تحل غدًا الذكرى السنوية لرحيل الزعيم خالد الذكر فؤاد باشا سراج الدين زعيم الوفد والذى يعد من أبرز السياسيين خلال القرن العشرين باعتباره سياسيًا ورجل دولة من طراز فريد. ويمتلك فؤاد سراج الدين تاريخًا نضاليًا طويلاً، فقد رافق فى شبابه الزعيم خالد الذكر مصطفى باشا النحاس وشارك معه فى إلغاء معاهدة 1936 عندما أعلن «النحاس» أن المعاهدة دون الطموحات المصرية فى تحقيق جلاء المستعمر البريطانى عن مصر. وخاض فؤاد سراج الدين معارك سياسية طاحنة ضد الاحتلال البريطانى والقصر الملكى مما جعله يتبوأ مكانة كبيرة وواسعة فى قلوب جميع المصريين وكان أصغر نائب فى مجلس النواب عن محافظة كفر الشيخ، حيث موطن عائلته بمنطقة كفر الجرايدة وكان عضوًا منذ عام 1936 إلى 1942 ثم مجلس الشيوخ عام 1946 وكان زعيمًا للأغلبية الوفدية بمجلس الشيوخ قبل ثورة يوليو 1952، وكان فؤاد سراج الدين من الساسة المصريين العظماء الذين لعبوا أدوارًا مهمة فى الحياة السياسية. وتولى مناصب وزارية أكثر من مرة فكان وزيرًا للزراعة ثم المالية والداخلية والشئون الاجتماعية والمواصلات خلال الفترة من عامى 1942 وحتى 1952. وهو صاحب القرار التاريخى عندما كان وزيرًا للداخلية عندما أصدر تعليمات لجهاز الشرطة فى الاسماعيلية بالتصدى لقوات الاحتلال البريطانى والتى راح ضحيتها عشرات من أبناء الشرطة. واعتبر يوم 25 «يناير» من كل عام عيدًا للشرطة المصرية. وكان أصغر وزراء مصر سنًا حيث كان عمره 32 عامًا عندما تولى منصب وزير الداخلية. وقام فؤاد سراج الدين بإحياء حزب الوفد من جديد فى عام 1978 تحت اسم حزب الوفد الجديد عقب عودة التعددية الحزبية فى عهد الرئيس الراحل محمد أنور السادات وانتخبه أعضاء الحزب آنذاك رئيسًا له وظل فى منصبه حتى وفاته عام 2000، وأصدر فؤاد سراج الدين جريدة «الوفد» لتكون ناطقة باسم الحزب والمصريين جميعًا برئاسة أول رئيس تحرير لها الكاتب الصحفى العملاق المرحوم مصطفى شردى. وصدر العدد الأول من الجريدة أسبوعيًا فى 22 مارس 1984 وفى 9 مارس 1987 يومية وشارك «شردى» نخبة متميزة من الصحفيين المرحوم الكاتب الصحفى العملاق جمال بدوى والكاتب الصحفى العملاق عباس الطرابيلى- أطال الله فى عمره- والكاتب الصحفى العملاق سعيد عبدالخالق- رحمه الله- بالإضافة إلى جيل من الشباب هم من يتولون حاليًا مسئولية إصدار الصحيفة. رحم الله فؤاد باشا سراج الدين الذى ما زال يسير على هداه قيادات حزب الوفد.
