شهدت محافظ الإسكندرية كارثة صباح اليوم، عقب انهيار عقار قديم بمنطقة الأزاريطة أسفر عن حدوث تصدعات وميل ببرج سكنى مكون من 13 طابقًا على العقار المقابل له، حيث مال العقار بشكل مخيف، وبكامل حجم،ه على العقار المقابل له، ما أدى إلى تشريد 19 أسرة من العقارين وإخلاء جميع العقارات المجاورة. تم إخلاء جميع العقارات المجاورة للعقار المائل فى الشارع والشارع الخلفى له، حرصًا على أرواح السكان، وذلك بعد فصل المياه والكهرباء والغاز. ولم تكن عمارة الأزريطة المائلة، أول كوارث الإسكندرية، ولن تكون الأخيرة، فكل موطني المدينة يعلمون أنهم في انتظار كارثة كبرى قد تحدث كل يوم وفى جميع أحيائها سواء كانت راقية أو عشوائية، حيث سجلت دفاتر المخالفات على مستوي الأحياء بمحافظة الاسكندرية أكثر من 95 ألف مخالفة بناء دون ترخيص. كما تقول الإحصائيات أن عدد العقارات المخالفة الصادر بحقها قرارات إزالة بلغ 57 ألف عقار بهم أدوار مخالفة، تمت في غفلة وتسارع وتهرب بارع من رقابة الأحياء، وأحيانا بمساعدة بعض مسئولي الأحياء، مقابل "تسعيرة" تتعدى 25 الف جنية لكل دور مخالف، ويتم بناء الدور خلال 24 ساعة لينتهي بناء عقار مكون من 20 دورا فى شهر واحد حتى أصبح شيئا عاديا أن تستيقظ ذات يوم وتسمع عن انهيار عقار ما فى الإسكندرية، وتحديدا فى السنوات الثلاث الأخيرة عشرات العقارات المنهارة و158 قتيلا و69 مصابا خلال الاربع سنوات الاخيرة فقط !!. و اذا ما دققت فى أزمة ما كان يطلق عليها عروس البحر ستجد الاجابة فى مسلسل الفساد بطولة المرتشى والكحول والباشا !! ليرسم هذا الثالوث الشيطانى معالم كارثة الاسكندرية... الوفد تفتح الملف !! قائمة سوداء !! يؤكد الدكتور هشام سعودي أستاذ العمارة وعميد كلية الفنون الجميلة بالإسكندرية أن المخالفات تعدت 100 ألف منشأة مخالفة سواء منشآت شيدت بالكامل أو التعلية علي مباني قائمة وكلها بالمخالفة للقانون دون اشتراطات بنائية أو قواعد هندسية لسلامة المبني الأنشائي ولتأمين السكن من أي عوامل تأثير خارجي تؤدي إلى الأنهيار . وأشار إلى أن كل هذه المنشآت التي شيدت بدون تراخيص وغير مأمونة إنشائيًا يجب أن تصادر بالكامل لكي نوقف نزيف استمرار حالات المخالفة . كما أضاف أنه يجب عمل قائمة سوداء بالمباني المخالفة والمقاولين المخالفين توزع علي الأحياء ويخطر التعامل معهم و تخصيص خطوط ساخنة وغرفة عمليات تتلقي البلاغات من المواطنين عن المخالفات وضرورة إزالة المباني غير الأمنه من ناحية الإنشاء والتي تمثل خطورة علي ساكينيها وعلي المباني الملاصقة لها بكل حزم وقوة مع جميع المرافق عن المباني المخالفة إلى أن يصدر تشريع صارم بمصادرة المباني المخالفة لحساب المحافظة يجب حظر التعاملات القانونية المقامة بشأن هذه المخالفات. الأديكريت بى ڤى أف ويتهم أحد المقاولين مادة «أديكريت بى ڤى أف» الكميائية بالمسئولية عن انهيار عقارات الاسكندرية، وهى مادة «معجلة للشك» تعجل زمن الشك خلال 48 ساعة، وهو ما يساعد على فك الشدة الخشبية بعد مرور 48 ساعة، و هو الزمن الذى تحتاجه الصبة الخرسانية كى تجف تماما ويصبح فى الإمكان بناء طابق جديد فوقها.. حتى وصل الامر فى احدى عمارات الموت بالاسكندرية الى بناء أكثر من 25 طابقا فى أقل من شهرين، و التى قام فيها المقاول بصب الأعمدة وفك أخشابها بعد مرور يوم واحد، ويقوم بصب خرسانة أسقف الأدوار ويتركها لمدة 48 ساعة بدون معالجة. الكحول ومن حيل الفساد بالثغر .. يهرب أصحاب العقارات أو المقاولين معدومي الضمير من المساءلة القانونية باستخدام طريقة شيطانية تسمى "الكحول"، وهو شخص قد يكون بلطجيا أو سمسارا أو مسجل خطر أو هاربا من أحكام قضائية، يتم شراء اسمه مقابل حصوله على مبالغ مالية أو وحدة سكنية، تحت عنوان وهمي، ويتم استخدام اسمه وبياناته في استخراج تراخيص البناء من الأحياء باعتباره المالك للأرض، ومن ثم تحرر كل مخالفات البناء باسمه وتصدر جميع الأحكام القضائية ضده، وقد يكون هاربا في بلد آخر، أو ممن اعتادوا التردد على السجون، وبذلك يختفي المالك الحقيقي للعقار المخالف عن الأنظار ويقي نفسه من الملاحقة القضائية . شقة الباشا !! تقول المهندسة شريفة احمد استشارى الهندسة المدنية "لا بد من تشكيل لجنة من نقابة المهندسين وكلية الهندسة للكشف عن أساس العقارات المخالفة إذا كانت تتحمل عدد الأدوار التى بنيت عليها، بعد التأكد من أن العقارات آمنة، وفى حالة سكن العقار بالسكان، فيكون هناك حل بديل". وأكدت أن هناك كمية فساد فى الأحياء التابعة للمحافظة، لن تستطيع الدولة القضاء عليها بهذه السهولة، مشيرة إلى أن المخطئ الأول فى بناء العقارات المخالفة الأجهزة الرقابية فى الدولة، وليس المواطن، وعندما تتم المحاسبة فلا يجب أن يعاقب المواطن بقطع الخدمات والمرافق عنه، فليس المواطن هو من سمح للمخالفين بالبناء، وليس دوره أن يبحث إذا كان صاحب هذا العقار يسير على النهج الصحيح أم لا، فهذا دور الدولة والأجهزة بها. وتابعت "للاسفأكثر ما شهدته الإسكندرية هو قيام المقاولين باستغلال عدد من أصحاب النفوذ و السلطة وهو غالبا ما يكون ضابط أو منتمى الى جهة قضائية أو سيادية لسكن الدور الاخير حتى تفاجأ حملة الازالة بوجود يافطة عليها اسم الباشا حتى لا تجرؤ على التنفيذ و يحصل سيادة الباشا على الشقة بثمن بخث او مجانا فى بعض الاحيان مقابل الحماية !!".