اهتمت الصحف العربية الصادرة صباح اليوم السبت بتطورات الأزمة السورية ، ونشرت مقالات لكبار الكتاب تتحدث عن مجازر النظام الاسدي وفقدان صوابه ، مما يشير الى انزلاق سوريا الى هاوية العراق، هذا فضلا عن اهتمامها بالأوضاع في مصر ومحاولة واشنطن لابتزاز المجلس العسكري وتهديده بوقف المساعدات. متابعة- شيرين بكر ابتزاز أوباما تحدث الكاتب مصطفي زين في مقال نشرته صحيفة "الحياة" تحت عنوان "ابتزاز امريكي" عن انذار الرئيس باراك أوباما للمجلس العسكري الحاكم في مصر بوقف المساعدات (1.3 بليون دولار سنوياً)، بعد منع ستة أمريكيين، بينهم سام، ابن وزير النقل راي لحود، من السفر إلى أن ينتهي التحقيق في تمويل منظمات أهلية "غير مرخص لها". ويقول الكاتب:" بهذا الابتزاز المالي، فضلاً عن الابتزاز السياسي، وتحريك العصبيات الدينية والطائفية وإغراق المؤسسة العسكرية في مشروعات اقتصادية، استطاعت الولاياتالمتحدة تحييد أكبر بلد عربي وشل إرادته، وتحويله إلى ما يشبه المحمية، إلى ان فاجأتها الانتفاضة فارتبكت في البداية، ثم ما لبثت أن استعادت توازنها، وارتاحت إلى تحالف "الإخوان المسلمين" والمؤسسة العسكرية، هذا التحالف الذي أوصل الإخوان إلى الحكم. وها هي اليوم تختبر مدى قدرة الفريقين على المحافظة على نهج قديم في بلد يشهد تحولاً تاريخياً، معتبرة ان منع ستة من مواطنيها من السفر "يعرض حياتهم للخطر"، على ما أعلن السيناتور الجمهوري جون ماكين الذي قال أيضاً إن الحادث "يمكن أن يسبب انتكاسة للشراكة الطويلة الأمد مع مصر". ابتزاز واشنطن لمصر لن يتوقف وسيتخذ أشكالاً مختلفة، منها وقف المساعدات، والتلويح بتهميش دورها عربياً وإسلامياً، والإخوان الذين تسلموا زمام الأمور يخضعون اليوم لاختبارين، اختبار شعبي وآخر أمريكي. فإلى أي من الطرفين سيميلون؟. الاخوان يستعدون من جهته تساءل الكاتب غسان العزي في مقال نشرته صحيفة "الخليج" الاماراتية "ماذا بعد فوز الاسلاميين في مصر" ، مشيرا الى انه بعد عام واحد بالتمام والكمال على ثورة 25 يناير 2011 يستعد الإخوان المسلمين لحكم مصر . ويقول الكاتب "لقد حانت الفرصة التي انتظروها منذ تأسس حزبهم على يد الشيخ حسن البنا في العام 1928 رغم أنهم لم يصنعوا الثورة، ولم يشاركوا فيها في أيامها الأولى بل فوجئوا بها كما فوجئ النظام نفسه قبل أن يلتحقوا بها فيعطوها زخماً أفادها وأفادهم . ولم يكن مفاجئاً فوزهم في الانتخابات إذ إنهم لطالما كانوا الجماعة الأكثر تنظيماً وشعبية ربما بسبب ما تعرضوا له من تنكيل واضطهاد على يد النظام المصري" . وأضاف "مما لاشك فيه أن مصر الجديدة ستكون بحاجة للمساعدات الدولية مع الشروط المترتبة عليها والتي تضيّق من هامش اتخاذ القرارات المستقلة النابعة من العقيدة الإسلامية، وهذه إشكالية لن تحلها الخطابات والمواعظ . ثم ماذا عن قطاع السياحة الأساسي للاقتصاد والذي بدأ يشعر بالتهديد نتيجة النقاش، السابق لأوانه، حول المحرمات وما يتنافى مع الشريعة؟". تطول قائمة الإشكاليات التي تنتصب أمام النظام المصري الناشئ، ومما لاشك فيه أن المعارضة شيء والحكم شيء آخر مختلف تماماً . وكل الخوف من أن تكون مباركة الولاياتالمتحدة وأوروبا للإسلاميين هي مجرد تطبيق لقناعة بعض المفكرين الغربيين القريبين من القرار مثل الفرنسي أوليفييه روا والأمريكي ريتشارد هاس، والقائلة إن أفضل طريقة لنزع القناع عن الإسلاميين وتجريدهم من المصداقية هي في تركهم يصلون إلى السلطة وبأن الإسلام المعتدل هو خير من يتصدى للإسلام المتطرف وتحقيق ما عجزت عنه الترسانات العسكرية والأمنية والاستخباراتية الأمريكية . مجازر الاسد وعن الشأن السوري تحدث الكاتب طارق الحميد في مقال نشرته صحيفة "الشرق الاوسط" تحت عنوان "سوريا: حتى الدابي تذمر" ، عن فقدان نظام بشار الاسد لصوابه حيث صعد النظام أمس من موجة العنف بمناطق عدة بسوريا، وفاق عدد القتلى السوريين الثمانين قتيلا. ويقول الكاتب:" والسؤال الآن: لماذا فقد النظام الأسدي صوابه بهذه الطريقة، وبات يصعّد في مجازره إلى حد دعا حتى رئيس بعثة مراقبي جامعة الدول العربية لسوريا الفريق محمد الدابي لإصدار بيان يقول فيه إن معدلات العنف تصاعدت بشكل كبير في الأيام الثلاثة الماضية، خاصة بحمص وحماه وإدلب، مطالبا، أي الدابي، "بوقف العنف فورا حفاظا على أرواح أبناء الشعب السوري وإفساح المجال أمام الحلول السلمية"؟ ملخص القول أن النظام الأسدي بات يسارع الوقت للحفاظ على رأسه، لكن الواضح أن عجلة التغيير قد انطلقت وبشكل سريع على الأرض، وأسرع حتى من الجهود الدبلوماسية العربية والدولية، ولذا فإننا سنرى مزيدا من المجازر والحماقات التي سيرتكبها النظام الأسدي هناك، فكان الله بعون السوريين. الانزلاق إلى الهاوية ونشرت صحيفة "القدس العربي" مقالا للكاتب عبدالباري عطوان تحت عنوان "سوريا على طريق العراق" يشير فيه الى ان الحرب الاهلية الطائفية بدأت واستفحلت في سوريا، في وقت تتآكل فيه هيبة النظام وسيطرته على أطراف دمشق العاصمة، ومحافظات اخرى مثل حمص وحماة وادلب وغيرها، متحدثا عن جماعات علوية محسوبة على النظام قامت بمهاجمة حي كرم الزيتون، وذبحت أسرة من 14 شخصا، من بينهم خمسة أطفال أصغرهم لا يزيد عمره على ثمانية اشهر. ويقول الكاتب:" سوريا تنزلق الى الهاوية العراقية، حيث تتآكل الهوية الوطنية الجامعة، لمصلحة الهويات الطائفية والمذهبية والعرقية، فمثلما يقول الرجل الاقوى في العراق السيد نوري المالكي، رئيس الوزراء، انه شيعي اولا، وعراقي ثانيا، اي انه يقدم المذهب على الهوية الوطنية، سنرى ابناء سوريا في المستقبل القريب يقدمون انفسهم بالطريقة نفسها، حيث الولاء للطائفة والمذهب يتقدم على الولاء للوطن". وأضاف " الرئيس بشار الاسد، اذا كان يحب سوريا فعلا، عليه ان يقدم تنازلات حقيقية لشعبه، او القسم الثائر منه، وان يثبت جديته في هذا المضمار، وعليه أن يتذكر، ان زمن الاضطهاد والفساد، وإرهاب المواطن السوري من قبل اجهزة المخابرات قد ولى الى غير رجعة، فلا مراجعة بعد اليوم لهذا الفرع او ذاك، ولا تعذيب في الاقبية السفلية اللزجة بدماء الضحايا من الشرفاء كما ان المعارضة السورية بكل أطيافها مطالبة بالتواضع قليلا، والكف عن التهديد بالاستعانة بالأجنبي".