مشكلات عديدة باتت تؤرق 300 شاب وفتاة بدار أحباب الله الكائن بمنطقة المعادي، حتى أصبحت كابوسا يطاردهم في كل ليلة، بدأت المشكلات تتراكم بسبب عدم وجود المال الكافي لسد احتياجات الدار الأساسية حتى بدت تلال من الحسرة وخيبة الأمل في مستقبل غامض بإنتظارهم. عايشت "الوفد" عددا من الساعات التي تحمل الكثير من الألم بين أبناء الدار الذين تعددت مصاعبهم ومطالبهم كي ينعمون بحياة طبيعية ومطمئنة مثل أقرانهم. كشفت إحدى مؤسسي دار أحباب الله، التي طالبت بعدم ذكر اسمها، عن الكواليس التي تدور بداخل الدار من قبل المقيمين فيها، فضلًا عن المشكلات التي تواجهها الدار التي من شأنها إيذائهم بأشكال مختلفة. تأسست الدار منذ 23 عامًا وظلت تقوم على التبرعات دون إهتمام مؤسسات الدولة بها، ولذلك السبب تدهورت حالها خلال السنوات الأخيرة. بدأت الحكاية من تراكم الديون على الدار وضعف التبرعات التي لم تستطع سد احتياجاتهم الأساسية، وبعد مرور أيام معدودة اخترقت المجاعة جدران الدار دون إنذار، حتى سيطر الفزع على قلوب ما بداخلها من موظفين وأيتام. نشرت إحدى فتيات الدار عبر موقع التواصل الإجتماعي "فيس بوك" حاجتهم إلى الطعام حتى إستجاب لها عدد من قاطني منطقة المعادي، ولكن باتت حلقة كبيرة من المشكلات تدور برأس مؤسسيها بعد تزايد المديونيات على الجمعية. تزايد المبلغ المتراكم على الجمعية من سداد فواتير المياه التي وصلت إلى 600 ألف جنيه حتى وضعتهم في مأزق، وبدأ العد التنازلي لمشكلة جديدة ألا وهي إنقطاع المياه عن الدار إذا لم يدفعوا المبلغ خلال أسبوع. حياتهم أصبحت مهددة مع حركة عقارب الساعة، خوفًا من المصائب التي تقع عليهم من كهرباء ومياه ومصاريف تعليم وغيرها، وعند سؤالها على موقف المسئولين، كان الرد "لا حياة لمن تنادي بعد محاولات كتير محدش سامع ولا شايف اللي احنا فيه". اضطرت مؤسسة الدار، فصل الشباب عن الفتيات بعد مشكلات عديدة واجهتها معهم بدأت مع تدني سلوكهم الأخلاقي، واتخذت قرارها في إيجار عدد من الغرف للشباب بجانب الدار لتجنب الكوارث التي قد تنتج عنهم، وكان ذلك من شأنه ظهور مشكلة الإيجار. ظنت إنها تضع نقطة النهاية لمشكلة التدني الأخلاقي، حتى ظهر أمامها بعض فتيات الدار التي بدأت تطالب بمصاريف زائدة، تسلل القلق إليها وبحثت عن السبب الذي أصبح حجرة عثرة أمامها، فكانت "السجائر وتعاطي المواد المخدرة" أزمة واجهتها بالمصحة التي انتهت بنفاد المال معها. طالب موظفو الجمعية الجهات المعنية بتوفير فرص عمل لشباب الجمعية كي يكون لهم فرصة المشاركة في بناء المجتمع، قائلة: "الشباب هنا في مرحلة العطاء للمجتمع عايزة المصانع تيجي تاخد الشباب يشتغلوا، هما عايزين يشتغلوا بس مافيش قدامي غير اني اشغلهم في الجمعية بدل ما اجيب موظفين من برة". حلقات متصلة بعضها البعض حتى ضاقت بسبب تعدد مشاكل الدار المستمرة التي تخطت حدود الأساطير. "احنا نفسنا نتجهز زي باقي البنات وننزل نشتري حاجتنا ونفرح" بتلك الكلمات انهت الفتيات حديثها مع محرري الوفد، آملين أن تتحق أمنياتهم.