نصحت صحيفة "هآارتس" الإسرائيلية "تل أبيب" بالسعى لتوطيد علاقاتها بمصر الجديدة التي تمكنت خلال عام من السير على الطريق نحو الديمقراطية، ومؤكدة ضرورة تغيير إسرائيل سياستها تجاه الفلسطينيين التي تثير العداء ضدها في الأوساط المصرية، لأن القيادة التي كانت تستغني بها إسرائيل عن الشعب أصبحت تستمد شرعيتها منهم ويجب عليها إرضاءه. وقالت الصحيفة في تقريرها عن الذكرى الأولى للثورة المصرية -أمس الأربعاء- "اليوم قبل سنة بالضبط تجمع عشرات آلاف الشباب المصريين في ميدان التحرير وسط القاهرة، وبدأوا حملة ترمي إلى إحداث تغيير تاريخي، بعد أقل من أسبوعين من ذلك أعلن الرئيس حسني مبارك اعتزاله، والاثنين بدأت المرحلة الجديدة في الديمقراطية المصرية، لأول مرة منذ نحو ستين سنة أدى البرلمان اليمين القانونية بعد أن انتخب في انتخابات حرة وعامة، تعكس بشكل أصيل هامش القوى السياسية في مصر. وأضافت قد لا يكون هذا هو البرلمان الذي تطلعوا إليه في الغرب، فما بالك بإسرائيل، أغلبيته في يد الأحزاب الدينية، قسم منها، كالسلفيين، وأقليته من تيارات وحركات ليبرالية علمانية، هذا بالتأكيد ليس برلمان "البصم"، على نمط الطاعة لأوامر النظام، ولكنه برلمان مواطني مصر. يجب تهنئة المواطنين المصريين على نجاحهم في إحداث الثورة، في إسقاط النظام الذي قمعه وإقامتهم في فترة زمنية قصيرة لبرلمان تمثيلي جديد، سيشكل قريبا الحكومة الجديدة أيضا. ولكن الثورة المصرية، مثل سابقتها التونسية، لا تتعلق فقط بتغيير نظام الحكم أو إسقاط الرئيس، فهي تغير طبيعة العلاقة بين السلطة والمواطنين: ليس الجمهور هو الذي يتعين عليه أن يعجب نظامه، بل النظام هو الذي يتعين عليه من الآن فصاعدا أن يتلقى شرعية حقيقية من الجمهور. هذا هو أساس الديمقراطية الذي يسعى المواطنون المصريون وممثلوهم بناء مستقبلهم عليه. هذه ديمقراطية تحتاج إلى مساعدة، سواء اقتصادية أم سياسية. دون استثمارات ومساعدة مباشرة ستجد الديمقراطية صعوبة في إطعام 85 مليون مواطن مصري. يدور الحديث أيضا عن دولة تتطلع إلى إعادة بناء مكانتها في الشرق الأوسط وفي العالم بأسره. وعليه فان إسرائيل لا يمكنها فقط أن تقف جانبا وتنتظر. عليها أن تبادر إلى علاقات وفرص مع النظام الجديد. دولة قلقة على مصير اتفاق السلام مع مصر لا يمكنها أن تفصله عن مصير المسيرة السياسية مع الفلسطينيين. مصر تبدأ الآن السير في طريق جديد، ويجدر بإسرائيل أن تتعلم كيف تعرف المؤشرات على هذا الطريق.