نشر موقع "عرابيل"، صوت إسرائيل والتلفزيون الاسرائيلي باللغة العربية، تقريرًا عن انتقال "عدوى" الثورات العربية لإسرائيل، راصدًا أهم ملامح موجة الاحتجاجات الحالية التي تشهدها تل أبيب، وتأثير الثورة المصرية والتونسية فيها. أكد التقرير الذي أعده الصحفي "يوسي نيشر" أن موجة الاحتجاجات التي انطلقت في اسرائيل حول غلاء السكن هي الأكبر من نوعها، منذ تأسيس دولة اسرائيل، بعد أن شارك 150 ألف مواطن بالتظاهرات التي شهدتها عدد من المدن الرئيسية وفي مقدمتها تل أبيب، أورشليم القدس، حيفا، نهاية الأسبوع الماضي. يطالب المتظاهرن الاسرائيليون بجملة من المطالب التي هتف بها المصريون في ميدان التحرير خلال الثورة، أبرزها تحقيق العدالة الاجتماعية، وإصلاح منظومتي التعليم والصحة، فضلا عن أجور عادلة، منددين بارتفاع أسعار السكن، وعدد من السلع الاستيراتجية الأخرى. رصد التقرير عدة أسئلة هامة، أبرزها، مدى العلاقة بين ربيع الثورات والاحتجاجات التي يشهدها العالم العربي منذ مطلع هذا العالم وما تشهده اسرائيل هذه الأيام من احتجاجات، وهل وصلت أجواء ميدان التحرير إلى تل أبيب، رغم اختلاف الظروف وطبيعة الأنظمة, ولا سيما أن بعض الهتافات التي يرددها المحتجون في المدن الاسرائيلية شبيهة بتلك التي رددها المحتجون في القاهرة ؟، هل موجة الاحتجاجات الاسرائيلية تقتصر على الجانبين الاقتصادي والاجتماعي أم تتعداه إلى الاطار السياسي؟ وهل خروج عشرات ومئات الآلاف إلى الشوارع معناه خيبة أمل الشارع الاسرائيلي من السياسة والسياسيين، وهل تستهدف هذه الموجة رئيس الوزراء نتانياهو نفسه؟ تسائل التقرير أيضًا، من يقود هذه الحملة، وهل هي مدعومة من جهات سياسية؟ وهل وصلت الحملة لمرحلة اللاعودة؟ وهل لا يزال بامكان رئيس الوزراء نتانياهو تهدئة الأمور باعلان خطط اقتصادية واجتماعية ترضي المعتصمين وتؤدي لازالة خيم الاعتصام؟ وهل ستؤدي موجة الاحتجاجات لسقوط الحكومة أو إلى تقديم موعد الانتخابات؟ وهل سينضم العرب باسرائيل للمظاهرات هناك، وما ور الانترنت في هذه اللعبة بعد أن كان له دور كبير في إسقاط نظام حسني مبارك بمصر. نوه التقرير إلى أن الهدف الرئيسي من الاحتجاجات في اسرائيل ليس بالضرورة اسقاط حكومة نتانياهو، مؤكدا عدم ارتياح المحتجين من المحاولات التي تتم من بعض الجهات والشخصيات السياسية للاستفادة سياسيا من الحملة وبالتالي لقيادتها. لأن هدف الحملة اجتماعي-اقتصادي وليس سياسياً. أوضح التقرير أن هناك قاسم مشترك بين مطالب الثوار المصريين و المتظاهرين بمختلف البلدان العربية من ناحية، وبين المتظاهرين الاسرائيليين من ناحية أخرى، مشيرًا إلى أن غياب القيادة الموحدة لحملة الاحتجاجات يؤدي لتعدد المطالب. أشار التقرير أن بعض منسقوا الاحتجاج يرددون هتافات مثل : "مبارك, الاسد ونتانياهو"، في حين أن البعض الآخر يركز على المطالب الاقتصادية والاجتماعية فقط، وفي مقدمتها "العدالة الاجتماعية"، موجهاً انتقادات شديدة للاقتصاد الحر ولرجال الأعمال. أما بالنسبة لمدى تأثير موجة الاحتجاجات في العالم العربي على المشهد الاسرائيلي فبعض المعتصمين في جادة روتشيلد في تل ابيب يؤكدون أن القاسم المشترك بين المشهدين العربي والاسرائيلي يكمن في بروز قدرة الشارع على تحريك الأمور في غياب تحركات من قبل المستوى السياسي, موضحين أن الظروف تختلف بين المشهدين، خاصة ان اسرائيل تتمتع بنظام حكم ديمقراطي، على عكس مصر وتوسن. وصف التقرير انشغال وسائل الاعلام العربية بموجة الاحتجاجات الاسرائيلية على أنه ينصب حول عدة مسائل، أبرزها إلى أي مدى انعكست الثورات والاحتجاجات العربية على المشهد الاسرائيلي؟ وهل ستؤدي موجة الاحتجاجات الاسرائيلية لإسقاط حكومة نتانياهو أو لتقديم موعد الانتخابات؟ وهل ستؤثر موجة الاحتجاجات على مسيرة السلام المجمدة على كافة المسارات؟ وهل وارد سناريو لجوء نتانياهو إلى "تحديات خارجية" لانقاذ مصيره السياسي ومستقبل حكومته؟ وهل سينضم عرب اسرائيل بكثافة لموجة الاحتجاجات؟ اختتم التقرير بالتأكيد على أن موجة الاحتجاجات الاسرائيلية في بداية طريقها، والغموض لا يزال سيد الموقف في المرحلة الراهنة، فالفجوات بين مطالب المحتجين وموقف الحكومة لاتزال شاسعة ومقدرة بعشرات مليارات الدولارات.