سادت حالة من الجدل في الوسط الصحفي عقب تناول وسائل الإعلام العديد من تصريحات قيادات جماعة الإخوان المسلمين عن مشروع قومي لخصخصة المؤسسات الصحفية القومية داخل مشروع الإخوان الاقتصادي في المرحلة المقبلة خاصة بعد حصولهم علي أغلبية برلمان الثورة. قال الدكتور عبد المنعم سعيد رئيس مجلس إدارة مؤسسة الأهرام سابقا في لقاء تليفزيوني لبرنامج "حدوتة مصرية "علي فضائية المحور مساء الخميس أنه سعيد بقيام حزب الحرية والعدالة الذراع السياسية لجماعة الإخوان المسلمين بفتح ملف الصحافة ووضع استراتيجيات عامة للنهوض بها بعد أن مرت بسنوات عجاف وفترة من "العك الصحفي" لا يوجد مثيل له في العالم. مشيرا إلى أنه لا يري من الممكن أن يجري إصلاح في المؤسسات الصحفية القومية سواء من قبل الإخوان المسلمين أو أي حزب سياسي بدون عملية جراحية كبري تقطع صلتها بمجلس الشورى والمجلس الأعلى للصحافة. وعن رأيه في الخصخصة لهذه المؤسسات القومية، طالب "سعيد" بأن تتحول هذه المؤسسات إلى شركات قابضة تدير مجموعة من الشركات النوعية المرتبطة بالإعلانات والنشر والتوزيع والاستثمار وتكنولوجيا المعلومات وذلك مثل ما حدث في شركة مصر للطيران وحققت نجاحات كبيرة علي مدار أعوام قليلة. ومن جانبه قال الكاتب الصحفي عبد القادر شهيب، رئيس مجلس إدارة دار الهلال السابق أن الخصخصة للمؤسسات الصحفية مرفوض رفضا قاطعا لما لها من تأثير سلبي عليها خاصة العمالة الموجودة بها التي تتزايد بشكل كبير، مشيرا إلي أن خصخصة هذه المؤسسات دون ضمانات واضحة للعاملين بها سيكون بابا كبيرا لتسريح العاملين بهذه المؤسسات. ودعا "شهيب" إلي إلغاء المجلس الأعلي للصحافة وتشكيل هيئة مستقلة تتولي الإشراف علي الصحافة القومية في مصر لتنتقل بها إلي بر الأمان دون التوجه إلي تخصيصها وبيعها، مشيرا إلي أن طريقة الإخوان في خصخصة الصحف القومية يبدو للجميع أنها تحاول الثأر منها والعاملين بها بعد أن كانت موجه ضدهم في فترة حكم الرئيس السابق. وعلي الجانب الآخر، قال ممدوح الولي نقيب الصحفيين إن الخصخصة في الفترة الحالية أصبحت مكروهة من الجميع، حيث إذا سمع أي مواطن هذه الكلمة يكون كأن وقع عليه صاعقة، ولكن الحقيقة غير ذلك الخصخصة بها أنماط متعددة، منها الإيجابي والسلبي وعلي من ينتهج هذا الإطار يأخذ الإيجابي منه وينبذ السلبي. وقال الولي إن نقابة الصحفيين ستتواصل مع حزب الحرية والعدالة صاحب مشروع الخصخصة الذي يدور حوله الحديث في الفترة الحالية عن طريق النقاشات والحوارات والمؤتمرات للتواصل للجميع داخل الوسط الصحفي والتوقف علي إيجابيات المشروع أو رفضه وسيتم عمل كل شئ بالتوافق دون التعصب لرأي علي حساب رأي آخر أو تحيز . وردا من حزب الحرية والعدالة علي هذا الإطار من خصخصة المؤسسات القومية، قال الدكتور سعد الكتاتنى أمين عام حزب الحرية والعدالة والمرشح لرئاسة مجلس الشعب إن الحزب ليس لديه نية لخصخصة المؤسسات الصحفية القومية. وقال " إن الادعاءات التي تداولتها بعض وسائل الإعلام خلال الأيام الأخيرة - والتي زعمت نية الحزب في إغلاق بعض الصحف أو تقييد ما ينشر فيها - لا أساس لها من الصحة، ولا تعبر عن سياسة الحزب التي تقدر حرية الصحافة إلى جانب الحريات العامة بكافة أشكالها ". وأضاف الكتاتني أن الحزب يقدر أهمية الصحافة ووسائل الإعلام بشكل عام في كشف جوانب القصور التي يمكن أن توجد في أية جهة مهما كان إخلاص وتفانى العاملين فيها، وذلك بالشكل الذي يحقق مصلحة الشعب المصري الذي قدم الكثير من الضحايا على مدار عشرات السنين في سبيل الحصول على هذه الحرية.