القائمة الأولية لمرشحي الأحزاب على المقاعد الفردية بمجلس النواب بالدقهلية    وزير السياحة: تحقيق طفرة في القطاع يتطلب توفير الطاقة الاستيعابية وتعزيز الربط مع الأسواق المستهدفة    نتنياهو: نسقت مع ترامب خطة قلبت الأوضاع في غزة    تواجد سام مرسي ومحمد شريف.. حلمي طولان يُعلن قائمة منتخب كأس العرب في معسكر أكتوبر    بعد غياب طويل.. صبري عبد المنعم يعود للظهور في مهرجان نقابة المهن التمثيلية    بداية فصل جديد.. كيف تساعدك البنوك في إدارة حياتك بعد الستين؟    شريف فتحي يشارك في اجتماع غرفة المنشآت الفندقية بالأقصر    ضحايا فيضان المنوفية: ندفع 10 آلاف جنيه إيجارًا للفدان.. ولسنا مخالفين    سعر الطماطم والخيار والخضار بالأسواق اليوم الأحد 5 أكتوبر 2025    أخبار × 24 ساعة.. قافلة إغاثية لمتضرري ارتفاع منسوب نهر النيل في المنوفية    «الهيئة الوطنية» تُعلن موعد انتخابات النواب 2025 (الخريطة كاملة)    إعلام عبرى: إسرائيل تبلغ أمريكا نيتها الإبقاء على وجودها داخل المنطقة العازلة    ترتيب الدوري الإنجليزي بعد فوز تشيلسي ضد ليفربول.. أرسنال يخطف الصدارة    باختصار.. أهم الأخبار العالمية والعربية حتى منتصف الليل.. مظاهرات حاشدة تطالب برحيل بنيامين نتنياهو.. ترامب: لن أتهاون مع أى تأخير من جانب حماس وسأعامل الجميع بإنصاف.. الفنان فضل شاكر يسلم نفسه للجيش اللبنانى    مصر تشيد بالدعم الفرنسي للمرشح المصري في «اليونسكو»    لأول مرة فى تاريخها.. اليابان تختار سيدة رئيسة للحكومة    آينتراخت ضد البايرن.. دياز وكين يقودان البافاري لانتصار جديد    «الأوقاف» تُطلق البرنامج التثقيفى للطفل    دوري أبطال أفريقيا.. قائمة بيراميدز في مواجهة الجيش الرواندي    بشير التابعى: مجلس الزمالك ليس صاحب قرار تعيين إدوارد ..و10 لاعبين لا يصلحون للفريق    غياب لامين يامال ورافينيا.. فليك يعلن قائمة برشلونة ضد إشبيلية في الدوري الإسباني    ثنائي المنتخب السعودي جاهز لمواجهة إندونيسيا    انهيار جزئي بعقار قديم صادر له قرار هدم دون إصابات في الجمرك بالإسكندرية    قافلة عاجلة من «الهلال الأحمر» لإغاثة المتضررين من ارتفاع منسوب مياه النيل في المنوفية    أمطار واضطراب الملاحة.. تحذير شديد بشأن حالة الطقس اليوم الأحد    سطو مسلح على محل فوري في كرداسة.. المتهمون ارتدوا أقنعة واستخدموا بندقيتين خرطوش (تفاصيل التحقيقات)    وزارة الداخلية تكشف حقيقة محاولة خطف طفلة في القليوبية    تغيرات مفاجئة ونشاط للرياح.. تفاصيل حالة الطقس حتى يوم الجمعة المقبل    المحافظات ترفع الطوارئ لمواجهة ارتفاع منسوب مياه النيل: «الوضع مطمئن»    تعرف على برجك اليوم 2025/10/5.. «الأسد»: تبدأ اليوم بطاقة عاطفية.. و«الحمل»: روح المغامرة داخلك مشتعلة    بعد الانتهاء من أعمال الترميم.. افتتاح تاريخي لمقبرة أمنحتب الثالث بالأقصر    رئيس قطاع الآثار: افتتاح مقبرة الملك أمنحتب الثالث فخر لمصر بعد 20 عامًا من الترميم    اللواء الدويرى: الجهاد الإسلامي حركة وطنية متوافقة مع الموقف المصري في المصالحة    هل التسامح يعني التفريط في الحقوق؟.. الدكتور يسري جبر يوضح    كيف نصل إلى الخشوع في الصلاة؟.. الدكتور يسري جبر يوضح    ياسمين الخطيب تهاجم الساخرين من فارق العمر في زواج رانيا يوسف: الدين لم يحرّم ذلك    لمتابعة الأداء ومستوى الخدمات.. حملات مرور ميدانية على الوحدات الصحية في إهناسيا ببني سويف    «الصحة» تطلق النسخة الخامسة من مؤتمر «قلب زايد» بمشاركة نخبة من خبراء أمراض القلب في مصر    «مدبولي»: أراضي طرح النهر لا يجوز التعدي عليها بالزراعة أو البناء (تفاصيل)    غدًا .. عرض 4 أفلام نادرة مرمَّمة توثّق لنصر أكتوبر المجيد    شريف العماري: الزواج السري يجعل الزوجة تعيش في حالة خوف واختباء من أبنائها ومعارفها    محافظ سوهاج يعتمد المرحلة الثالثة لقبول الطلاب بالصف الأول الثانوي للعام الدراسي الجديد    الشوط الأول| بايرن ميونخ يضرب فرانكفورت في الدوري الألماني    محافظ شمال سيناء يدعو المواطنين للاحتفال بذكرى انتصارات السادس من أكتوبر    لهذا المشروع.. الإسكندرية تفوز بجائزة سيول للمدن الذكية    المدير الرياضى للأهلى ل «الأخبار»: احتراف الشحات مرفوض وعبدالقادر يرحب بالتجديد    محافظ المنيا: الدولة تولي اهتماماً كبيراً بصحة المرأة ضمن المبادرات الرئاسية    حزب السادات يدعو لإحياء ذكرى نصر أكتوبر أمام ضريح بطل الحرب والسلام بالمنصة    مواقيت الصلاه اليوم السبت 4 أكتوبر 2025 في المنيا    استقبل تردد قناة صدى البلد دراما 2025 الجديد على نايل سات    ضبط عدد من قضايا الاتجار غير المشروع بالنقد الأجنبي خلال 24 ساعة    أقوى عرض لشحن شدات ببجي موبايل 2025.. 22،800 UC مجانًا    "بداية أسطورية ل Kuruluş Osman 7" موعد عرض الحلقة 195 من مسلسل المؤسس عثمان على قناة الفجر الجزائرية    وكيل صحة سوهاج يتابع أعمال لجنة الكشف الطبي للمرشحين المحتملين لمجلس النواب    المتحف المصري بالتحرير يبرز دور الكهنة في العصر الفرعوني    " سي إن بي سي": توقعات باستمرار الإغلاق الحكومي الأمريكي حتى 14 أكتوبر وسط تعثر المفاوضات    اليوم.. مستقبل وطن يستقبل الأحزاب المشاركة بالقائمة الوطنية استعدادا للانتخابات    موعد انخفاض أسعار الطماطم في الأسواق.. الكيلو وصل 35 جنيه    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الداخلية تكتب فصلًا جديدًا فى معركة حماية الوطن سقوط إمبراطوريات السموم بالقاهرة والجيزة والبحيرة والإسكندرية
نشر في البوابة يوم 02 - 10 - 2025

خلال أقل من أسبوع، تمكنت وزارة الداخلية المصرية من تحقيق سلسلة من الإنجازات الأمنية غير المسبوقة فى مجال مكافحة الجريمة المنظمة، لتثبت مجددًا أنها الدرع الواقى للمجتمع وحصنه الحصين ضد محاولات العبث بأمنه واستقراره.و فى زمن تتسارع فيه التحديات وتتعاظم فيه المخاطر المرتبطة بالجريمة المنظمة، لا سيما تجارة المخدرات وما يتبعها من غسل أموال، برزت وزارة الداخلية كقوة متماسكة تمتلك الرؤية والاستراتيجية والأدوات الفعّالة للتصدى بحزم لهذه الأنشطة الإجرامية التى لا تهدد الأفراد فحسب، بل تسعى للنيل من بنية المجتمع الاقتصادية والاجتماعية.
ضربات استباقية
شهدت الأيام القليلة الماضية سلسلة من الضربات الاستباقية المحكمة التى استهدفت شبكات إجرامية معقدة، نجحت فى جمع ثروات طائلة من تجارة السموم البيضاء والسوداء، وحاولت تمريرها عبر قنوات غسل الأموال لإضفاء الشرعية على مصادرها غير القانونية. من القاهرة إلى الإسكندرية، ومن البحيرة إلى الإسماعيلية، وحتى القنطرة شرق والأقصر والشرقية، انتشرت قوات وزارة الداخلية كخيوط ضوء فى عتمة البؤر الإجرامية، تقتحم، تضبط، وتصادر، لتبعث برسالة واضحة: لا ملاذ آمنًا للجريمة فى أرض مصر.
والمثير فى هذه العمليات لم يكن فقط حجم الأموال المضبوطة التى بلغت مليارات الجنيهات، ولا كميات المخدرات التى تجاوزت العشرات من الأطنان بأنواعها المختلفة من الحشيش والهيروين والآيس والهيدرو، بل أيضًا الأساليب المبتكرة التى اعتمدها المجرمون لإخفاء جرائمهم. من تأسيس أنشطة تجارية صورية وشراء عقارات وسيارات وأراضٍ، إلى استغلال تضاريس الظهير الصحراوى لزراعة كميات هائلة من المخدرات، تنوعت طرق التمويه، لكن عيون رجال الداخلية كانت أوسع رؤية وأكثر يقظة.وفى كل عملية، لم تكتف الوزارة بالضبط والمصادرة، بل حرصت على تتبع خيوط الأموال، وحصر الممتلكات غير المشروعة، وإحالة القضايا إلى الجهات القضائية لاستكمال التحقيقات. ولعل ما يزيد هذه النجاحات بريقًا هو سقوط عدد من العناصر الإجرامية شديدة الخطورة خلال المواجهات، بينهم محكوم عليهم بالمؤبد فى قضايا قتل وسرقة بالإكراه وخطف، ما يعكس شراسة المواجهات واحترافية الأجهزة الأمنية فى حسمها لصالح الدولة والقانون.
جرائم.. ضبط 3 عناصر جنائية و170 مليون جنيه
فى واحدة من الضربات الأمنية المحكمة، تمكن قطاع مكافحة المخدرات والأسلحة والذخائر غير المرخصة، بالتنسيق مع الأجهزة الأمنية المعنية، من الإيقاع بثلاثة عناصر إجرامية تورطوا فى غسل أموال بلغت قيمتها نحو 170 مليون جنيه، جرى جمعها من خلال أنشطة غير مشروعة فى تجارة المخدرات.
أنشطة تجارية وعقارات وسيارات لإخفاء المصدر
كشفت التحريات الأمنية أن المتهمين اتبعوا أسلوبًا تقليديًا متطورًا فى آنٍ واحد: تقليدى من حيث استغلال التجارة والعقارات لإخفاء الأموال، ومتطور من حيث تنوع القنوات التى استخدموها. فقد أسسوا شركات تجارية على الورق، وبدأوا فى شراء عقارات فاخرة فى مناطق حيوية، فضلًا عن امتلاك سيارات فارهة، لإظهار الأموال وكأنها ناتجة عن أنشطة مشروعة.
وعند مداهمة أماكن إقامتهم، عثرت القوات على مستندات مالية وعقود شراء عقارات وسيارات، بالإضافة إلى دفاتر حسابات تُظهر محاولات دقيقة لغسل الأموال عبر عمليات تجارية ظاهرها قانونى وباطنها إجرامي.
كواليس التحقيقات والاعترافات
أثناء التحقيقات الأولية، حاول المتهمون الإنكار، لكن مواجهة الأدلة القاطعة دفعتهم للاعتراف الجزئي. أحدهم أقرّ قائلًا: «كنا نعرف أن تجارة المخدرات مكشوفة، فحاولنا نقل الأموال إلى استثمارات تبعد الشبهات، لكن لم نتوقع أن الداخلية تلاحقنا بهذه السرعة».
هذه الواقعة تبرز حجم اليقظة الأمنية، إذ لم تكتف الوزارة بضبط تجارة المخدرات، بل انتقلت خطوة أبعد إلى تتبع الأموال المشبوهة حتى بعد تحويلها لأصول ملموسة.
قضية غسل أموال ب 1،3 مليار جنيه
الواقعة الثانية كانت أكبر حجمًا وأخطر أثرًا؛ إذ تمكنت وزارة الداخلية من ضبط شبكة تضم 26 عنصرًا جنائيًا تورطوا فى غسل أموال تجاوزت قيمتها 1.3 مليار جنيه، وهى واحدة من أكبر القضايا التى تم الإعلان عنها فى السنوات الأخيرة.
شبكة متشعبة وأساليب معقدة
اعتمد أفراد الشبكة على أساليب متعددة لإخفاء مصدر الأموال، شملت تأسيس أنشطة تجارية وهمية، شراء عقارات وأراضٍ، واقتناء أساطيل من المركبات. كانت الخطة تهدف إلى إضفاء الشرعية على أموال المخدرات عبر توزيعها فى قطاعات متنوعة، بما يصعّب على السلطات تتبعها.
تفاصيل الضبط والتحقيقات
خلال المداهمات، صادرت الأجهزة الأمنية مستندات وأوراق تثبت عمليات شراء واسعة النطاق، كما تم التحفظ على عقارات ومركبات. التحقيقات الأولية كشفت أن الشبكة كانت تعمل وفق تقسيم هرمى دقيق، حيث يتولى بعض الأفراد مهمة جلب المخدرات، فيما يختص آخرون بعمليات البيع والتوزيع، بينما ينشغل فريق ثالث بعمليات غسل الأموال وتدويرها.
أحد المتهمين اعترف بأن الأموال «كانت تُغسل عبر عقود شراء صورية، وأحيانًا عبر شركات تجارية مسجلة بأسماء أشخاص غير معروفين فى الوسط الإجرامي».
هذه القضية كشفت قدرة وزارة الداخلية على تفكيك شبكات منظمة تضم عشرات العناصر، ما يعكس حجم التحديات الأمنية التى تواجهها الدولة.
مخدرات بحوزة 5 عناصر جنائية فى البحيرة
لم تتوقف ضربات الداخلية عند غسل الأموال، بل امتدت إلى اقتحام أخطر البؤر الإجرامية. ففى محافظة البحيرة، استهدفت القوات مجموعة تضم 5 عناصر جنائية شديدة الخطورة، جميعهم محكوم عليهم فى جنايات تتنوع بين القتل والشروع فى قتل والسرقة بالإكراه وحيازة السلاح.
تفاصيل المداهمات
عقب تقنين الإجراءات، داهمت القوات أوكار العناصر. المواجهة كانت عنيفة، وأسفرت عن مصرع العناصر الخمسة، وضبط كميات ضخمة من المخدرات تجاوزت قيمتها المالية 120 مليون جنيه.
المضبوطات
تم ضبط أكثر من طن من المواد المخدرة المتنوعة (حشيش – آيس – هيدرو – إستروكس – شادو – هيروين)، بالإضافة إلى 7630 قرصا مخدرا و50 قطعة سلاح نارى متنوعة.
هذه الواقعة أبرزت مدى شراسة البؤر الإجرامية واستعدادها للمواجهة المسلحة، لكنها فى النهاية سقطت أمام التخطيط المحكم والقوة الحاسمة للأجهزة الأمنية.
ضبط 27،5 طن هيدرو بمزرعة فى الإسماعيلية
ضربة أخرى استهدفت نشاطًا نوعيًا، حيث تمكنت الداخلية من ضبط 27.5 طن من نبات الهيدرو المخدر داخل مزرعة بمساحة 3.5 فدان بالظهير الصحراوى بالقنطرة شرق – الإسماعيلية.
استغلال الطبيعة للتخفي
اعتمد التشكيل العصابى على استغلال تضاريس المنطقة الصحراوية للتخفى بعيدًا عن أعين الأمن. زرعوا نبات الهيدرو بكثافة، وخزنوا كميات كبيرة فى مخازن خاصة، ظنًا منهم أن الطبيعة ستوفر لهم الحماية.
تفاصيل الضبط
تم العثور على 21 طنا من نبات الهيدرو كامل النمو، و6.5 طن أخرى مخزنة، بالإضافة إلى أسلحة نارية. قُدّرت القيمة المالية للمضبوطات بنحو 1.6 مليار جنيه، لتصبح واحدة من أضخم القضايا فى سجل مكافحة المخدرات.
ضبط عنصرين بالإسكندرية لغسل 65 مليون جنيه
فى الإسكندرية، أسقطت الداخلية عنصرين إجراميين تورطا فى غسل أموال بلغت 65 مليون جنيه. المتهمان اعتمدا على أنشطة تجارية وهمية، وشراء أراضٍ وسيارات لإخفاء مصدر الأموال.
هذه القضية سلطت الضوء على أن غسل الأموال لم يعد حكرًا على الشبكات الكبيرة، بل أصبح نشاطًا يمارسه حتى العناصر الفردية أو الثنائيات المنظمة.
القاهرة والجيزة
فى واقعة أخرى، داهمت الداخلية بؤرًا إجرامية بمحافظتى القاهرة والجيزة، وضبطت طنا و212 كيلو جرامًا من المواد المخدرة، بالإضافة إلى أسلحة نارية متنوعة.
القيمة التقديرية للمضبوطات بلغت نحو 125 مليون جنيه، وهو رقم يكشف عن حجم التجارة التى كانت تُدار من قلب العاصمة والمناطق المتاخمة لها.
ضربات متواصلة
استمرارًا للضربات الاستباقية، تمكنت القوات من استهداف بؤر إجرامية فى الشرقية والأقصر، ما أسفر عن مصرع عنصرين شديدى الخطورة، وضبط نصف طن مخدرات، و68 ألف قرص مخدر، و87 قطعة سلاح ناري.
القيمة المالية للمضبوطات قُدرت ب 73 مليون جنيه، لتضاف إلى حصيلة النجاحات الأمنية خلال الأسبوع.
رؤية الخبراء الامنية
يرى اللواء محمود حمدي، الخبير الأمنى والمساعد الأسبق لوزير الداخلية لقطاع مكافحة المخدرات فى تصريحات صحفية أن ما جرى خلال الأسبوع الماضى ليس مجرد عمليات عادية للشرطة، بل يمثل تحولًا نوعيًا فى الردع الأمنى الشامل. فالمتابع يلحظ أن وزارة الداخلية لا تكتفى بالقبض على تجار المخدرات، بل تتجه إلى تفكيك المنظومة المالية التى يعتمدون عليها، وهذا – على حد تعبيره يضرب قلب النشاط الإجرامي.
ويضيف: تاجر المخدرات يمكن القبض عليه غدًا، لكن إذا بقيت أمواله مُخزنة فى عقارات أو شركات، فإنه يترك خلفه شبكة يمكن أن تعيد النشاط. أما عندما تتم مصادرة الأموال وحصر الممتلكات، فإننا نكون قد ضربنا البنية التحتية التى تسمح للجريمة بالعودة.
من جانبه، يوضح اللواء أشرف عبد العال، الخبير فى شئون الأمن الجنائى فى تصريحات صحفية أن التعاون بين قطاعات الوزارة هو السر وراء هذه النجاحات.
إذ عملت إدارة مكافحة المخدرات جنبًا إلى جنب مع الأمن الوطنى والأمن العام، مستفيدين من المعلومات الاستخباراتية الدقيقة التى سمحت بتتبع تحركات المجرمين وأموالهم.
وأشار عبد العال إلى أن ما كشفته التحقيقات – مثل شراء السيارات والعقارات أو تأسيس شركات وهمية – هو أسلوب عالمى لغسل الأموال، لكن نجاح الداخلية فى كشف هذه الحيل يؤكد أن مصر أصبحت تمتلك أدوات مكافحة الجريمة المالية المنظمة وفقًا للمعايير الدولية.
وفى السياق نفسه الرسالة الأهم من هذه الضربات ليست فقط للجماهير المصرية التى تشعر بالأمان، بل أيضًا للعناصر الإجرامية التى تفكر فى أن تجعل من مصر ساحة لتمرير المخدرات أو غسل الأموال. فهذه الرسالة تقول بوضوح مصر ليست مكانًا آمنًا لمثل هذه الأنشطة، والأجهزة الأمنية قادرة على تتبعك حتى وإن حاولت التخفى خلف واجهات تجارية أو استغلال مناطق صحراوية».
ويذهب بعض الخبراء إلى اعتبار هذه النجاحات جزءًا من الأمن القومى الاقتصادي، إذ أن غسل الأموال لا يقل خطورة عن الإرهاب المسلح. فالأموال المغسولة يمكن أن تدخل فى تمويل جماعات متطرفة، أو تفسد الأسواق بشراء أراضٍ وممتلكات بأسعار غير منطقية. لذلك فإن وزارة الداخلية – بحسب هؤلاء – تسد ثغرة كبيرة فى جدار حماية الدولة.
علماء الاجتماع
قال الخبير الاجتماعى الدكتور محمد الجوهرى فى تصريحات صحفية أن الضربات الأمنية الكبرى ضد شبكات المخدرات لها تأثير مباشر على بنية الثقة داخل المجتمع. فحينما يسمع المواطن البسيط أن الداخلية ضبطت 1.3 مليار جنيه من أموال المخدرات، فإنه يشعر بأن الدولة لا تسمح للمجرمين بأن يكونوا «أثرياء فوق القانون».
ويضيف الجوهرى أن عمليات مثل تلك التى شهدناها فى البحيرة أو الإسماعيلية تحمل رسائل ضمنية للشباب: أن الجريمة لا تحقق مكاسب دائمة، وأن طريق المخدرات نهايته السجن أو الموت.
أما الدكتورة نهى عبد العظيم، أستاذة علم الاجتماع الجنائي، فتشير فى تصريحات صحفية إلى أن هذه الضربات الأمنية يجب أن تُستكمل ببرامج توعية موجهة للشباب فى المدارس والجامعات، لشرح كيف أن تجارة المخدرات ليست «مغامرة» كما يروج البعض، بل كارثة اجتماعية تحطم الأسر وتدمر المستقبل.
وتوضح عبد العظيم أن المجتمع يحتاج إلى خطاب مزدوج: الأول أمنى حازم يضبط ويفكك الشبكات، والثانى اجتماعى توعوى يحد من الطلب على المخدرات ويعزز القيم الإيجابية.
علماء النفس
وقال الدكتور حسام صبري، استشارى الطب النفسى والإدمان فى تصريحات صحفية إن ما ضبطته الداخلية من كميات مخدرات تكفى لإغراق مئات الآلاف من الشباب فى دوامة الإدمان.
ويرى أن نجاح الوزارة فى منع هذه الكميات من الوصول إلى الأسواق هو فى حد ذاته وقاية صحية للمجتمع.
ويضيف: المخدرات الحديثة مثل الآيس والشادو ليست مجرد وسائل للمتعة المؤقتة، بل هى مواد مدمرة تؤدى إلى ذهان وفصام وأمراض عقلية دائمة.
لذلك فإن كل طن مخدرات تتم مصادرته هو فى الواقع إنقاذ لآلاف العقول من الخراب.
ويشدد صبرى على ضرورة استغلال هذه النجاحات الأمنية فى حملات توعية نفسية، لتصحيح المفاهيم المغلوطة لدى بعض الشباب الذين يعتقدون أن المخدرات تمنحهم طاقة أو ثقة بالنفس.
خبراء التعليم
يرى الدكتور محمود كمال، الخبير التربوى فى تصريحات صحفية أن وزارة الداخلية تؤدى دورها بكفاءة فى مكافحة العرض (أى عرض المخدرات فى الأسواق)، لكن على وزارة التربية والتعليم والمجتمع المدنى القيام بدورهم فى مكافحة الطلب.
ويضيف: «حينما يكون الطالب محصنًا بالعلم والمعرفة والقيم، فإنه لن ينجذب لتجار المخدرات مهما حاولوا.
لذلك فإن هذه الضربات الأمنية يجب أن تكون مكمّلة لبرامج تعليمية وثقافية تزرع الوعى بخطر المخدرات منذ المراحل المبكرة».
ويقترح كمال أن تُدرج قصص نجاحات الداخلية فى المناهج أو الأنشطة المدرسية كأمثلة واقعية على أن الجريمة لا تفيد، وأن الدولة قوية وقادرة على المواجهة.
تكامل أدوار الدولة فى المعركة ضد المخدرات
تؤكد هذه الوقائع مجتمعة أن وزارة الداخلية تقود حربًا شاملة ضد الجريمة، ليس فقط بالمداهمات والضبطيات، بل أيضًا بتعقب الأموال وكشف أساليب غسلها. لكن الأهم أن هذه الحرب لن تكون مكتملة دون شراكة مجتمعية تشمل الأسرة، والمدرسة، والإعلام، والجامعات، ورجال الدين.
فالداخلية وحدها تستطيع أن تمنع عرض المخدرات، لكنها لا تستطيع أن توقف الطلب إن لم يكن هناك وعى مجتمعى رادع. لذلك فإن المعركة ضد المخدرات وغسل الأموال هى معركة وطن بأكمله، يتكامل فيها السلاح الأمنى مع السلاح الثقافى والتعليمي.
551148389_1316127222731039_7591135378148966759_n


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.