في ظل الانقسام الحالي القائم بين السلطة الفلسطينية المتمثلة في حركة فتح وحركة حماس، جاء الحديث عن طرح الرئيس عبدالفتاح السيسي، لمبادرة جديدة لتحقيق المصالحة الفلسطينية، خلال زيارة الرئيس أبو مازن لمصر قبل نحو شهر، وذلك وفقًا لصحيفة الحياة اللندنية. وتضمنت المبادرة 6 بنود، هي: حل اللجنة الإدارية الحكومية، تزامنًا مع حل اللجنة، إلغاء الرئيس عباس كل إجراءاته وقراراته العقابية ضد قطاع غزة وحماس من دون استثناء، تمكين حكومة التوافق من العمل بحرية في القطاع، حل مشكلة موظفي حماس واستيعابهم ضمن الجهاز الحكومي، تنظيم انتخابات عامة فلسطينية، بالإضافة إلى دعوة القاهرة كل الأطراف الفلسطينية إلى حوار شامل للبحث في سبل إنهاء الانقسام نهائيًا. وكان الرئيس الفلسطيني، محمود عباس، قد صرح أول أمس، بأنه أبلغ مسئولي حركة حماس بأنه سيتوقف عن دفع المخصصات المالية لقطاع غزة تدريجيًا ما لم يتوصلوا إلى اتفاق مع السلطة في رام الله. وفي هذا السياق، قال السفير رخا أحمد حسين، مساعد وزير الخارجية السابق، إن البنود الستة التي طرحها الرئيس عبدالفتاح السيسي، بهدف إنهاء الانقسام الفلسطيني وتحقيق المصالحة بين فتح وحماس، لا يمكن أن نسميها مبادرة بمعنى المبادرة ولكنها تأتي لإحياء الجهود المصرية في هذا الشأن. وأضاف، أن مصر منذ 2012 وهي تبذل مجهودًا كبيرًا بين الطرفين من أجل المصالحة الفلسطينية، معتبرًا أن الانقسام الحالي لا يعكس منظرًا إيجابيًا أمام العالم ولا يصب في مصلحة القضية الفلسطينية بأي شكل من الأحوال. ورأى حسين، أن نجاح مبادرة السيسي هذه المرة يتوقف على النية الحقيقية للطرفين لإنهاء الانقسام، وهو الأمر الذي لا يزال غير موجود حتى الآن، حيث لا يوجد استعداد عند أي منهم لتقديم تنازل، مشيرًا إلى أن فشل المصالحة في كل مرة يكون بسبب إما تعطيل فتح أو حماس لإنهاء الانقسام. وعبر عن أمله في أن يؤدى هذا النداء المصري إلى الوفاق بين فتح وحماس، وإن حدث ذلك فإنه سيسهم في تهدئة الموقف فقط وليس المصالحة المتكاملة، متابعًا أن الأزمة الآن تكمن في أن الانقسام أصبح مزدوجًا داخل الحركات نفسها. ذكر الدكتور جهاد عودة، أستاذ العلوم السياسية بجامعة حلوان، أنه من أنصار مبادرة الرئيس عبدالفتاح السيسي، لإنهاء الانقسام الفلسطيني بين حركتي فتح وحماس، متوقعًا لها النجاح في رأب الصدع الفلسطيني. واعتبر في تصريحات خاصة ل "بوابة الوفد"، أن نجاح هذه المبادرة سيكون مدخلا لتحالف مصري فلسطيني، موضحًا أن اعتقاده لنجاح المبادرة في إنهاء الانقسام الفلسطيني، يأتي في ظل انشغال أهل الشر في المنطقة مثل قطر وإيران في صراعات أخرى. وأكد عودة، أنها فرصة طيبة لكى نقوم من خلالها بأثر مباشر وإيجابي في مسار التسوية الفلسطينية. ومن جانبه، قال الدكتور أسامة شعث، المحلل السياسي الفلسطيني، وأستاذ العلاقات الدولية، إن الرئاسة المصرية لم تؤكد حتى الآن صحة ما تداولته بعض الصحف حول وجود مبادرة لإنهاء المصالحة الفلسطينية، وبالتالي لا يمكن التعليق على خبر غير مؤكد.