«الراجل ده عايش في الجبنة الصفراء» قال «كريم» الذي لم يتجاوز الثماني سنوات.. قصد بها «فريد الديب» وهو يعلن في المحاكمة بكل ثقة أن مبارك مازال يحكم البلاد.. ويجب نقله إلي القصر الجمهوري لتأدية مهام عمله، لأنه لم يوقع قرار التنحي وأملاه عليه «عمر سليمان» شفهيا الجملة أضحكتني رغم أنني لا أشجعه علي مثل هذه المصطلحات التي لا أعرف من أين يأتي بها هذا الجيل.. وفي الحقيقة للمرة الأولي أوافق فريد الديب الرأي، نعم يجب أن ينتقل مبارك المتمارض الذي مازال يكلف الدولة ثروة في كل مرة ينتقل فيها الي سرك المحاكمة.. لكن ليس إلي القصر الجمهوري، الي سجن طره مع أعوانه، سواء أراد فريد الديب بهذه الكلمات أن يرفع معنويات موكله الذي أؤكد أن ذاكرته توقفت عند آخر خطاب له، أو إثارة الفتنة في هذا الوقت الحرج.. أو أيا ما كان قصده، فمن حق الرجل أن يدافع عن موكله بشتي الطرق.. بكل الكلمات التي تواتيه لكنه بتلك الكلمات أكد ما كنا نعرفه، ويكذبه الحاكم.. أن مبارك مازال يعامل كرئيس وإن كل ما يحدث لحمايته هو وأولاده وزوجته التي اختفت من الساحة.. تُركت لتخرب في البلد كما يحلو لها، وذلك طبعا بعد تهديدها بفضح من في الداخل والخارج.. السؤال الملح اذا كانت سوزان مبارك ردت للكسب غير المشروع ملايين الجنيهات معني ذلك أنها أخذتها بشكل غير مشروع، فلماذا لم تحاكم.. تذهب الي سجن القناطر الذي أعد لها.. ما علينا.. يجب أن نعترف أن ما يحدث في المحاكمات مهزلة.. استخفاف بالشعب الذي يقرأ ما بين السطور. الحل أن يحاكم كل رموز النظام السابق من منهم في سجن طرة، ومن في خارجه محاكمات ثورية.. نحاكم عمر سليمان الصندوق الأسود لمبارك والتي ستثبت الأيام مدي تورطه.. نحاكم فاروق حسني وزير الثقافة الأسوأ علي مدي تاريخ مصر.. من أفسد الحياة السياسية علي مدي سنوات طويلة.. مكن هو وزاهي حواس سوزان مبارك وغيرها من الاستيلاء علي كنوز الدولة من آثار، يجب أن نحاسب مبارك والعادلي ليس فقط علي التربح وقضية تصدير الغاز.. قتل المتظاهرين من يوم 25 يناير إلي 28، علي من قتلهم هو ووزراء داخليته علي مدي الحكومة الجديدة.. نراقبها.. نحاسبها علي كل صغيرة وكبيرة، يجب أن نفيق من الجبنة الصفراء التي نعيش فيها.. نكون لنا مواقف فعالة في كل ما يحدث حولنا. نسأل وزيرة البحث العلمي لماذا لم تزل «مايسة أباظة» رئيسة الإدارة المركزية للشئون المالية والإدارية في منصبها، رغم أن لدي الرقابة الإدارية والنائب العام مستندات تؤكد إهدارها للمال العام؟! لماذا يصر وزير الثقافة دكتور شاكر عبدالحميد هذا الرجل الذي أعرفه، وتعاملت معه كناقد محترم، صاحب رأي، علي تعيين د. إيناس عبدالدايم رئيسا للأوبرا رغم اعتراض معظم العاملين في المكان بمن فيهم أعضاء المكتب الفني المنتخب لأوركسترا القاهرة السيمفوني الذي ترأسه ورغم الأدلة التي تثبت أنها مازالت ترتكب مخالفات جسيمة لأحكام اللوائح والقوانين، واختلاق وظيفة لها تعد إهدارا للمال العام هذا بالإضافة الي استغلال منصبها في منافع شخصية لها ولشقيقتها وللمقربين منها. المريب في الأمر أن المستندات التي تثبت إهدارها للمال العام والمخالفات القانونية، تقدم بها أعضاء المكتب الفني المنتخب للدكتور عبدالمنعم كامل رئيس الأوبرا الحالي ودكتور عماد أبوغازي وزير الثقافة الأسبق ولم يتم التحقيق فيها، ورغم ذلك يصر دكتور شاكر عبدالحميد علي تعيينها في منصب أعلي.. حتي أنه طلب من المجموعة التي ذهبت إليه لتقديم شكوي ضدها أن ينسوا الماضي، ويعطوها فرصة.. تري لأنها مفروضة عليه أم شيء آخر يعرفه المقربون؟! يا سيدي الوزير يا من جاء من أجل الإنقاذ الوطني إذا كنا سنعطي فلول النظام فرصة فمن نقصي؟! ولماذا لا نعطي مبارك والعادلي فرصة؟! لا أعرف لماذا يصر جميع من جاء من وزراء، ما كان لهم أن يشغلوا هذه الوظيفة إلا بثورة، علي التمسك بفلول النظام.. ترقيتهم.. تمكينه من مناصب أعلي.. هل لأنه لا يوجد في الدولة من يمتلك خبرات غيرهم.. أم أن الحكومة التي جاءت بعد الثورة حكومات موجهة.. علي ورق.. عرائس مريونت. في رأيي الاجابة قالها فريد الديب: إن مبارك مازال يحكمنا، المصيبة التي يجب أن نستعد لها.. أن يطل علينا مبارك من «قناة العربية» يطالب بتغيير الشعب! ------- بقلم - غادة فاروق