كشفت شبكة فوكس نيوز الأمريكية أن السيناتور الأمريكي الجمهوري جون ماكين سيزور مصر للتفاوض حول إطلاق سراح الأمريكيين الستة من عمال الإغاثة. وقال ماكين في مقابلة السبت مع برنامج أمريكا نيوز هيدكوارترز إنه متفائل بأن الاتصالات ستبقى جارية بين مصر والولاياتالمتحدة. وأضاف «آمل في حل المشكلة قبل الوصول إلى هناك، وإن لم يتحقق ذلك فسيكون ذلك أولويتنا بشكل واضح. وسيكون الأمريكيون غير القادرين على مغادرة بلد يفترض أنه حليفنا، قضية مهمة، ونعتزم إثارة هذا الأمر في اجتماعاتنا». ونوهت الشبكة إلى أن ماكين لم يعبر عن قلقه إزاء سلامة الأمريكيين، وإنما بشأن علاقة بلاده في الوقت الراهن بالقاهرة. وتابع ماكين بقوله «ما أنا قلق بشأنه هو مجمل العلاقة بين الولاياتالمتحدة ومصر. مصر قلب وروح العالم العربي». من ناحية أخرى، قال البروفيسور الأمريكي بيل روبنسون، استاذ العلاقات الدولية بجامعة كاليفورنيا في سانتا باربرا، إن الولاياتالمتحدة ترمي إلى الحفاظ على ما أسماه «المباركية بدون مبارك» في مصر عن طريق استمرار النموذج الاجتماعي والاقتصادي، والنظام الطبقي وعلاقات السلطة بالشكل الذي كان يحدث في مصر في العقود الماضية. وأضاف لوكالة «أنباء أمريكا إن أرابيك» حول أسباب وتاريخ تمويل واشنطن لنشطاء وسياسيين عرب بعينهم في مصر والبحرين والمغرب والأردن على الرغم من فقدانهم للتأييد الشعبي والمصداقية قال روبنسون إن الممارسات الأمريكية المشار إليها لا تعود إلى سنوات بوش الابن أو كلينتون، لكن إلى ثمانينيات القرن الماضي، حين أرست الحكومة الأمريكية صناعة تسمى صناعة تشجيع الديمقراطية. وأوضح الخبير الامريكي روبنسون أن هذه الصناعة تشمل قنوات جديدة علنية وسرية، وغالبا ملتوية للغاية، لتمويل جماعاتها السياسية المفضلة لديها في الخارج، وتشمل آليات جديدة للتدخل السياسي في دول أخرى لإنجاح نفوذها السياسي المرغوب، بما في ذلك تعزيز الجماعات التي تتقبل الأهداف السياسية الأمريكية وتهميش التي تتبع أجندات أكثر أصولية. وأضاف أن هذه السياسة تتضمن الوقف القومي الأمريكي للديمقراطية، وهو ليس منظمة مستقلة بل فرعا للحكومة الأمريكية، وكذلك «منظمات غير حكومية» كثيرة غالبا تؤسس عبر تمويل ومستشارين أمريكيين. وتم توثيق كل هذا بشكل واسع.وعن التوترات الاخيرة بين واشنطن ومصر بعد ثورة يناير حول تمويل جمعيات المجتمع المدني السياسية قال إن ما حدث في مصر من هذه الجمعيات هو روتين محض لبرامج تشجيع الديمقراطية، والتدخل السياسي الأمريكي في الخارج في السنوات الأخيرة، موضحا أن الهدف في مصر بكل وضوح هو محاولة تجنب نتاج تغيير جذري لعملية الانتقال السياسي الجاري في أعقاب الإطاحة بمبارك. وأشار إلى أن هذا يشمل تهميش الجماعات السياسية والمنظمات الاهلية التي تعارض سياسات الليبرالية الاقتصادية الحديثة المتبعة منذ تسعينيات القرن الماضي، مع تمويل تلك المنظمات التي تؤيد استمرار النموذج الاجتماعي والاقتصادي، والنظام الطبقي وعلاقات السلطة بالشكل الذي كان يحدث في مصر في العقود الماضية، وبصفة أساسية، حماية النظام الاجتماعي من أي تحديات جوهرية تواجهه. وقال «إنها السياسية المباركية لكن بدون مبارك». وعن الأسباب في نظره لتلقي بعض السياسيين العرب والمصريين ذلك التمويل في تحد للمشاعر الشعبية في بلادهم قال: «بالتأكيد يعلم السياسيون المصريون الانتهازيون أيضا كيف يغازلون الولاياتالمتحدة بشأن هذه المسائل للحصول على التمويل والنفوذ المحلي لأنفسهم». وقال مسئول في الخارجية الامريكية اشترط عدم ذكر اسمه في رسالة الكترونية للوكالة «الولاياتالمتحدة تقدم الدعم لنشطاء المجتمع المدني والديمقراطية وحقوق الإنسان في العالم اتساقا مع مبادئنا العريقة».