رأت صحيفة "الاندبندنت" البريطانية أن الحديث عن نهاية سلمية للازمة السورية بعيد عن الواقع، وأنه لم يعد هناك حلا لنهر الدماء الذي يسيل في الشوارع يوميا إلا السلاح، فالسلاح فقط هو القادر على حسم الازمة خاصة وأن التدخل الدولي بعيد المنال في ظل الفيتو الروسي والصيني الذي يحمي المذابح. وقالت الصحيفة إن الوقت أصبح متأخرا على الحديث عن تسوية سلمية للوضع في سوريا، فقد أريق الكثير من الدماء"، خاصة بعد الفيتو الروسي والصيني الذي عرقل إصدار قرار في مجلس الأمن الدولي يدين سوريا، وإنه حتى لو لم تستخدم الدولتان الكبريان حق الفيتو ما كان الوضع ليتغير، ففي النهاية المطلوب تنحي بشار الأسد، وهو لن يستجيب لهذا الطلب، بل سيستخدم كل ما لديه من أسلحة ثقيلة لهزيمة معارضيه بالسلاح. وأضافت أن النظام ومناصريه لم يكونوا راغبين بإيقاف آلة القتل حتى أثناء وجود مراقبي الجامعة العربية في سوريا، فهل كانوا سيوقفوها لو نجح مجلس الأمن في إصدار قرار؟، ويعتقد أن الدبلوماسية التي تمارسها الدول الكبرى في هذه الظروف هي كالعقوبات تماما، وكل ما تريده من خلالها أن تعطي الانطباع بأنها تحاول عمل شيء، ولكنها في الحقيقة لا تفعل شيء إلا الوقف متفرجة على ما يحدث من مذابح. وأوضحت الصحيفة إن الخيار الأفضل هو أن ينهار النظام بفعل مرأى الفظاعات التي ترتكب مما سيؤدي إلى تمرد شامل، لكن الخيار الأرجح هو تسليح قوى إسلامية في السعودية وغيرها للمعارضة بتسهيلات تركية,وبمساعدة أمريكية بريطانية، مشيرا إلى إن الدبلوماسية أصبحت الآن قضية جانبية على أي حال. وأشارت الصحيفة إلى أن بشار استخدم الفيتو كما كان متوقعا، حيث كثف هجماته ولم يفرق بين مدنيين ومسلحين، وفشلت الجامعة العربية في التوصل إلى نقل سلمي للسلطة، والآن تتجه البلاد نحو حرب أهلية، فهو يعرف أن روسيا تراه الحليف الأوحد في المنطقة منذ الحقبة السوفياتية، وإن ميناء "طرطوس" القاعدة البحرية الروسية الوحيدة في المنطقة، كما أن هناك عقود كبرى لتزويد السلاح تربط البلدين، ويستخدم النظام في سوريا، كغيره من الأنظمة العربية التي ثارت عليها شعوبها، ورقة أليفة، هي "اتهام العدو"، بحياكة مؤامرة ضد سوريا، في هذه الحال تريد روسيا أن تظهر بمظهر الصديق الذي يواجه أعداء سوريا، تماما كما كان الوضع في أيام الحرب الباردة. الاستماع إلى لافروف يعطيك انطباعا بأنه يرى أن محمد البوعزيزي في تونس والإسلاميين في بنغازي والشبان والشابات في ميدان التحرير، كلهم يتقاضون مرتبات من وكالة المخابرات الأمريكية "السي اي ايه"، وأن الثورة على بشار هي الحلقة الأخيرة في المؤامرة الأمريكية، يقول الكاتب.