يوسف الشريف.. صاحب الاختيارات الذكية الجيل الجديد من المخرجين لديه طموح كبير ويدرك جيدا أنه يستطيع فعل أى شىء اذا توفرت له كل أسباب النجاح وهذا ما اثبته بالدليل القاطع المخرج احمد نادر جلال.. فقد قدم مسلسل «كفر دلهاب» بشكل وصورة رائعة، فكل الخدع ومشاهد الرعب والقتل تبدو كأنها حقيقة ولا نبالغ إذا قلنا ان كفر دلهاب هو الأعلى فى نسبة المشاهدة بسبب قصته الاسطورية وبراعة مخرجه فى تحويل الاسطورة الى صورة ناطقة ومتحركة، هذا بالإضافة الى أداء كل نجوم العمل، فمن يتابع العمل يدرك أن نجومه توحدوا مع شخصياتهم الى حد التطابق والانسجام. تدور أحداث مسلسل «كفر دلهاب» فى العصور القديمة داخل قرية مسحورة يؤمن سكانها بالسحر والاعمال، والرائع فى العمل هو تصاعد الاحداث لدرجة ان المشاهد ينتظر الحلقة التالية لمتابعة الاحداث بشغف شديد، والعمل من تأليف يوسف الشريف وفكرة عمرو سمير عاطف ومن اخراج احمد نادر جلال الذى ورث عن والده حب المغامرة والبحث عن الاختلاف. ويؤدى يوسف الشريف فى المسلسل دور طبيب الكفر والحقيقة أن أداءه يؤكد ان الخبرة تصقل الموهبة وتدعمها فكل انفعالات يوسف الشريف حاضرة، روجينا فى دور زهرة تفوقت على نفسها ويومًا بعد يوم تثبت للجميع انها ممثلة من العيار الثقيل ويضم العمل نخبة من افضل نجوم التمثيل مثل محمد رياض فى دور «بهاء الدين كتخدة» وأحمد سعيد عبدالغنى وسهر الصايغ فى دور «هند»، كما تألق فى المسلسل الفنان الكبير هادى الجيار فى دور ابوالعز شيخ الغفر، ويحسب للمخرج توظيف كل عناصر العمل فى مكانها الصحيح، ويحسب لكاتب السيناريو دقته ومهارته فى الحفاظ على تدفق وسرعة الاحداث. ونجح مدير التصوير هيثم حسنى فى تقديم صورة متميزة كما برع المونتير محسن عبدالوهاب فى خلق حيوية فى العمل بذكائه فى القطع، ولعب أيضا فى «كفر دلهاب» الماكيير مصطفى معوض دورًا مهمًا لان اغلب الشخصيات تعتمد على الماكياج بسبب الزمن الذى تدور فيه الاحداث، موسيقى عمرو اسماعيل ملائمة لأجواء القصة والديكور دقيق جدا وعبر عن اجواء الأحداث بمصداقية. باختصار كفر دلهاب عمل مثالى جدا ويعد وجبة فنية مثيرة من مطبخ مخرج جرىء. غادة عبدالرازق.. تدفع ثمن الغرور والتعالى على المشاهد كان الراحل نور الشريف يقول: إن الفنان اذا شعر بنفسه وتملكه الغرور تبدأ نهايته، وعلى الفنان ان يظل متواضعًا امام الكاميرا وخلفها، هذا الدرس لم تتعلمه الفنانة غادة عبدالرازق، ففى الفترة الأخيرة راحت تضع نفسها فوق الجميع وترسم أدوارها كما تريد، وكل علاماتها المضيئة فى مشوارها الفنى صنعتها وهى ترفع راية السمع والطاعة للمخرج، وقد راهن عليها خالد يوسف واكتشف امكانياتها الفنية فى عملين الأول «حين ميسرة» امام عمرو سعد والثانى «دكان شحاته». وعندما اختلفت مع خالد يوسف وتمردت عليه قررت التعاون مع عدد من المخرجين الصغار حتى تفرض ارادتها ولم تنجح وفشلت كل أفلامها وأبرزها «بون سواريه» و«ركلام»، وفى الدراما قدمها المخرج محمد سامى فى شكل باهر فى مسلسل «مع سبق الاصرار» وعندما اختلفت معه ارادت ان تثبت لنفسها انها تستطيع النجاح دونه وبكل اسف لم تستطع وقد مر على انفصالها عن محمد سامى 3 سنوات ولم تقدم أى عمل درامى يلفت النظر إليه. هذا العام تواصل غادة عبدالرازق سقوطها، فقد راهنت على مسلسل «أرض جو» ورصدت الشركة المنتجة مبالغ خيالية حتى يظهر العمل بشكل متميز، مشكلة هذا المسلسل الكبرى هو ان غادة عبدالرازق لا تمثل الشخصية التى كتبها المؤلف محمد عبدالمعطى فهى تقدم شخصية غادة فى الحقيقة، بطريقة الملبس واهتمامها بشكلها وحرصها فى كل المشاهد على ان تبدو جميلة، احساس الممثلة غائب عنها تماما، وتريد غادة فى «أرض جو» ان ترتدى الفساتين الشيك وأن تبرز مفاتنها فقط.. ويبدو أن الغرور اصابها ولذا راحت تتعالى على المشاهد وتتكبر على الكاميرا وهذا يؤكد أن المخرج شخصيته ضعيفة وغير قادر على ادارة الممثل. واصرار غادة عبدالرازق على أن تكون العنصر الأهم فى العمل جعل كل اعمالها الاخيرة ضعيفة ولا تترك أى أثر فى خيال المشاهد وأكبر دليل على ذلك مسلسل «السيدة الأولى». وفى «أرض جو» تحاول غادة أن تبدو فى دور الفاتنة التى يجرى وراءها كل الرجال، يحبها الطيار محمد كريم ومغرم بها رجل أعمال ويتمنى ودها صاحب شركة طيران، هى الساحرة التى يسقط امامها كل الرجال وكأنها تقدم شخصية زهرة وأزواجها الخمسة التى قدمتها منذ عدة سنوات. «أرض جو».. لن يضيف لغادة عبدالرازق أى رصيد، وبالعكس فهى تنتحر فنيا فى هذا العمل. «لمعى القط» يعيش فى جلباب والده ليس عيبا ان يرث الابن مزايا وسمات الأب.. الخطأ أن يرفع الابن راية الاستسلام ولا يحاول الاختلاف والعبور إلى أرض جديدة، لا يجتهد لاكتشاف المناطق المضيئة فى تكوينه.. لا خلاف ان الفنان محمد إمام فى ورطة كبيرة لأنه نجل زعيم الكوميديا والمتربع على القمة على مدار 50 عاما، لم يعان «محمد» من أجل الشهرة والانتشار فقد مهد له الأب الطريق بسهولة وساعده أيضا شقيقه المخرج رامى إمام. وفى السينما تعامل محمد إمام بذكاء شديد حيث أدرك منذ البداية ان تاريخ والده لن يشفع له امام شباك التذاكر، لذا استعان بنجوم الكوميديا من ابناء جيله فى تجاربه الاولى وتصدر هو الأفيش فى فيلمين الأول «كابتن مصر» والثانى «جحيم فى الهند» وحقق العملان نجاحا كبيرا على مستوى النقد والايرادات لكن فى الوقت ذاته لم يصنع هذا من نجل الزعيم نجما قادرًا على مغازلة شباك التذاكر.. وفى رمضان الجارى قرر محمد أن يثبت للجميع أنه قادر على المنافسة فى دراما التليفزيون وتناسى أن مكسبات الطعم والرائحة تصلح فى السينما وعديمة التأثير فى التليفزيون لأن عرض المسلسل يوميا يتيح للجمهور فرصة اكبر للتقييم والاختيار. وفى مسلسل «لمعى القط» يشعر المتلقى بأنه أمام تجربة فنية غير ناضجة.. القصة التى كتبها «حازم الحديدى» عادية ومستهلكة وتدور حول سائق أتوبيس مدرسة، بينما تقوم عصابة باختطاف اطفال وطلب فدية من اولياء الامور، ويجد السائق «لمعى القط» نفسه متورطًا فى القضية وكالعادة يقع فى حب المشرفة الرقيقة «مفيدة» التى تجسد دورها تارا عماد. وأراد صناع العمل تقديم عمل يجمع بين الاثارة والكوميديا، وبكل اسف لم يتحقق الهدف بسبب ضعف السيناريو الذى اعتمد كاتبه على افيهات قديمة ومكررة، كما ان أداء محمد إمام ضعيف ويبدو فى كل مشاهد العمل كأنه يحاول استنساخ حركات وايماءات والده، ولم يطور محمد من أدائه رغم تجاربه الكثيرة ومازال راضيا وقانعا بالعيش فى جلباب والده. فى «لمعى القط» الضحك بالإكراه واستنساخ الزعيم عرض مستمر، وربما تكمن الحسنة الوحيدة فى العمل فى الاطفال الصغار فلديهم موهبة فطرية وبينهم وبين الكاميرا علاقة من الود، المخرج عمرو عرفة لم يقدم أى جديد والعمل لن يضيف لرصيده، وأحمد فتحى ممثل نمطى الى حد كبير، وأتصور ان الفنانين الذين شاركوا فى هذا العمل لن يشعروا بأنهم انجزوا أى شىء لأنه باختصار لن يترك اى بصمة.. الموسيقى التى قدمها محمود طلعت عادية جدا ولا تحمل ابتكارًا والمونتاج ليس دقيقًا فى كل مراحل العمل. علاقات وموقع الزعيم تضمن لابنه محمد إمام العمل والانتشار لكنها لن تضمن له الجلوس فى المقدمة.. وعلى محمد ان يراجع نفسه كثيرا، ويعلم انه إذا أراد النجاح فيجب أن يكون نفسه. «ال لالا لاند».. خطوة للوراء ل«دنيا سمير غانم» يشارك فى مسلسل «ال لا لا لاند» عدد كبير من نجوم الكوميديا أبرزهم دنيا سمير غانم ومحمد سلام وحمدى الميرغنى وهنا الزاهد، المسلسل فكرة هشام جمال وكتبه خمسة اشخاص، وتدور أحداثه حول مجموعة من الشباب يسافرون إلى اندونيسيا وبسبب عطل فى محركات الطائرة تسقط فى تايلاند، ومن هنا يبدأ صراعهم من أجل البقاء والبحث عن مخرج من الورطة، ويشارك فى بطولة المسلسل الفنان الكبير سمير غانم الذى جاء أداؤه باهتًا ومفعمًا بالافتعال، والحقيقة ان هذا العمل يسحب من رصيده الكثير فهو يعتمد على الافيهات اللفظية واغلبها متكرر وعاجز عن رسم الابتسامة، وقد تعاملت دنيا سمير غانم باستخفاف مع المسلسل وظنت أن رصيدها فى قلب الجمهور سوف يضمن التفاف الجمهور حولها لكن بكل اسف تخلى عنها الجمهور وانصرف عن المشاهدة. وتصور المخرج أحمد الجندى أن ضم اكبر عدد من نجوم الكوميديا سوف يجعل جرعة الضحك كبيرة، ولذا ضم حمدى الميرغنى وشيماء سيف ومحمد سلام ومحمد ثروت والفنان العائد بعد غياب الى التليفزيون عماد رشاد، وقد جاء الأمر بنتيجة عكسية تماما. وغلب على أداء كل فريق العمل الافتعال والمبالغة، كما أن السيناريو به خلل كبير لأنه ليس افراز كاتب واحد ولكن افراز خمسة كتاب، ولذا لم تتوحد الرؤية وجاء المسلسل مهلهلًا، مونتاج المسلسل الذى قام به وائل فرج سيئ جدا. على دنيا سمير غانم أن تبتعد عامًا أو اثنين لإعادة ترتيب اوراقها لان مسلسلها الجديد مسخ من اعمالها السابقة، والفنان محمد سلام يجب ان يبتعد عن كوميديا الافيهات ويبحث عن كوميديا الموقف، وعلى شيماء سيف أن تبحث عن الممثلة بداخلها فلا يعقل ان تكون سمنتها هى مصدر الضحك فى كل اعمالها. وقد انصرف الجمهور عن مشاهدة مسلسل ال «لا لا لاند» لأن صناعه اعتمدوا على مكسبات الطعم والرائحة وبدلا من تقديم مسلسل متكامل قدموا اسكتشات كوميدية تصلح للتقديم فى الأفراح على حد وصف محمد صبحى. خالد النبوى.. يضىء «واحة الغروب» فضلت كاملة أبوذكرى ان تخوض تجربة السباق فى ماراثون دراما رمضان بمسلسل «واحة الغروب» المسلسل قصة الروائى الكبير بهاء طاهر وكتبت له السيناريو والحوار مريم ناعوم.. وكثير من المتابعين للدراما التليفزيونية تحمسوا لمتابعة ومشاهدة هذا العمل لعدة اسباب فى مقدمتها ثراء الرواية واسم كاتبها واسم مخرجة العمل، وكذلك النجوم المشاركون فى تمثيل الرواية، وعلى رأسهم خالد النبوى والنجمة منة شلبى وسيد رجب ومنذر رياحنة. تدور القصة حول الضابط محمود عبدالظاهر الذى يتم نقلة من القاهرة الى سيوة كعقاب له بسبب ايمانه بالأفكار الثورية ودفاعه عن الزعيم احمد عرابى ضد الانجليز، يسافر الضابط الذى يجسد دوره النجم خالد النبوى ويصطحب معه زوجته الايرلندية «منة شلبى» الى هناك.. فى سيوة تأخذ الاحداث منحى آخر ويبدأ البحث عن الآثار المصرية، تقمص خالد النبوى الدور بشكل رائع واستطاع التوحد مع الشخصية فهو يعد الشعاع الذى أضاء «واحة الغروب». وقد نجحت كاملة أبوذكرى فى اختيار كل فريق العمل ونجحت ايضا فى توظيف كل عنصر فى مكانه، لكن العيب البارز فى العمل هو بطء الايقاع، الأحداث بطيئة الى حد الملل وقد ظهر هذا الامر فى عدة مشاهد منها مشهد التحقيق مع الضباط المتورطين فى ثورة عرابى ومشهد اقناع خالد النبوى «الضابط» لزوجته الايرلندية بعدم السفر الى سيوة خوفا عليها من الحياة هناك، وأداء منة شلبى للزوجة الايرلندية رائع جدا كما ان المكياج جاء مناسبًا جدا لها. وموسيقى تامر كروان لم تعبر عن أجواء سيوة كما يجب.. كما ان مدير التصوير نانسى عبدالفتاح قدم صورة باهرة وتحمل جماليات كثيرة. نيللى كريم ونبيل الحلفاوى مباراة رائعة فى الأداء يضم مسلسل «لأعلى سعر» مجموعة رائعة من نجوم التمثيل فى مصر فى مقدمتهم القدير «نبيل الحلفاوى» والموهوبة نيللى كريم.. ويتميز العمل بالإيقاع السريع، كل حلقة تنتهى بحدث جديد، كما ان الشخصيات تشهد تطورًا دائمًا.. تدور الأحداث فى قالب اجتماعى حول راقصة باليه متميزة بمحض ارادتها تقرر ان تعتزل وتنسحب من الاضواء وتحلم بتكوين بيت وعائلة، تتزوج من الدكتور «هشام» الذى يجسد دوره بشكل جيد احمد فهمى. تضحى «جميلة» التى تجسد دورها نيللى كريم بأحلامها وطموحها وتقف بجانب زوجها الفقير، مع الايام يصبح الطبيب المغمور مشهورا ولديه مستشفى ويستعين بأسرة جميلة لتعاونه فى المستشفى.. فى زحام الحياة تنسى جميلة نفسها وترتدى النقاب ويزيد وزنها فيتغير زوجها «هشام» ويتزوج من صديقتها الخبيثة زينة.. لتستيقظ جميلة على واقع مرير ومؤلم ساهمت فى صنعه بإهمالها لإحساس الانثى بداخلها. نجح مدحت العدل فى كتابة السيناريو بشكل بسيط رغم تعدد العلاقات وتنوع العلاقات وتناقضها فى احيان كثيرة، فى العمل تجد الحب والخيانة الرغبة فى التمسك بالحياة والرغبة ايضا فى اعتزالها.. كما استطاع المخرج محمد العدل توظيف كل ابطال العمل فى ادوارهم المناسبة. علاقة الاحتواء بين الأب نبيل الحلفاوى والابنة نيللى كريم تعد من ابرز اسباب نجاح العمل، فهو السند الذى يقف بجانبها بعدما تخلى عنها الجميع وتآمرت عليها الايام.. أداء نيللى كريم متميز فقد استطاعت أن تجسد دور المرأة التى أهملت فى انوثتها بشكل دقيق، وبرز ذلك فى مشهد تناولها الطعام بشراهة وعدم الاهتمام بملابسها وطريقة مشيتها.. نبيل الحلفاوى هو ميزان العمل.. دور زينة تقليدى جدا، ولا يضيف لمشوارها الفنى، فهى الزوجة التى تدير المؤامرات، أما سارة سلامة فتقدم نموذج الزوجة الخائنة بشكل عادى أيضا، وأتصور أن العمل سيعود بها للوراء كثيرا.. فى مسلسل «لأعلى سعر» تلمس كل تناقضات البشر مثل الوفاء والخيانة، وستجد أيضا أن كل العواطف الصادمة مهزومة، وأن الواقع المر من صنع الابطال..