من يحول بينك وبين ربك" حقيقة تؤكدها حكاية هذا الرجل الذى يقول: بدأت حياتي ضائعا,لا توجد معصية إلا وارتكبتها, وفي يوم من الأيام اشتقت أن يكون عندي طفلة فتزوجت وأنجبت طفلة سميتها فاطمة, وكلما كبرت زاد الإيمان في قلبي وقلّت المعصية , فلما أكملت سنواتها الثلاث.. ماتت فاطمة، فانقلبت أسوأ مما كنت.. وعزمت أن أشرب الخمر طوال اليل، حتى رأيت فى منامى. يوم القيامه وقد أظلمت الشمس..وتحولت البحار إلى نار... وزلزلت الأرض.. واجتمع الناس الى يوم القيامة، وأنا بينهم أسمع المنادي ينادي فلان بن فلان هلم للعرض على الجبار. فأرى فلان هذا قد تحول وجهه إلى سواد شديد من شدة الخوف. حتى سمعت المنادي ينادي باسمي فاختفى البشر من حولي، ثم رأيت ثعبانا عظيما شديدا قويا يجري نحوي فاتحا فمه، فجريت من شده الخوف فوجدت رجلا عجوزا ضعيفا، فطلبت منه أن ينقذنى من الثعبان, فقال لي.. يا بني أنا ضعيف ولكن أجر في هذه الناحية لعلك تنجو فجريت فوجدت النار تلقاء وجهي فعدت للرجل وقلت له : بالله عليك أنجدني أنقذني فقال لا أملك لك شيئا ولكن اجر تجاه ذلك الجبل لعلك تنجو ففعلت والثعبان يكاد يتخطفني فرأيت في أعلى الجبل أطفالا صغارا، يصرخون: يا فاطمة أدركي أباك أدركي أباك, فعلمت انها ابنتي ففرحت أن لي ابنة ستنجدني من هول الموقف فاجتذبتني بيدها اليمنى. ..ودفعت الثعبان بيدها اليسرى وأنا كالميت من شدة الخوف ثم جلست في حجري, وقالت يا أبت "ألم يأن للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله" فسألتها عن الثعبان قالت هذا عملك السئ ، أنت كبرته ونميته حتى كاد أن يأكلك و الرجل الضعيف، عملك الصالح, أنت أضعفته وأوهنته حتى بكى لحالك لا يستطيع أن يفعل لحالك شيئا فاستيقظت من نومي واغتسلت وخرجتُ لصلاة الفجر أريد التوبة والعودة إلى الله , فدخلت المسجد فإذا بالإمام يقرأ نفس الآية ذلك هو مالك بن دينار من أئمة التابعين. صلاح صيام [email protected]