يعكف العلماء، ولأول مرة، على دراسة مخلوق رخوي طويل، أسود ، يعيش في الطين يدعى دودة السفن العملاقة، ورغم أن هذه المخلوقات تشبه الديدان وهى آفات بحرية معروفة، تأكل أخشاب السفن والقوارب في المحيط، إلا أن العلم لم يعرف سوى القليل للغاية عن أكبر و أندر أنواع تلك الديدان وهو نوع "كوفوس بوليثالاميا. واقتلع رئيس فريق الباحثين الفريق البحري دانيال ديستيل، عالم الأحياء البحرية في جامعة نورث إيسترن في بوسطن، عينة من مياه البحيرة الكبريتية قبالة سواحل الفلبين، وكانت الرخويات مغموسة برأسها أولا في الوحل، ولا يظهر منها سوى قشرة خارجية جوفاء تشبه العصا، ليتم تعبئة عينة المياه في عدد من الأنابيب البلاستيكية البيضاء، ونقلها حية مسافة عدة آلاف الأميال إلى مختبر الباحثة مارجو هايجود للطب الكيميائي بجامعة يوتاه. وقالت الباحثة هايجود إن رؤية دودة كوفوس لأول مرة تعد علامة هامة في حياتي المهنية، وهذا المخلوق يشبه الأسطورة، إنه مثل الحصان الخرافي ذو القرن. وأضافت أنه عندما سحب ديستل الدودة كوفوس اللامعة النابضة من قشرتها التي يصل طولها حوالي 91 سنتيمتر"ثلاثة أقدام"، ظلت تواصل الخروج، حتى امتدت بطول مضرب كرة بيسبول على الطاولة". و لاحظت هايجود على الفور أن فم الدودة كان مكمما، مما يعني أنه ليس بإمكانها أن تأكل، كما اكتشفت أيضا أن الدودة كوفوس، تعد أكبر كائن رخوي ذو أصداف، لا يمكنها أن تأكل الخشب مع وضعها المقلوب برأسها المدفون دائما في الرمال. وتوصلت الباحثة هايجود ، بخبرتها في علم الأحياء البحرية الدقيقة، إلى أن البكتيريا التي تعيش على دودة السفن العملاقة، تحول كبريتيد الهيدروجين إلى الكربون، وتوفر إمدادات مستمرة من المواد الغذائية لدودة السفن. و أوضحت أن جميع أنواع ديدان السفن تعتمد على البكتيريا التكافلية التي تعيش في عضو خاص داخل خياشيمها، لتقوم بكسر السليلوز غير القابل للهضم الموجود في الخشب. و الأكثر من ذلك ، فإن المناطق الأكثر عمقا في المحيط تحتوي على القليل من الأوكسجين، وتتنفس الكثير من الميكروبات الكبريت بدلا من ذلك، ويتوفر بكثرة وبشكل خاص بالقرب من فتحات أعماق البحار وتم العثور على ديدان كوفوس. وعندما قامت هايجود وزملاؤها بتشريح عينة من الكوفوس، وجدوا أنواعا من الميكروبات التي تتنفس الكبريت تسمى "تيردينيباكتر تيرنيراي" تعيش داخل خلايا خياشيم الدودة، وذلك وفقا للدراسة، التي نشرت مؤخرا في مجلة ناشيونال أكاديمي أوف ساينس. كما اكتشف فريق الدراسة أيضا أن الجهاز الهضمي الداخلي لديدان كوفوس قد تقلص، لأنهم لم يعودوا بحاجة إلى هضم الطعام. و لا يزال فريق الدراسة غير متأكد ما إذا كانت ديدان كوفوس تحصل على طعامها عن طريق هضم البكتيريا كاملة أو مجرد امتصاص نتاج النفايات البكتيرية. كما أنهم لم يعرفوا بعد الأماكن الأخرى التي تعيش فيها دودة السفن العملاقة.