يحل اليوم ذكري معاهدة "كامب ديفيد" للسلام بين مصر وإسرائيل، جاءت هذه المعاهدة بعد 4 سنوات من حرب السادس من أكتوبر والتي انتصرت فيها مصر واستردت أرضها من العدو، وتم إتخاذ قرار المعاهدة من قبل الرئيس محمد أنور السادات؛ وذلك عندما عرضه علي مجلس الشعب في عام 1977 وأعلن استعداده التام لزيارة إسرائيل والذهاب إلي القدس والكنيست، وبالفعل في 20 من نوفمبر 1977 ألقي السادات خطابًا أمام الكنيست الاسرائيلي، ففي بادئ الأمر كانت هناك حالة من التعنت بين السادات ورئيس الوزراء الإسرائيلي مناحيم بيجن، ولكن بعد نصيحة وزير الخارجية الأمريكي سايروس فانس للرئيس المصري بأن يلتقي بالرئيس الأمريكي جيمي كارتر منفرداَ قال السادات جملته الشهير: " سأوقّع على أي شىء يقترحه الرئيس كارتر دون أن أقرأه". ونتج عن هذه الاتفاقية العديد من ردود الفعل الواسعة سواء من الجانب العربي أو العالمي، وتغيرت سياسة بعض الدول تجاه مصر وتم تعليق عضوية مصر في جامعة الدول العربية من عام 1979 حتي 1989، ومن جخة أخري حصل السادات وبيجن علي جائزة نوبل للسلام. وكانت المحاور الرئيسية للمعاهدة هي إنهاء حالة الحرب وإقامة علاقات ودية بين مصر وإسرائيل، وانسحاب إسرائيل من سيناء التي احتلتها عام 1967 بعد حرب الأيام الستة وتضمنت الاتفاقية أيضا ضمان عبور السفن الإسرائيلية قناة السويس واعتبار مضيق تيران وخليج العقبة ممرات مائية دولية، وتضمنت الاتفاقية أيضًا البدأ بمفاوضات لإنشاء منطقة حكم ذاتي للفلسطينيين في الضفة وقطاع غزة والتطبيق الكامل لقرار مجلس الأمن الدولي رقم 242. وأنهت هذه المعاهدة حالة الحرب القائمة بين مصر وإسرائيل، وتمتعت كلا البلدين بعلاقات دبلوماسية واقتصادية ولكن دون التطبيع الكامل في العلاقات، وكما خرجت مصر منتصرة في الحرب خرجت أيضًا منتصرة في هذه المعاهدة من خلال تجنبها لإراقة الدماء وكسبها ود الولاياتالمتحدةالأمريكية. وعلى أثر هذه المعاهدة قدم وزير الخارجية المصري محمد إبراهيم كامل، استقالته من منصبة تعبيراً عن رفضه التام لهذه الاتفاقية، أما بالنسبة للخارج فعارضت بعض الدول العربية مصر وعقدت هذه الدول مؤتمر قمة واتخذت الجامعة قراراً بنقل مقرها من القاهرة إلى تونس.
