يستولى الإعلان على مساحة كبيرة بين المسلسلات وقبلها وبعدها، ويحرص المعلنون على استغلال هذا الشهر فى ترويج المنتج والإعلان عن وجودهم بالسوق، حتى إن بعض الشركات لا تعلن عن نفسها إلا فى رمضان فقط، ويتبارى صناع الإعلانات فى تقديم إعلان يجذب المشاهد بصرف النظر عن القيم والعادات الاجتماعية وخصوصية هذا الشهر الكريم، وكما يقولون الغاية تبرر الوسيلة، فأتوا بكل ما هو ردىء وبذىء، ونتذكر على سبيل المثال إعلان الملابس القطنية فى العام الماضى الذى استخدم إيحاءات جنسية وكاد يفعلها فى هذا العام، ومن المعروف أنه كلما زادت نسبة المشاهدة لمسلسل زادت مساحة الإعلانات، فتكون أوقات الإعلانات أكثر من أوقات المسلسل فى الحلقة الواحدة، ولكنها هذا العام زادت على الحد المعقول لدرجة أننا ننسى اسم المسلسل الذى نشاهده قبل الإعلانات، وكما يقولون فنحن فى شهر إعلانات وليس فى شهر مسلسلات. وما بين الجيد والردىء نرصد تلك الإعلانات التى تخطى بعضها حدود المعقول، فهذا أب يهين ابنه فى كل مشاهد الإعلان المتغيرة فى إعلان البنك الذى يقول له صوت المعلق على تلك الإهانة (انت ماحدش بيعملك حساب إحنا عملناك بنك) بالله عليكم كيف يدير هذا الشاب المهان مشروعاً الذى يفقده الأب الثقة فى النفس، إعلان يسىء إلى المشاعر الإنسانية ويرسخ مفهوم الأب المستبد. ومن الإعلانات التى تستخدم لغة الشارع فى الحوار إعلان المكس الذى يخاطب فيه الصبى الصغير والده مستخدماً لفظ (دا ماما هاتشنبرك) كما جاءت إعلانات التوجيه والإرشادات للقضاء على الفساد والدعوة للأخلاق الحميدة فى مغالطات تربوية والتركيز على موقف داخل المشهد دون غيره كما فى إعلان (بص فى المراية) ففى إعلان المستشفى تم التركيز على الخطأ الذى وقعت فيه الممرضة بسرقتها علبة دواء المريض ولم تدعُ الطبيب الذى ترك المستشفى والمريض من أجل عيادته الخاصة إلى النظر فى المرآة فالاثنان ارتكبا نفس الخطأ، الممرضة سرقت والطبيب أيضاً. والمشاهد لرمضان هذا العام يرى أن كمية الإعلانات التى تدعو الصائمين للتبرع وتوجيه زكاتهم لهيئات معينة زادت عن السنوات السابقة، وزادوا من كمية الألم والفقر داخل هذه الإعلانات، كأنهم يريدون أن يحن قلب المشاهد ويعطف عليهم بالمال، وجاءت بعضها مشاهد مؤذية للمشاعر كتلك السيدة التى تشرب هى وبناتها من مياه ملوثة ومعها الممثلة المشهورة التى تدعونا إلى التبرع لهذه السيدة من أجل الحصول على مياه نظيفة دون أى إحساس بالغضب أو بالعطف فى المشهد كأنها لوح ثلج. ودعونا نرفع القبعة لإعلان مستشفى مجدى يعقوب وتلك الأغنية التى يغنيها أحمد حلمى ودنيا سمير غانم (لما القلب يدق يدق) التى حازت على إعجاب نسبة كبيرة من المشاهدين، فقد جمعت ما بين الإخراج الجيد والتصوير والديكور والألحان والكلمات، فجاءت عناصر الإعلان متكاملة. ونقطة ضوء رسمتها المطربة أصالة على وجوه أطفال 500500 بأغنيتها «افرح وعيش» ورسم معها الأمل على الوجوه مجموعة من الفنانين المتبرعين بأجورهم من أجل إسعاد أطفال مرضى السرطان، وأبدع فى إخراج الأغنية طارق العريان.