اهتمت الصحف العربية الصادرة صباح اليوم الخميس بالعديد من الملفات الساخنة على الساحة العربية، ونشرت تقارير ومقالات تتحدث عن الذكرى الاولى للثورة المصرية وما يعقبها من دعوات لجمعة غضب ثانية غدا، هذا فضلا عن اهتمامها بتطورات الاوضاع في سوريا وليبيا. جمعة غضب ثانية وتحت عنوان "جمعة غضب ثانية غدا والجيش يختفي" نشرت صحيفة "الحياة" تقريرا على صدارة صفحاتها الاولى يتحدث عن الذكرى الأولى لثورة 25 يناير ، ونزول مئات الآلاف إلى ميدان التحرير في القاهرة وميادين أخرى في المحافظات، مشيرة الى أن الحشود التي جمعتها ساحات واحدة قسّمتها الأهداف ما بين مُطالب ب"إسقاط حكم العسكر" ومُحتفٍ ب"إنجازات الثورة" مع التطلع إلى استكمالها. ويقول التقرير: "أثارت مظاهر الاحتفاء التي أظهرها الإسلاميون استياء قوى مدنية وشباب الثورة، ما انعكس توتراً في الميدان خصوصاً بعدما رفع شاب في مواجهة حشود الإخوان صورة لمرشد الجماعة السابق الدكتور محمد مهدي عاكف كُتب عليها عبارات قالها المرشد السابق قبل سنوات وعبّر فيها عن أمله بترشيح مبارك لرئاسة الدولة مجدداً. وتكررت المشاحنات بالقرب من منصة الإخوان ما دفعهم إلى تطويق حشدهم بدروع بشرية من مناصريهم". واستمر الانقسام بين الجانبين حتى المساء بعدما أعلنت حركات شبابية عدة، بينها حركة شباب "6 ابريل" الاعتصام في الميدان، إلى حين تسليم السلطة إلى رئيس البرلمان أو إعلان موعد مبكر للانتخابات. ودعت إلى تنظيم تظاهرات غداً أطلقت عليها "جمعة الغضب الثانية"، فيما أعلن الإسلاميون أنهم سيغادرون الميدان بعد المشاركة في إحياء ذكرى الثورة. وعبّرت قوى مدنية عدة، في بيانات، عن رفضها التام دعوات "الاحتفال بعيد الثورة "واعتبر سياسيون أن المشهد أمس يفترض أن يقنع المجلس العسكري بالرحيل. تقسيم سوريا وعن الشأن السوري نشرت صحيفة "الشرق الاوسط" مقال للكاتب حسن شبكشي تحت عنوان "المؤامرة الحقيقية في سوريا" يشير فيه الى أن الثورة السورية تتجه للنجاح مع بدء سقوط مدن وأحياء بأكملها في قبضة الثوار تارة، وفي قبضة المنشقين من الجيش السوري النظامي والذين بات اسمهم ينطوي تحت مسمى الجيش السوري الحر، تارة أخرى. ويقول الكاتب: "لا يمكن وصف موقف الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي، ورئيس بعثة المراقبين العرب لسوريا الدابي، بالموقف الأخلاقي ولا الموضوعي، ولا كذلك مواقف العراق ولا السودان ولا اليمن ولا الجزائر، وإنما هي جميعا أنظمة تدعم القمع والأذى والهوان، وهي ستحصد ما زرعته في هذه الأيام عما قريب جدا، فالحال دوار، والأيام تدور. ولعل الموقف السعودي الجمعي مع دول الخليج، والذي كان يقضي بسحب كل مراقبيها من بعثة المراقبين العرب، جاء لأنها رأت أن ما يحدث مخالف للمبادرة، وعدم التزام من قبل النظام السوري بها وبشروطها، وبالتالي فإنها باتت لا معنى لها". التنازل عن الحكم، وتنحي بشار الأسد ومن معه عن الحكم، وخروجه من سوريا، هو الحل الوحيد الذي سيوقف حمام الدم المستمر، ويحافظ على وحدة سوريا الجغرافية على أقل تقدير، وإذا لم يحصل ذلك فسوف يكون النظام السوري مشاركا بشكل عملي في المؤامرة الحقيقية لتقسيم سوريا وتغيير وضعها لصالح إسرائيل في المقام الأول، ولعل ذلك يكون هو الهدف المطلوب. التدويل المستعرب من جهتها أشارت صحيفة "القدس العربي" في مقال خاص بها تحت عنوان "سوريا والتدويل المستعرب" الى أن الأزمة السورية تتجه حتما الى التدويل،مشيرة الى قرار جامعة الدول العربية الذي طالب الرئيس الاسد بالتنازل عن سلطاته لنائبه السيد فاروق الشرع وتشكيل حكومة وحدة وطنية الطريق لدول أوروبية، مثل فرنسا وبريطانيا، للذهاب الى مجلس الامن الدولي لإصدار قرار بتدخل أممي لوقف أعمال القتل في سوريا تحت عنوان توفير الحماية للمدنيين. ويقول المقال: "الحكومة البريطانية طالبت الجامعة العربية وامينها العام السيد نبيل العربي بحمل المبادرة العربية تلك الى مجلس الامن الدولي، وقال وزير خارجيتها وليم هيغ له، اي للسيد العربي، 'اذهبوا الى مجلس الامن واطلبوا منه تمرير قرار يساعد على حماية الارواح في سوريا". وأضاف " ما لا يدركه الكثيرون، سواء المؤيدين للتدويل او المعارضين له، ان سوريا تنزلق بسرعة الى حالة من الفوضى الدموية، فالانتفاضة التي بدأت سلمية تدخل بسرعة الى طابع العسكرة، والحرب الاهلية بدأت تتصاعد وتيرتها، وما مقتل قسيس مسيحي في حماة، ومندوب سوري في لجنة الصليب الاحمر الدولي في ادلب، والتفجيرات المتتالية في دمشق إلا أحد إرهاصات هذه الحرب". ليبيا في خطر بينما طالعتنا صحيفة "الرياض" السعودية في افتتاحيتها عن اخر التطورات في ليبيا ونشرت مقالا تحت عنوان "ليبيا نحو منزلقات خطرة" ، وتقول الافتتاحية: " المشهد الليبي ينذر بالخطر، أي أن القبيلة ظاهرة موجودة على السطح وبتقاليدها ورؤاها القديمة، فقد عاشت عزلتها التي رأى النظام السابق أن الإبقاء على نظم لا تعيش حياة الحاضر يخدمه على المدى القصير والبعيد، وحتى جيل الثورة المطالب بحصته من الحكم، هم أبناء البادية الذين ترسخ في أذهانهم حقهم من قسمة النظام الجديد، وبلد لا يزال يعيش أمية مطلقة ويفتقد البنية الأساسية والتعليم النظامي، وكلّ ما يؤسس لدولة حديثة، فإن ذلك خلق إشكالاً للحكومة الانتقالية، وحيّر القوى الخارجية التي اعتقدت أن بسط نفوذها على شعب بهذه المواصفات يمتلك إمكانات كبيرة قادرة على بنائه وسط محيط جغرافي هائل، تجعل مثل هذه الفرضية قائمة، لكن من ظلوا على خبرة بالوضع الليبي وتركيبته الاجتماعية والنفسية، هم من يطلقون المحاذير أن أعباء ما بعد القذافي أكبر من أن توجز في إزالة حكمٍ، وتشكيل آخر بمواصفات الدولة الحديثة". أكثر (السيناريوهات) إخافةً أن تنزلق ليبيا إلى حرب أهلية ومؤشراتها موجودة طالما النظام الجديد يتعامل بضبابية مع الأهداف غير المطروحة، وحتى الظل الإسلامي المرشح لأن يكون قوة الحكم القادم ليس بقدرة وتنظيم الإخوان المسلمين في مصر، ولا حتى تونس، وبالرغم من تباشير النجاح في الدولتين المجاورتين لليبيا فإنهما لا تحظيان بسلطة، ثم بدولة بملامح إسلامية ديمقراطية، إلا أن مؤثراتهما على ليبيا تبقى ضعيفة بحكم تكوين الاتجاه الإسلامي الذي يتحرك بدوافع إيمانه، لا تنظيمه الهرمي، أو الأفقي، وهذا حافز لأن تتحول القبيلة ذاتها إلى حزب إسلامي، وهذا لا يوفر التضامن بينها إذا كانت ترى في الدم والعرق والأصل ما يميز بعضها عن غيرها، وضعف البنية التنظيمية الليبية جاء بسبب أنه لا توجد معارضة للقذافي بتقاليد سياسية متطورة، وهذا الفراغ هو أحد العوامل التي تجعل هذا البلد يسير في حالة ضبابية، ولكنها، في كل الأحوال لا تعطي الأمل بتخطي عقبات الحاضر.