مدير حملة أحمد فتحي مرشح المنتزه يؤكد قبول الطعن بعد ثبوت الواقعة    هل ترتفع أسعار اللحوم بسبب السلالة الجديدة من الحمى القلاعية؟ شعبة القصابين ترد    زراعة الإسماعيلية تنظم ندوة حول الأساليب العلمية لرفع إنتاجية محصول الشعير    شيخ الأزهر يُعزِّي تركيا في ضحايا تحطُّم «الطائرة العسكرية»    الكرملين: الأسلحة النووية مفيدة للردع لكن الخطاب النووي خطير    أشرف داري يدعم قائمة الأهلي أمام شبيبة القبائل    قبل قرعة أمم أفريقيا.. تعرف على تصنيف منتخب مصر لكرة اليد    سموحة يسعى لتحقيق أول لقب في تاريخه بنهائى كأس السوبر المصرى أمام الأهلى    ديانج يدرس الاستمرار مع الأهلي رغم عرض سعودي مغري    «قلبي بيتقطع عليهم».. والد ضحايا حادث الفنان إسماعيل الليثي يكشف تفاصيل جديدة    عمر كمال وسعد الصغير وسمسم شهاب وشحتة كاريكا يقدمون واجب العزاء في إسماعيل الليثي (بث مباشر)    محافظ كفرالشيخ يتابع فعاليات المسابقة الفنية لمحات من الهند ببلطيم    مجموعة السبع تسعى لتفويض أممي لتطبيق خطة السلام في غزة    الصحة أولوية قصوى فى استراتيجية الدولة    احذرى، فلتر المياه متعدد المراحل يُفقد الماء معادنه    منتخب مصر مواليد 2009 يختتم استعداداته لمواجهة الأردن    ستاندرد بنك: 30 مليار دولار حجم تجارة مصر مع دول جنوب الصحراء الأفريقية سنوياً    بعثة الجامعة العربية لمتابعة انتخابات مجلس النواب تشيد بحسن تنظيم العملية الانتخابية    غرامة 500 ألف جنيه والسجن المشدد 15 عاما لتاجر مخدرات بقنا    نائب المحافظ يتابع معدلات تطوير طريق السادات بمدينة أسوان    قصر صلاة الظهر مع الفجر أثناء السفر؟.. أمين الفتوى يجيب    أمور فى السياسة تستعصى على الفهم    محمد رمضان يقدم واجب العزاء فى إسماعيل الليثى.. صور    محافظ شمال سيناء يتفقد قسام مستشفى العريش العام    مبابي: ريان شرقي يمتلك موهبة فطرية مذهلة    طلاب كلية العلاج الطبيعي بجامعة كفر الشيخ في زيارة علمية وثقافية للمتحف المصري الكبير    رئيس الإدارة المركزية لمنطقة شمال سيناء يتفقد مسابقة الأزهر الشريف لحفظ القرآن الكريم بالعريش    وزيرالتعليم: شراكات دولية جديدة مع إيطاليا وسنغافورة لإنشاء مدارس تكنولوجية متخصصة    الداخلية تكشف تفاصيل استهداف عناصر جنائية خطرة    صحفيو مهرجان القاهرة يرفعون صورة ماجد هلال قبل انطلاق حفل الافتتاح    مكتب التمثيل التجاري يبحث مع المانع القابضة زيادة استثمارات المجموعة فى مصر    سعر كرتونه البيض الأحمر والأبيض للمستهلك اليوم الأربعاء 12نوفمبر2025 فى المنيا    انطلاق اختبارات «مدرسة التلاوة المصرية» بالأزهر لاكتشاف جيل جديد من قراء القرآن    ضبط مصنع حلويات بدون ترخيص في بني سويف    ما عدد التأشيرات المخصصة لحج الجمعيات الأهلية هذا العام؟.. وزارة التضامن تجيب    أسماء جلال ترد بطريقتها الخاصة على شائعات ارتباطها بعمرو دياب    البابا تواضروس الثاني يستقبل سفيرة المجر    محمد صبحي يطمئن جمهوره ومحبيه: «أنا بخير وأجري فحوصات للاطمئنان»    الرئيس السيسي يصدق على قانون الإجراءات الجنائية الجديد    نجم مانشستر يونايتد يقترب من الرحيل    حجز محاكمة متهمة بخلية الهرم لجسة 13 يناير للحكم    رئيس الوزراء يتفقد أحدث الابتكارات الصحية بمعرض التحول الرقمي    عاجل- محمود عباس: زيارتي لفرنسا ترسخ الاعتراف بدولة فلسطين وتفتح آفاقًا جديدة لسلام عادل    «المغرب بالإسكندرية 5:03».. جدول مواقيت الصلاة في مدن الجمهورية غدًا الخميس 13 نوفمبر 2025    الرقابة المالية تتيح لشركات التأمين الاستثمار في الذهب لأول مرة في مصر    أمم أفريقيا سر بقاء أحمد عبد الرؤوف في قيادة الزمالك    عاجل- رئيس الوزراء يشهد توقيع مذكرة تفاهم بين مصر ولاتفيا لتعزيز التعاون فى مجالات الرعاية الصحية    «عندهم حسن نية دايما».. ما الأبراج الطيبة «نقية القلب»؟    وزير دفاع إسرائيل يغلق محطة راديو عسكرية عمرها 75 عاما.. ومجلس الصحافة يهاجمه    القليوبية تشن حملات تموينية وتضبط 131 مخالفة وسلع فاسدة    إطلاق قافلة زاد العزة ال71 بحمولة 8 آلاف طن مساعدات غذائية إلى غزة    «العمل»: التفتيش على 257 منشأة في القاهرة والجيزة خلال يوم    «لو الطلاق بائن».. «من حقك تعرف» هل يحق للرجل إرث زوجته حال وفاتها في فترة العدة؟    في ذكرى رحيله.. محمود عبد العزيز «ساحر السينما المصرية» جمع بين الموهبة والهيبة    «وزير التنعليم»: بناء نحو 150 ألف فصل خلال السنوات ال10 الماضية    رئيس هيئة الرقابة المالية يبحث مع الأكاديمية الوطنية للتدريب تطوير كفاءات القطاع غير المصرفي    18 نوفمبر موعد الحسم.. إعلان نتائج المرحلة الأولى لانتخابات النواب 2025 وخبير دستوري يوضح قواعد الفوز وحالات الإعادة    دعاء الفجر | اللهم ارزق كل مهموم بالفرج واشفِ مرضانا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



فؤاد سراج الدين‮ يخرج من قبره محذراً‮ مبارك‮:‬
نشر في الوفد يوم 10 - 02 - 2011

قبل‮ 20‮ عاماً،‮ وبالتحديد في‮ 12‮ ديسمبر‮ 1991‮ حذر زعيم الوفد الراحل فؤاد سراج الدين من خطورة الوضع الداخلي
‮ في‮ مصر،‮ ونبه سراج الدين‮ - رحمه الله‮ - الرئيس حسني‮ مبارك إلي‮ نقاط ضرورية‮ غاية في‮ الأهمية تأتي‮ في‮ مقدمتها سرعة تخليه عن رئاسة الحزب الوطني،‮ وقدم له زعيم الوفد آنذاك أمثلة واقعية وموضوعية ودلائل من كل الدول الديمقراطية المحترمة لعله‮ يستجيب إلا أن مبارك‮ »‬العنيد‮« مضي‮ وتكبر وأصر علي‮ قناعاته الوهمية التي‮ فجرت ثورة الشباب في‮ 25‮ يناير‮ 2011،‮ فرداً‮ علي‮ ما أدلي‮ به‮ »‬مبارك‮« لصحيفة الحزب الوطني‮ في‮ بداية ديسمبر عام‮ 1991‮ »‬أن تخليه عن رئاسة الحزب الوطني‮ كلام‮ غير مقنع وغير واقعي‮..« إنها حرية‮.. وليقولوا ما‮ يقولون‮«.‬
خاطب زعيم الوفد الرئيس المصري‮ تحت عنوان‮: عفواً‮ سيدي‮ الرئيس‮.. الأمثلة التي‮ ذكرتها‮ غير مطابقة للواقع‮.. قائلاً‮: من حق الرئيس علينا أن نصحح ما جاء في‮ بعض إجاباته،‮ خصوصاً‮ إذا كانت تتناول وصفاً‮ داخلياً‮ يهتم به رجل الشارع وأحزاب المعارضة علي‮ حد سواء‮..‬
وأوضح الزعيم للرئيس أن المعارضة طالبت مراراً‮ وتكراراً‮ بضرورة تخلي‮ رئيس الدولة عن رئاسة الحزب الوطني،‮ وذكره الزعيم بلقاء المعارضة بالرئيس‮ يوم الإفراج عنهم في‮ نوفمبر ‮1891 حيث طالبوا فيه بهذا التخلي،‮ ولم‮ يقل‮ يومها الرئيس مبارك،‮ إن هذا المطلب‮ غير مقنع ولا واقعي‮ بل كان رده بالحرف الواحد‮: »‬مسألة لم تتقرر له‮« واعتقدت المعارضة أن مطلبها الرئيسي سيتحقق في‮ وقت لاحق ولكن خاب حتي‮ اليوم،‮ فلايزال مبارك‮ يتشبث بالحزب الوطني‮ الذي‮ خربت مصر علي‮ يد رجاله‮.‬
وقدَّم الزعيم للرئيس أمثلة واقعية تفند كل ما أدلي‮ به لمحرر صحيفة الحزب الوطني‮.. وأوضح لمبارك‮: أن كل رؤساء الدول في‮ البلاد الديمقراطية تخلوا عن ممارسة أي‮ نشاط حزبي‮ أثناء توليهم الرئاسة سواء كان ذلك في‮ فرنسا أو ألمانيا أو بريطانيا وغيرها من الدول الأوروبية التي‮ تفرق بين الحزب الحاكم ورئيس الدولة‮.‬
وأكد فؤاد سراج الدين في‮ نهاية مقاله المنشور ب‮ »‬الوفد‮« قبل عقدين من الزمان أن إصرار الرئيس مبارك علي‮ رئاسة الحزب والدولة معا فيه إخلال بمبدأ تكافؤ الفرص بين الأحزاب ويترتب عليه آثار وخيمة‮.‬
قال سراج الدين للرئيس‮ »‬في‮ فرنسا‮ يتخلي‮ رئيس الدولة فور فوزه في‮ انتخابات الرئاسة عن أي‮ نشاط‮ يتصل بحزبه رغم أنه رئيس له‮«.‬
وانتهي‮ زعيم الوفد في‮ مقاله بتجديد مطلبه للسيد الرئيس بأن‮ يفي‮ بوعده ويتخلي‮ عن رئاسة الحزب الوطني‮ الحاكم،‮ وأن تكون الفترة المرحلية قد انتهت بانقضاء هذه السنوات العشر،‮ ترسيخاً‮ للديمقراطية وقضاء علي‮ هذه الأوضاع الخاطئة التي‮ نعيشها‮.. وإلي‮ المقال الذي‮ نشر بعد عشر سنوات من وعد مبارك بالتخلي‮ عن رئاسة الحزب الوطني،‮ والآن ورغم مضي‮ 30‮ عاماً‮ وليس عشر سنوات مازال‮ يقبض مبارك علي‮ رأس الحزب الوطني‮ الحاكم وإلي مقال الزعيم‮:‬
عفواً‮ سيادة الرئيس‮..‬
الأمثلة التي‮ ذكرتها‮ غير مطابقة للواقع
بقلم‮: فؤاد سراج الدين
أدلي‮ السيد الرئيس محمد حسني‮ مبارك بحديث إلي‮ صحيفة الحزب الوطني‮ يوم الاثنين قبل الماضي،‮ ومن حقه علينا أن نصحح ما جاء في‮ بعض إجاباته،‮ خصوصاً‮ إذا كانت هذه الإجابة تتناول وضعاً‮ داخلياً‮ يهتم به رجل الشارع وأحزاب المعارضة علي‮ حد سواء‮.‬
سأل المحرر الرئيس عن رأيه فيما تطالب به المعارضة عن تخليه عن رئاسة الحزب الوطني‮ فكان جوابه بالحرف‮: »‬كلام‮ غير مقنع وغير واقعي‮ والأمثلة كثيرة‮.. هل تخلي‮ ميتران عن رئاسة الحزب الاشتراكي‮ عندما تولي‮ الرئاسة،‮ وهل تخلي ميجور عن حزب المحافظين عندما تولي رئاسة الوزارة وهل ترك كول الحزب المسيحي‮ الديمقراطي‮ عندما أصبح مستشاراً‮ لألمانيا؟ إنها حرية رأي‮ وليقولوا ما‮ يقولون‮«.‬
بداية‮.. المعارضة تردد دائماً‮ مطالبتها بضرورة تخلي‮ رئيس الدولة عن رئاسة الحزب الوطني‮.. وكانت المعارضة قد طلبت منه عدم تولي‮ هذه الرئاسة عندما التقي‮ بقياداتها في‮ مقر الرئاسة‮ يوم الإفراج عنهم في‮ نوفمبر‮ 1981،‮ وكان هذا فور توليه مقاليد الحكم،‮ ولم‮ يقل السيد الرئيس‮ يومها إن طلب المعارضة‮ »‬غير مقنع وغير واقعي‮« بل كان رده بالحرف الواحد‮ »‬إنها مسألة لم تتقرر بعد،‮ وعلي‮ كل حال لو تمت فسوف تكون لمرحلة‮« ولم‮ يقل سيادته‮ يومها إن هذا المطلب‮ غير‮ »‬مقنع وغير واقعي‮« وهاقد مضت عشر سنوات علي هذا الموعد ولم تنته الفترة المرحلية بعد‮! واعتقدنا أو تصورنا أن الظروف لن تسمح للسيد الرئيس بتنفيذ وعده طوال هذه الفترة الطويلة،‮ إلا أننا فوجئنا في‮ حديثه الأخير مع صحيفة حزبه بأن سيادته‮ يصف مطلب التخلي‮ بأنه‮ »‬كلام‮ غير مقنع وغير واقعي‮«.‬
أما عن الأمثلة الثلاثة التي‮ سردها سيادته في‮ حديثه فهي‮ لا تصلح رداً‮ علي‮ مطلب المعارضة،‮ بل إنها علي‮ العكس تؤكد كل التأييد ما تنادي‮ به أحزاب المعارضة من وجوب تخلي‮ رؤساء الدول‮ (‬في‮ البلاد الديمقراطية‮) عن ممارسة أي‮ نشاط حزبي‮ أثناء توليهم هذه الرئاسة‮.‬
لقد ضرب السيد الرئيس مثالاً‮ بالمستشار الألماني‮ كول ويتساءل‮: »‬هل ترك كول الحزب المسيحي‮ الديمقراطي‮ عندما أصبح مستشاراً‮ لألمانيا؟‮« وأوضح سيادته أن كول ليس رئيساً‮ لألمانيا بل هو رئيس لحكومتها وهناك‮ يطلقون لقب مستشار علي‮ رئيس الحكومة‮.. أما رئيس ألمانيا فهو‮ »‬ريتشارد فون فايتسكر‮« ونفس الأمر بالنسبة لجون ميجور رئيس وزراء بريطانيا فإن استشهاد الرئيس بحالته‮ غير سليم لأنه ليس رئيساً‮ لبريطانيا أو ملكاً‮ عليها بل مجرد رئيس لحكومتها‮.‬
إننا لم نطالب بتخلي‮ الدكتور عاطف صدقي‮ رئيس حكومة مصر عن عضوية الحزب الوطني‮ ولو أنه كان رئيساً‮ له فلن نطالبه بالتخلي‮ عن هذه الرئاسة،‮ وتوليه هذه الرئاسة لن‮ يخل بمبدأ تكافؤ الفرص بين الأحزاب ولن‮ يترتب عليه الآثار الأخري‮ السيئة التي‮ تترتب علي‮ رئاسة رئيس الدولة للحزب الحاكم‮.‬
أما عن المثال الثالث الذي‮ استشهد به السيد الرئيس وهو فرانسوا ميتران فهو استشهاد في‮ غير صالح سيادته،‮ بل إنه‮ يؤيد رأي‮ المعارضة كل التأييد من وجوب تخلي‮ رئيس الدولة عن أي‮ نشاط حزبي‮.‬
إن رئيس الدولة في‮ فرنسا‮ يتخلي‮ فور فوزه في‮ انتخابات الرئاسة عن أي‮ نشاط‮ يتصل بحزبه رغم أنه رئيس له،‮ فلم نسمع أن الحزب الاشتراكي‮ - حزب رئيس الدولة‮ - يحتكر وسائل الإعلام الحكومية،‮ ولم نسمع أن الجهاز الحكومي‮ في‮ فرنسا مسخر لخدمة حزب رئيس الدولة،‮ ولم نسمع أن فرانسوا ميتران‮ يرأس اجتماعات حزبه في‮ المقر الرسمي‮ لإقامته أو في‮ قصر رئاسة الجمهورية أو حتي‮ في‮ مقر الحزب‮. ونشرت صحيفة الأهرام في‮ عددها الصادر‮ يوم الاثنين الموافق‮ 9‮ ديسمبر أن الرئيس مبارك‮ »‬عقد اجتماعاً‮ في‮ اليوم السابق بالقصر الجمهوري‮ بعابدين مع أعضاء هيئة مكتب الأمانة العامة للحزب الوطني‮«!‬
ولم نسمع أن رئيس الدولة في‮ فرنسا‮ يشرف بنفسه علي‮ تنظيمات حزبه أو‮ يقوم بوضع ومراجعة قوائم مرشحيه في‮ الانتخابات،‮ بل إن العلاقة تنتهي‮ تماماً‮ بين رئيس الدولة وبين الحزب الذي‮ يرأسه فور فوزه بالرئاسة،‮ ولا امتياز أو أفضلية بعد ذلك لحزب رئيس الدولة‮.‬
إننا‮ - والشعب المصري‮ كله معنا‮ - مازلنا نطالب السيد الرئيس بالوفاء بوعده في‮ التخلي‮ عن رئاسة الحزب الوطني‮ الحاكم وأن تكون‮ »‬الفترة المرحلية‮« قد انتهت بانقضاء هذه السنوات العشر ترسيخاً‮ للديمقراطية وقضاء علي‮ هذه الأوضاع الخاطئة التي‮ نعيشها‮.
قبل 20 عاماً، وبالتحديد في 12 ديسمبر 1991 حذر زعيم الوفد الراحل فؤاد سراج الدين من خطورة الوضع الداخلي في مصر، ونبه سراج الدين - رحمه الله - الرئيس حسني مبارك إلي نقاط ضرورية غاية في الأهمية تأتي في مقدمتها سرعة تخليه عن رئاسة الحزب الوطني، وقدم له زعيم الوفد آنذاك أمثلة واقعية وموضوعية ودلائل من كل الدول الديمقراطية المحترمة لعله يستجيب إلا أن مبارك »العنيد« مضي وتكبر وأصر علي قناعاته الوهمية التي فجرت ثورة الشباب في 25 يناير 2011، فرداً علي ما أدلي به »مبارك« لصحيفة الحزب الوطني في بداية ديسمبر عام 1991 »أن تخليه عن رئاسة الحزب الوطني كلام غير مقنع وغير واقعي..« إنها حرية.. وليقولوا ما يقولون«.
خاطب زعيم الوفد الرئيس المصري تحت عنوان: عفواً سيدي الرئيس.. الأمثلة التي ذكرتها غير مطابقة للواقع.. قائلاً: من حق الرئيس علينا أن نصحح ما جاء في بعض إجاباته، خصوصاً إذا كانت تتناول وصفاً داخلياً يهتم به رجل الشارع وأحزاب المعارضة علي حد سواء..
وأوضح الزعيم للرئيس أن المعارضة طالبت مراراً وتكراراً بضرورة تخلي رئيس الدولة عن رئاسة الحزب الوطني، وذكره الزعيم بلقاء المعارضة بالرئيس يوم الإفراج عنهم في نوفمبر 1891 حيث طالبوا فيه بهذا التخلي، ولم يقل يومها الرئيس مبارك، إن هذا المطلب غير مقنع ولا واقعي بل كان رده بالحرف الواحد: »مسألة لم تتقرر له« واعتقدت المعارضة أن مطلبها الرئيسي سيتحقق في وقت لاحق ولكن خاب حتي اليوم، فلايزال مبارك يتشبث بالحزب الوطني الذي خربت مصر علي يد رجاله.
وقدَّم الزعيم للرئيس أمثلة واقعية تفند كل ما أدلي به لمحرر صحيفة الحزب الوطني.. وأوضح لمبارك: أن كل رؤساء الدول في البلاد الديمقراطية تخلوا عن ممارسة أي نشاط حزبي أثناء توليهم الرئاسة سواء كان ذلك في فرنسا أو ألمانيا أو بريطانيا وغيرها من الدول الأوروبية التي تفرق بين الحزب الحاكم ورئيس الدولة.
وأكد فؤاد سراج الدين في نهاية مقاله المنشور ب »الوفد« قبل عقدين من الزمان أن إصرار الرئيس مبارك علي رئاسة الحزب والدولة معا فيه إخلال بمبدأ تكافؤ الفرص بين الأحزاب ويترتب عليه آثار وخيمة.
قال سراج الدين للرئيس »في فرنسا يتخلي رئيس الدولة فور فوزه في انتخابات الرئاسة عن أي نشاط يتصل بحزبه رغم أنه رئيس له«.
وانتهي زعيم الوفد في مقاله بتجديد مطلبه للسيد الرئيس بأن يفي بوعده ويتخلي عن رئاسة الحزب الوطني الحاكم، وأن تكون الفترة المرحلية قد انتهت بانقضاء هذه السنوات العشر، ترسيخاً للديمقراطية وقضاء علي هذه الأوضاع الخاطئة التي نعيشها.. وإلي المقال الذي نشر بعد عشر سنوات من وعد مبارك بالتخلي عن رئاسة الحزب الوطني، والآن ورغم مضي 30 عاماً وليس عشر سنوات مازال يقبض مبارك علي رأس الحزب الوطني الحاكم وإلي مقال الزعيم:
عفواً سيادة الرئيس..
الأمثلة التي ذكرتها غير مطابقة للواقع
بقلم: فؤاد سراج الدين
أدلي السيد الرئيس محمد حسني مبارك بحديث إلي صحيفة الحزب الوطني يوم الاثنين قبل الماضي، ومن حقه علينا أن نصحح ما جاء في بعض إجاباته، خصوصاً إذا كانت هذه الإجابة تتناول وضعاً داخلياً يهتم به رجل الشارع وأحزاب المعارضة علي حد سواء.
سأل المحرر الرئيس عن رأيه فيما تطالب به المعارضة عن تخليه عن رئاسة الحزب الوطني فكان جوابه بالحرف: »كلام غير مقنع وغير واقعي والأمثلة كثيرة.. هل تخلي ميتران عن رئاسة الحزب الاشتراكي عندما تولي الرئاسة، وهل تخلي ميجور عن حزب المحافظين عندما تولي رئاسة الوزارة وهل ترك كول الحزب المسيحي الديمقراطي عندما أصبح مستشاراً لألمانيا؟ إنها حرية رأي وليقولوا ما يقولون«.
بداية.. المعارضة تردد دائماً مطالبتها بضرورة تخلي رئيس الدولة عن رئاسة الحزب الوطني.. وكانت المعارضة قد طلبت منه عدم تولي هذه الرئاسة عندما التقي بقياداتها في مقر الرئاسة يوم الإفراج عنهم في نوفمبر 1981، وكان هذا فور توليه مقاليد الحكم، ولم يقل السيد الرئيس يومها إن طلب المعارضة »غير مقنع وغير واقعي« بل كان رده بالحرف الواحد »إنها مسألة لم تتقرر بعد، وعلي كل حال لو تمت فسوف تكون لمرحلة« ولم يقل سيادته يومها إن هذا المطلب غير »مقنع وغير واقعي« وهاقد مضت عشر سنوات علي هذا الموعد ولم تنته الفترة المرحلية بعد! واعتقدنا أو تصورنا أن الظروف لن تسمح للسيد الرئيس بتنفيذ وعده طوال هذه الفترة الطويلة، إلا أننا فوجئنا في حديثه الأخير مع صحيفة حزبه بأن سيادته يصف مطلب التخلي بأنه »كلام غير مقنع وغير واقعي«.
أما عن الأمثلة الثلاثة التي سردها سيادته في حديثه فهي لا تصلح رداً علي مطلب المعارضة، بل إنها علي العكس تؤكد كل التأييد ما تنادي به أحزاب المعارضة من وجوب تخلي رؤساء الدول (في البلاد الديمقراطية) عن ممارسة أي نشاط حزبي أثناء توليهم هذه الرئاسة.
لقد ضرب السيد الرئيس مثالاً بالمستشار الألماني كول ويتساءل: »هل ترك كول الحزب المسيحي الديمقراطي عندما أصبح مستشاراً لألمانيا؟« وأوضح سيادته أن كول ليس رئيساً لألمانيا بل هو رئيس لحكومتها وهناك يطلقون لقب مستشار علي رئيس الحكومة.. أما رئيس ألمانيا فهو »ريتشارد فون فايتسكر« ونفس الأمر بالنسبة لجون ميجور رئيس وزراء بريطانيا فإن استشهاد الرئيس بحالته غير سليم لأنه ليس رئيساً لبريطانيا أو ملكاً عليها بل مجرد رئيس لحكومتها.
إننا لم نطالب بتخلي الدكتور عاطف صدقي رئيس حكومة مصر عن عضوية الحزب الوطني ولو أنه كان رئيساً له فلن نطالبه بالتخلي عن هذه الرئاسة، وتوليه هذه الرئاسة لن يخل بمبدأ تكافؤ الفرص بين الأحزاب ولن يترتب عليه الآثار الأخري السيئة التي تترتب علي رئاسة رئيس الدولة للحزب الحاكم.
أما عن المثال الثالث الذي استشهد به السيد الرئيس وهو فرانسوا ميتران فهو استشهاد في غير صالح سيادته، بل إنه يؤيد رأي المعارضة كل التأييد من وجوب تخلي رئيس الدولة عن أي نشاط حزبي.
إن رئيس الدولة في فرنسا يتخلي فور فوزه في انتخابات الرئاسة عن أي نشاط يتصل بحزبه رغم أنه رئيس له، فلم نسمع أن الحزب الاشتراكي - حزب رئيس الدولة - يحتكر وسائل الإعلام الحكومية، ولم نسمع أن الجهاز الحكومي في فرنسا مسخر لخدمة حزب رئيس الدولة، ولم نسمع أن فرانسوا ميتران يرأس اجتماعات حزبه في المقر الرسمي لإقامته أو في قصر رئاسة الجمهورية أو حتي في مقر الحزب. ونشرت صحيفة الأهرام في عددها الصادر يوم الاثنين الموافق 9 ديسمبر أن الرئيس مبارك »عقد اجتماعاً في اليوم السابق بالقصر الجمهوري بعابدين مع أعضاء هيئة مكتب الأمانة العامة للحزب الوطني«!
ولم نسمع أن رئيس الدولة في فرنسا يشرف بنفسه علي تنظيمات حزبه أو يقوم بوضع ومراجعة قوائم مرشحيه في الانتخابات، بل إن العلاقة تنتهي تماماً بين رئيس الدولة وبين الحزب الذي يرأسه فور فوزه بالرئاسة، ولا امتياز أو أفضلية بعد ذلك لحزب رئيس الدولة.
إننا - والشعب المصري كله معنا - مازلنا نطالب السيد الرئيس بالوفاء بوعده في التخلي عن رئاسة الحزب الوطني الحاكم وأن تكون »الفترة المرحلية« قد انتهت بانقضاء هذه السنوات العشر ترسيخاً للديمقراطية وقضاء علي هذه الأوضاع الخاطئة التي نعيشها.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.