فى لحظة نسيت أنها امرأة، ولها كرامتها بعد أن لمع بريق الذهب فى عينيها، واستغلت عطف الضحية عليها وأسرتها، نصبت خيوطها كالأخطبوط وظلت تطارده أينما ذهب، فلم لا وهو الكريم الذى يغدق الأموال على المحتاجين من أبناء منطقته، وترتدى زوجته أغلى الملابس وتزين معصميها بالأساور الذهبية. أقنعته بأنها الأم المثالية وستعوضه عما يفتقده مع زوجته الأولى التى أنجب منها 3 أبناء، لم تنجح محاولاتها، فلجأت إلى إبليس وحاولت تدمير منزل الزوجية والوقيعة بينه وبين زوجته، ظلت تطارده مثل الشبح فى كل مكان حتى اقتنع بها وتزوج منها، لم تكتف «بسيمة»، ابنة الحوامدية، بالجيزة بالتفرقة بين زوجين وإبعاد أب عن أبنائه، بل أبعدته عنهم نهائياً وصورت له أنهم أعداء طامعون فيه. سارت الحياة بينهما حتى أنجبا طفلاً ليهدأ بعدها قلب الزوجة واطمأنت أنه سيشارك أشقاءه من الأب فى الميراث، بعد فترة مرضت والدة الزوج التى تسكن فى طابق يعلو زوجته الأولى، فذهب إليها لزيارتها ومكث عند زوجته يومين فظنت أنه يتهرب منها فابتكرت حيلة أبعدته عن المنزل وقتلته. انهمرت الدموع فوق وجنتيها، كأنها حمم تحرق وجهها وتلهبه، معتقدة أن زوجها جرح كبريائها، وأهان جلالها، ودنس قدسيتها، بعد أن قرر العودة إلى زوجته الأولى، ظنت أنها إهانة لها وتحقير من شأنها، كتمت غيظها نحوه، ولم تكن تتذكر ولو لبرهة واحدة صنيعاً طيباً أو معروفاً قدمه لها خلال فترة زواجها منه. استسلمت للشيطان، ولبست عباءته، وأثقلت رأسها بالتساؤلات معلنة الانتقام وتدميره كى لا تشاركها أخرى وتسعد به، انهارت فوق أقرب مقعد، وبعينين طافحتين شراً، وبعقل غائب أحكمت خطتها، وبصوت خافت وبدموع التماسيح اتصلت به هاتفياً تخبره بمرض ابنيهما ويحتاج الذهاب إلى الطبيب، لم ينتظر نهاية المكالمة وهرع مرتدياً ملابسه ولم يكن يعلم بأنه وقع فى فخ محكم أعدته له ولا فرار منه. سابقت قدماها الرياح وتوجهت إلى ابنه المريض، واختبأت فى مدخل العقار، وما إن دخل انقضت عليه كأسد مجروح، وسددت له طعنة قوية فى البطن، اتسعت عيناه ذهولاً عندما رآها، وانتفض كعصفور مذبوح، ولم يعد قادراً على النطق، وسقط فى بركة من الدماء. صرخاته المكتومة اخترقت أذن زوجته الأولى فأيقنت أن مكروهاً أصاب زوجها فهرولت إليه لتجده غارقا فى دمائه، أسرعت بنقله إلى المستشفى وظل يصارع الموت 3 أيام رافضاً الاعتراف على المتهمة ظناً منه أنه سيتعافى ويتماثل للشفاء وطلب من زوجته الثانية «المتهمة» أن تهرب لتربى ابنهما. خلال التحقيقات أدلت زوجة الضحية الأولى تفاصيل الواقعة قائلة: تزوجت من الحاج أشرف وأنجبت منه 3 أولاد، ومنذ فترة استأجر مسبكًا للنحاس قريبًا من منزل (بسيمة)، وخلال تلك الفترة كان يعطف عليها وأهلها، ولاحظت المتهمة كثرة الأموال التى ينفقها على الفقراء، فخططت للزواج منه، وحرضته على طلاقى، وذلك بسبب محاولات المتهمة الوقيعة بيننا، طمعاً فى ثروته، إلا أنه كان يعلم بألاعيبها لكنه كان يخشى أن يصيب أولادى مكروهاً، فتزوج منها بعد أن أوهمته بالتزامها وارتدائها للنقاب وأنجبت منه طفلًا. وأشارت الزوجة إلى أن المتهمة أصيبت بالجنون بعد أن علمت أنه سيعود للعطف على أولاده. وتضيف: قبل يوم الحادث بأسبوع كان أشرف يتردد على والدته التى تسكن بنفس العمارة التى أسكن فيها بسبب مرضها، واعتقدت المتهمة أنه يتهرب منها ويقيم معى، فبدأت تراقب تحركاته واتصلت به وأخبرته بمرض طفله الصغير، وبمجرد نزوله عند مدخل العمارة فوجئ بأنها تنادى عليه فالتفت ناحية الصوت فأصابه الذهول بوجود ابنه يمسكه من يده وهى تبادره بطعنة من آلة حادة فى البطن، وأوضحت أن زوجها طلب من المتهمة سرعة مغادرة المكان قبل أن يراها أحد ويتم القبض عليها حرصاً منه على مستقبل طفلهما. ألقى القبض على الزوجة وسمعت بما قال الزوج ومحاولته تبرئتها من فعلتها ومن قتله، ربما شعرت ببعض الندم ولكن ما زال الطمع يملأ قلبها والغيرة تأكل أحشاءها وعرفت فى النهاية أن الرجل لم يخنها أو يعود لطليقته ولكنه كان يزور والدته فقط وربما كان يسأل على أطفاله، ولكن هو الشيطان سيطر على عقل وقلب الزوجة.. هو الطمع الذى يجرى فى دمها.. إنه الطمع القاتل الذى أودى بحياة الزوج وزوج بها خلف الأسوار، لتنال عقاب فعلتها «الإعدام» مع سبق الإصرار والترصد.. إنها النهاية.