أثارت أسعار التعريفة الجديدة لسيارات الأجرة بالمحافظات بعد الزيادة الجديدة فى أسعار الوقود مزيداً من الاحتقان والغضب لدى المواطنين والسائقين على السواء، ووصفوها ب«الظالمة»؛ لأنها تظلم المواطن والسائق على السواء، وشهد جميع المواقف اشتباكات بالأيدى والألفاظ بين الركاب والسائقين. ففى محافظة الغربية، رفض السائقون التعريفة الجديدة والتى زادت على القديمة بمقدار «25 قرشاً» للمسافات القريبة داخل نفس المدينة وبمقدار جنيه ونصف الجنيه فى الخطوط التى تربط مراكز المحافظة الواحدة فى حين بلغت الزيادة «2 جنيه» فى الخطوط التى تربط بين المحافظة والمحافظات الأخرى. وواصل عدد كبير من السائقين إضرابهم عن العمل، فى حين استمر البعض بالعمل دون الالتزام بالتعريفة الجديدة. أكد راضى فتحى «سائق»، أن التعريفة الجديدة تظلم السائقين لأن زيادات التعريفة الجديدة لا تتناسب مع الزيادة التى يتكبدها السائق من بنزين وسولار وزيوت وكوتش وصيانة، بالإضافة الى احتياجاته المعيشية التى ستتضاعف على خلفية ارتفاع أسعار الوقود وما يترتب عليه من ارتفاع فى أسعار كل شىء. وشهدت مواقف طنطا استمراراً لحالات الشجار بين الركاب والسائقين بسبب امتناعهم عن الالتزام بالتسعيرة وتحديد كل سائق تسعيرة للركوب بخلاف التعريفة المعتمدة وتواصلت حالة الغضب والاستياء من قرارات رفع أسعار الوقود بكافة مدن ومراكز محافظة القليوبية التى شهدت مشاجرات بين السائقين والركاب بسبب تطبيق السائقين لأجرة مخالفة للأجرة المقررة من قبل المحافظة وطالب المواطنون بتدخل مباحث المرور وتكثيف الحملات المرورية لتطبيق الأجرة المقررة وعدم ترك المواطنين يواجهون جشع بعض السائقين. ونظم سائقو سيارات السرفيس خط كفر شكر كلية الزراعة بمحافظة القليوبية إضراباً عن العمل وامتنعوا عن تحميل لركاب اعتراضاً على نسبة «10٪» التى قررها مجلس الوزراء وطبقتها المحافظة حيث كانت تعريفة الركوب «6» جنيهات وتمت زيادتها الى «6.75» ولكنهم يرفضونها ويطالبون بزيادتها إلى «8» جنيهات ونصف الجنيه وهو الأمر الذى رفضه المواطنون. ومن جانبه قام اللواء محمود عشماوى، محافظ القليوبية بالدفع ب«21» أتوبيساً من مرفق النقل الداخلى بمحافظة القليوبية لمواجهة الإضراب، وتوصيل المواطنين الى أعمالهم ومصالحهم لعدم تعطلهم وتأخرهم عن أعمالهم ومصالحهم. وسادت حالة من الاستياء والغضب الشديدين بين المواطنين بمدينة الزقازيق بمحافظة الشرقية؛ بسبب قيام سائقى التاكسى بتحصيل مبلغ «15» جنيهاً من المواطنين نظير الأجرة فى المناطق التى يذهبها داخل المدينة بدلاً من «10» جنيهات، وذلك بعد ارتفاع اسعار الوقود التى أعلنت عنها الحكومة الخميس الماضى. وقال نشأت فوزى، أحد قاطنى مدينة الزقازيق، إن سائقى التاكسى كانوا يحصلون على مبلغ «10» جنيهات تعريفة ثابتة للمناطق داخل مدينة الزقازيق، مشيراً إلى أن التاكسى الآن يتقاضى مبلغ «15 جنيهاً» وأن سائقى التاكسى يستغلون أزمة ارتفاع أسعار الوقود فى زيادة الأجرة. ويقول عادل محمود، بمركز بلبيس، للأسف قرار الحكومة رفع أسعار البنزين والسولار تسبب فى اندلاع مشاجرات ومشاحنات بيننا وبين السائقين، مؤكداً أن المحافظة أقرت تعريفة الركوب بين مدينة بلبيس والزقازيق ب«3.75» قرش، لكن السائقون فرضوا سيطرتهم وأجبروا الركاب على دفع «4 جنيهات» وهددوا بنزول الركاب المعترضين على التسعيرة من العربية. وذكر محمد العوضى «موظف» مقيم بقرية هرية رزنة، أن تعريفة الركوب من قريته إلى مدينة الزقازيق كانت ب«جنيه واحد»، لكنهم فوجئوا بسائقى الميكروباص يرفعون الأجرة بنسبة «50٪»، أى قاموا برفعها ل«1.5» جنيه، وهو ما تسبب فى وقوع مشادات كلامية بينهم وبين السائقين. وفى محافظة المنوفية، سادت حالة من الغضب بين الأهالى، قال «ابراهيم موسى» سائق سيارة نصف نقل، إنه كان يعانى من زيادة الأسعار خلال الفترة الماضية، ولكن يتعايش معها بصعوبة والزيادة الجديدة تعتبر عجزاً حقيقياً يؤدى الى ارتفاع أسعار الخضراوات والفاكهة والمنتجات جميعها تحتاج الى شحن وتوزيع مردداً «مش عارف هنعيش إزاى ومنين». وتابع «محمود عبدالحميد»، سائق، أن ارتفاع أسعار المحروقات ضرب برؤوسنا عرض الحائط فمصانع الطوب قامت برفع الأسعار بنسبة كبيرة تتعدى ال«150 جنيهاً» فى ال«1000 طوب» مما أدى الى حالة من الاستياء بين السائقين والمواطنين على حد سواء قائلين «هناكل منين». وشهد موقف سندوب بمحافظة الدقهلية إضراب سائقى الميكروباص خط برج النور سندوب اعتراضاً على التسعيرة الجديدة التى اعتمدها الدكتور أحمد الشعراوى محافظ الدقهلية والمقررة ب«175 قرشاً». وطالب السائوين برفع التسعيرة من «175» إلى «200» قرش معللين رفضهم العمل لحين النظر فى زيادة أسعار التعريفة الرسمية. ورفض السائقون العمل لحين رفع التعريفة الجديدة، مؤكدين أن العمل بأسعار الوقد الجديدة «خراب بيوت ووقف حال وخسائر فادحة لجميع السائقين وأصحاب السيارات». وقامت الشرطة بعد إضراب سائقى الميكروباص وتكدس الركاب بالموقف بإرسال أتوبيسات لنقل الركاب من سندوب إلا أن السائقين قاموا بالاعتداء عليهم ومنعهم من تحميل الركاب، وزاد الغضب بين أهالى محافظة أسيوط بعد زيادة أصحاب سيارات التاكسى الأجرة للضعف قبل تطبيق ارتفاع أسعار البنزين والسولار بساعات، حيث إن أجرة التاكسى بأسيوط «5 جنيهات» وصلت إلى «10 جنيهات». واشتكى مواطنو محافظة الفيوم عدم التزام السائقين بتعريفة الركاب التى حددتها المحافظة خاصة أن أغلبها يتطلب فكة من فئة الربع جنيه ونشبت مشاجرات بين سائقى السرفيس والركاب لعدم التزام السائقين بالتعريفة المقررة وهى «125» قرشاً وتحجج أغلبهم بعدم وجود فكة ويحصلون على «150» قرشاً. بينما التزم سائقو التاكسى بالتعريفة المقررة وهى ستة جنيهات ونصف الجنيه والقليل منهم من يحصل على سبعة جنيهات والغالبية يحاولون فرض الأجرة «10 جنيهات» على الركاب بحجة طوال المشوار وصعوبة الطريق. وتشهد المواقف فى المراكز والقرى أزمات بين السائقين والركاب خاصة فى ظل عدم وجود فكة فئة ربع جنيه، وتحجج السائقون بعدم وجود فكة واصرار الركاب على عدم دفع أكثر من التعريفة المقررة بينما يقوم السائقون بجبر كسور الربع جنيه لصالحهم. أما فى محافظة دمياط فسيطرت حالة من الاستياء بين المواطنين حيث استغل عدد من السائقين ارتفاع سعر البنزين وقاموا برفع تعريفة الركوب الداخلية والخارجية إلى أكثر من الحد المقرر لها من قبل محافظة دمياط. كما استغل سائقو التاكسى الزيادة فى رفع الأجرة بدرجة جنونية فأصبحوا يفرضون تسعيرة عشرين جنيهاً بدلاً من عشرة جنيهات رغم أن التسعيرة الفعلية المقررة من المحافظة لا تزيد على ثلاثة جنيهات ونصف الجنيه للكيلو ولكن لا أحد يلتزم بها مما أدى الى حدوث مشاجرات ومشادات بين الراكب والسائقين. من ناحية أخرى، ازدادت أسعار الخضر والفاكهة والأسماك تباعاً بزعم ارتفاع تكلفة نقل البضائع ورغبة التجار فى زيادة هامش الربح لمواجهة ارتفاع الأسعار كما ارتفعت أسعار أنبوبة الغاز والتى كان مقدراً لها ثلاثون جنيهاً لتصل إلى خمسين جنيهاً لدى بعض الباعة الجائلين برأس البر.