبته، لكن الله سلم مصر من كل هذا بفضل رجال القوات المسلحة الذين لم يدعوا فرصة لجرائم الخونة والمتآمرين أن تتحقق، لقد تحمل المجلس العسكري المسئولية الوطنية في مصر بعد أن انهارت كافة المؤسسات وكان حريصاً كل الحرص علي التمسك بهيبة الدولة وعدم سقوطها حتي لا تقع البلاد فريسة لأي مخطط خارجي، ولأن المجلس العسكري كان يواجه كل ذلك، فقد ارتكب بعض الاخطاء السياسية ولكنها - كما يصفها رئيس الوفد - من باب الاجتهاد والذي يثاب عليه وله جزيل الشكر لأن الخطأ ليس ناتجاً عن فساد أو استبداد أو سوء قصد أو نية خبيثة. ولما فشلت محاولات الخونة والمتآمرين لإسقاط الدولة المصرية، راحوا يشككون في نية المجلس العسكري لتسليم السلطة إلي رئيس منتخب، رغم إعلان خريطة طريق لتسليم السلطة بدأت بالاستفتاء علي عدد من المواد في الدستور، وأعقبتها انتخابات مجلس الشعب، وتسلم البرلمان الجديد سلطة الرقابة والتشريع وأخيراً جرت انتخابات الشوري، وتم الاعلان عن فتح باب الترشح لانتخابات الرئاسة يوم 10 مارس القادم.. كل ذلك ونسمع أصواتاً تقول: نقل السلطة الآن.. لمن تسلم وكيف تسلم الآن؟ الذي نعرفه لابد أن يتم نقل السلطة بآليات ديمقراطية صحيحة خالية من أي عوار أو مخالفة دستورية أو ديمقراطية.. لكن هذه هي طريقة المشككين وأصحاب الأصوات العالية الذين لا يريدون خيراً للبلاد.. ولماذا يتعجلون نقل السلطة في حين أن الباقي علي انتخابات الرئاسة وتشكيل الجمعية التأسيسية لوضع الدستور الجديد أيام قلائل.. ولماذا لا يتم نقل السلطة بآليات ديمقراطية صحيحة خالية من أي مخالفات أو عوار؟! هؤلاء المتعجلون الذين يريدون مخالفة الديمقراطية أرادوا أن يرموا - إن صح التعبير - «كرسي في الكلوب» لتسود الفوضي في البلاد لتسهيل مخططات ومحاولات اسقاط هيبة الدولة وتنفيذ المخطط «الصهيو - أمريكي» لتقسيم البلاد.. لكن هيهات لهم أن ينالوا مرادهم والقوات المسلحة المصرية ساهرة علي حماية تراب هذا الوطن والقوات المسلحة لن تسلم السلطة إلا بآليات صحيحة، وقريباً سيجتمع مجلسا الشعب والشوري لاختيار الجمعية التأسيسية لوضع الدستور الجديد، لكونه دستوراً يؤسس لدولة ديمقراطية حديثة وعادلة تقوم علي المواطنة وسيادة القانون وتحقيق العدالة الاجتماعية والمساواة.. وبهذا نري أن الثورة المصرية التي حماها جيش مصر الأصيل الباسل بدأت في تحقيق أهدافها التي قامت من أجلها.. وبذلك تكون خطوات تسليم السلطة ماضية في طريقها حتي يتم تسليم السلطة ولا تراجع في ذلك. فهل يجوز بعد ذلك أن نري من يدعو إلي خروج آمن؟!..هذا لا يقبله العقل وترفضه كل الضمائر البشرية الحية، بل نقول: خروج مشرف وتكريم لائق للذين حموا الثورة وقاموا بحفظ البلاد من السقوط في براثن المخططات الصهيو - أمريكية، والذين تصدوا لدعاة الفوضي والاضطراب وسعوا إلي تحويل مصر إلي دولة مدنية ديمقراطية حديثة.. من حق القوات المسلحة المصرية ومجلسها الأعلي علينا، أن نقيم لها خروجاً مشرفاً وتكريماً لائقاً، لا خروجاً آمناً كما ينادي بذلك خبثاء ومأجورون.