عاجل - 12.52 جنيه.. كم يسجل سعر الريال السعودي اليوم أمام الجنيه في البنوك؟    أنباء عن حادث على بعد 76 ميلا بحريا شمال غربي الحديدة باليمن    اعرف موعد نتيجة الشهادة الإعدادية الترم الثاني محافظة المنيا 2024    برلمانية عن حوادث شركات النقل الذكي: هناك خلل رقابي.. وسلامتنا خط أحمر    خالد أبو بكر: لو طلع قرار "العدل الدولية" ضد إسرائيل مين هينفذه؟    رقص ماجد المصري وتامر حسني في زفاف ريم سامي | فيديو    طبيب حالات حرجة: لا مانع من التبرع بالأعضاء مثل القرنية والكلية وفصوص الكبد    تفاصيل قصف إسرائيلي غير عادي على مخيم جنين: شهيد و8 مصابين    ملف يلا كورة.. رحيل النني.. تذاكر إضافية لمباراة الترجي والأهلي.. وقائمة الزمالك    نصائح طارق يحيى للاعبي الزمالك وجوميز قبل مواجهة نهضة بركان    الأول منذ 8 أعوام.. نهائي مصري في بطولة العالم للإسكواش لمنافسات السيدات    فانتازي يلا كورة.. هل تستمر هدايا ديكلان رايس في الجولة الأخيرة؟    التشكيل المتوقع للأهلي أمام الترجي في نهائي أفريقيا    موعد مباراة الأهلي والترجي في نهائي دوري أبطال أفريقيا والقناة الناقلة    ننشر التشكيل الجديد لمجلس إدارة نادي قضاة مجلس الدولة    رابط مفعل.. خطوات التقديم لمسابقة ال18 ألف معلم الجديدة وآخر موعد للتسجيل    حماية المستهلك يشن حملات مكبرة على الأسواق والمحال التجارية والمخابز السياحية    الأرصاد: طقس الغد شديد الحرارة نهارا معتدل ليلا على أغلب الأنحاء    حلاق الإسماعيلية: كاميرات المراقبة جابت لي حقي    تدخل لفض مشاجرة داخل «بلايستيشن».. مصرع طالب طعنًا ب«مطواه» في قنا    جيش الاحتلال يُقر بمقتل رقيب من لواء المظليين في معارك بقطاع غزة    أحمد السقا يرقص مع ريم سامي في حفل زفافها (فيديو)    مفتي الجمهورية: يمكن دفع أموال الزكاة لمشروع حياة كريمة.. وبند الاستحقاق متوفر    زيلينسكي: الهجوم على خاركيف يعد بمثابة الموجة الأولى من الهجوم الروسي واسع النطاق    بعد عرض الصلح من عصام صاصا.. أزهري يوضح رأي الدين في «الدية» وقيمتها (فيديو)    موعد إعلان نتيجة الشهادة الإعدادية 2024 في محافظة البحيرة.. بدء التصحيح    سعر العنب والموز والفاكهة بالأسواق في مطلع الأسبوع السبت 18 مايو 2024    مصطفى الفقي يفتح النار على «تكوين»: «العناصر الموجودة ليس عليها إجماع» (فيديو)    عمرو أديب عن الزعيم: «مجاش ولا هيجي زي عادل إمام»    عيار 21 يعود لسابق عهده.. أسعار الذهب اليوم السبت 18 مايو بالصاغة بعد الارتفاع الكبير    قبل عيد الأضحى 2024.. تعرف على الشروط التي تصح بها الأضحية ووقتها الشرعي    لبنان: غارة إسرائيلية تستهدف بلدة الخيام جنوبي البلاد    هل مريضة الرفرفة الأذينية تستطيع الزواج؟ حسام موافي يجيب    مؤسس طب الحالات الحرجة: هجرة الأطباء للخارج أمر مقلق (فيديو)    تعرف على موعد اجازة عيد الاضحى المبارك 2024 وكم باقى على اول ايام العيد    نحو دوري أبطال أوروبا؟ فوت ميركاتو: موناكو وجالاتا سراي يستهدفان محمد عبد المنعم    طرق التخفيف من آلام الظهر الشديدة أثناء الحمل    أستاذ علم الاجتماع تطالب بغلق تطبيقات الألعاب المفتوحة    ب الأسماء.. التشكيل الجديد لمجلس إدارة نادي مجلس الدولة بعد إعلان نتيجة الانتخابات    البابا تواضروس يلتقي عددًا من طلبة وخريجي الجامعة الألمانية    «البوابة» تكشف قائمة العلماء الفلسطينيين الذين اغتالتهم إسرائيل مؤخرًا    إبراشية إرموبوليس بطنطا تحتفل بعيد القديس جيورجيوس    حظك اليوم برج العقرب السبت 18-5-2024 على الصعيدين المهني والعاطفي    هاني شاكر يستعد لطرح أغنية "يا ويل حالي"    «اللي مفطرش عند الجحش ميبقاش وحش».. حكاية أقدم محل فول وطعمية في السيدة زينب    "الدنيا دمها تقيل من غيرك".. لبلبة تهنئ الزعيم في عيد ميلاده ال 84    سعر اليورو اليوم مقابل الجنيه المصري في مختلف البنوك    «الغرب وفلسطين والعالم».. مؤتمر دولي في إسطنبول    دار الإفتاء توضح حكم الرقية بالقرأن الكريم    فيضانات تجتاح ولاية سارلاند الألمانية بعد هطول أمطار غزيرة    أكثر من 1300 جنيه تراجعا في سعر الحديد والأسمنت بسوق مواد البناء اليوم السبت 18 مايو 2024    خبير اقتصادي: إعادة هيكلة الاقتصاد في 2016 لضمان وصول الدعم لمستحقيه    ماسك يزيل اسم نطاق تويتر دوت كوم من ملفات تعريف تطبيق إكس ويحوله إلى إكس دوت كوم    دراسة: استخدامك للهاتف أثناء القيادة يُشير إلى أنك قد تكون مريضًا نفسيًا (تفاصيل)    انطلاق قوافل دعوية للواعظات بمساجد الإسماعيلية    حدث بالفن| طلاق جوري بكر وحفل زفاف ريم سامي وفنانة تتعرض للتحرش    فيديو.. المفتي: حب الوطن متأصل عن النبي وأمر ثابت في النفس بالفطرة    دعاء آخر ساعة من يوم الجمعة للرزق.. «اللهم ارزقنا حلالا طيبا»    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



ربيع الجهل العربي
نشر في الوفد يوم 17 - 01 - 2012

ألا لا يَجْهَلَنْ أَحَدٌ علينا فنجهل فَوْقَ جَهْل الجاهلينا
"الجهْل" في مقدمة البيت يعني " العدوان " وكذلك في عجز البيت. أما الآن فإن العَجُز أصبح عجزاً وغفلة وأمية وعبطاً!!
ولو أردنا أن نختصر العربي الآن لقلنا بالعامية "العبيط أهه... العبيط أهه...أهه"!!!
أعود فأكرر المرة تلو المرة أنه منذ سايكس/بيكو فرض الاستعمار الانجليزي والفرنسي والأمريكي والصهيوني الواحد تلو الأخر سبعة قواعد واستراتيجيات استعمارية على المنطقة العربية أسميتها "أعمدة الشر السبعة" وهي:
1. استمرار التقسيم والتفتت في داخل كل دولة عربية من خلال استخدام النعرات العرقية والدينية والقبلية والتصدي لأي محاولة من محاولات الوحدة مع غيرها وإفشالها.
2. إضعاف القوة العسكرية لكل بلد وجعلها غير قادرة للدفاع عن نفسها وإشعارها الدائم بالحاجة لقوة خارجية (استعمارية) لتحمي لها حدودها!!
3. منع الأمة العربية بكاملها من التقدم التكنولوجي من خلال إضعافها علمياً وصحياُ واقتصادياً.
4. إبقاءها ضعيفة ومتفرقة ومتعادية اقتصاديا من خلال منع استثمار الأموال في الداخل بل سحبها للخارج, ومن خلال إثارة الشكوك والتخوف حتى يستمر فصل العمال الفقراء في الدول كثيفة العمالة عن فرص العمل في الدول كثيفة المال، أي باختصار الفصل بين المال وبين العمال!
5. منعها من الوصول إلى تنمية عصرية حضارية ديمقراطية والإبقاء على الديكتاتورية والفساد المالي والسياسي وحكم العملاء.
6. الاستمرار في التدمير الفكري والأخلاقي وتبعثر القيم وتناثر الأخلاق وانعدام الولاء للأمة أو للوطن.
7. زرع الركائز الموالية للاستعمار داخل أنظمة الحكم، وفي التجمعات الشعبية من أي نوع سواءً أكانت أحزاباً أو تجمعات مدنية أو أفراداً ذوي مصالح مرتبطة بالقوي الاستعمارية الخارجية.
هذه الأعمدة الشريرة السبع لم يتخلى عنها الاستعمار إستراتيجياً ولكنه يتنقل بها وبعناوينها حسب الظروف وحسب المكان والزمان، ومن ثم فإن وسائل وطرق ومظاهر تطبيقها على كل بلد عربي تختلف ولكنها لا تنتهي ولا ترتدع... تتلون مع الظروف وتنتهز كل الأحداث وتنقل بندقيتها من كتف إلى كتف وتغير عملاءها ولكنها لا تغير أهدافها.
يخطئ خطأ فادحاً من قد يظن أن أمريكا تسعى لنشر أو تشجيع الديمقراطية في أي مكان على الساحات العربية بل عكس ذلك تماماً هو الصحيح, ومن ثم فإنه من الخطأ الفادح أن نتوهم أن ما حدث في ليبيا أو المغرب أو تونس أو في مصر أو في العراق هو ديمقراطية وخروجاً على أعمدة الشر السبعة التي نتحدث عنها.
ويخطئ بشكل مطلق من يظن أننا عندما نفتح صناديق الاقتراع في أوساط الجهالة والأمية والتمايز العنصري والديني فإننا سنصنع ديمقراطية، ويخطئ كل من يتوهم أن وصول شخص ما أو جماعة ما أو حزب ما إلى مناطق الحكم في أي بلد عربي بهذه الوسائل الجوفاء هو مخلص وديمقراطي وحريص على مصالح الوطن والشعب ومتحرر من أعمدة الشر السبعة، بل أغلب الظن, "إن لم يكن من إنتاج ثورة حقيقية ذات مبادئ معلنة مسبقاً ومقنعة وواعدة", يخطئ من يظن أنه ليس من عملاء تلك الأعمدة أو وسائلها!!
الثورة الحقيقية هي التي تكون لها أهداف ومبادئ لإخراج الأمة العربية من سطوة أعمدة الشر السبعة فتعلن أنها عربية وحدوية تنموية تحررية ديمقراطية (بالمعني الحقيقي للديمقراطية) ورافضة للاستعمار ومنتجاته وعلى رأسها إسرائيل، وفيما عدا ذلك هي بالقطع ليست ثورة ومن ثم فإنه بالقطع أن كل ما حدث هو مجرد تغيير لدوريات الحراسة للمشروع الاستعماري الدائم على أراضينا وفوق رؤوسنا.
تغيير الورديات جاء سلمياً في المغرب, وجاء عفوياً في تونس, وجاء دموياً في ليبيا, وجاء ملوناً بكل الألوان في مصر دموياً...أسوداً... تآمرياً... جاهلياً... عبيطاً... تركياً... سعودياً... قطرياً... بريطانياً... أُمَيّاً... تجسسياً، وفوق كل ذلك كاشفاً لكل جرائم النظام السابق من فساد مالي وسياسي، ولكن أكثر من ذلك أن ذلك النظام الفاسد ترك وراءه طبقة وسطى وعلياً في قمة الجهل في السياسة والاقتصاد وعلم الاجتماع، ومن ثم فإنه من المستحيل أن يصل إلى الحكم أو البرلمان أو القيادات الإعلامية من هو واعٍ بما فيه الكفاية للظروف المصرية أو المحيطة بمصر أو بدور مصر العربي والحضاري والنهضوي. وخير دليل على فساد وجهل هذه الطبقة يكمن في شخص وتصرفات عمرو موسى أو البرادعي أو نبيل العربي أو كل مرشحي الرئاسة عداك عن معظم الذين نجحوا في "الانتخابات" التي قد تكون أقرب إلى "الخيابات" منها إلى الانتخابات, وكذلك معظم المعلقين في الإعلام وضيوفهم.
ولو كان كل هؤلاء قادمون من مدارس وطنية مخلصة للشعب وللأمة العربية وللوطن لما كانوا من مؤيدي الهجمة الاستعمارية الشرسة على سوريا, ولما كانوا راضخين لحمد بن جاسم القطري إسماً الأمريكي ولاءً.
الإستراتيجية الصهيوأمريكية في منطقتنا تستخدم الآن المذهب "الوهابي" وليس السني ضد المذهب الشيعي الإيراني (الأثنى عشري) كما تستخدم الترهيب بالقنبلة الذرية الإيرانية الوهمية وتضع الكمامات على أفواه حكام المنطقة الموالين لها والذين يطلق عليهم لقب "المعتدلين" وكذلك على عقولهم حتى لا يروا ولا يسمعوا ولا يقاوموا التمدد الصهيوني وقنبلته الذرية بل سلاحه الذري المتكامل وكذلك الجرثومي وكذلك الأسلحة التي يُستخدم فيها الفسفور والنفايات الذرية, وهم لا يريدون أن يعرفوا أن إسرائيل عام 1973م هددت أمريكا باستخدام القنبلة الذرية لضرب كل العواصم العربية إذا لم تعجل بإرسال جسراً جوياً من دبابات ومعدات عسكرية مباشرة إلى أرض المعركة في سيناء... تلك القوات التي استخدمتها إسرائيل في اقتحام قناة السويس غرباً وتطويق الجيش الثالث المصري في السويس وجنوب سيناء.
هناك ألف دليل ودليل أن المروجين للربيع العربي ليسوا عرباً وليسوا ديمقراطيين وليسوا مع النهضة وليسوا ضد الفساد من حيث المبدأ ولكن من حيث الجيوب!!
فالسرقات والفساد المالي في جيوب خصومهم فساداً ونفس النوع من الفساد والسرقات هي فضائل عندما تصب في جيوبهم.
قبل أن يصل المنادين بالربيع العربي إلى الحكم ملأوا جيوبهم من المال الأمريكي والخليجي فكيف الحال بعد وصولهم.
وأخوتنا في حماس وصلوا إلى الحكم بالانقلاب على فساد الفتحاويين ومن لف لفهم, ثم قاموا بسلوك نفس الأساليب بل استحدثوا أساليب أخرى درت على جيوبهم أضعاف ما سكن في جيوب الفتحاويين.
وقبل أن يصل برهان غليون زعيم ما يسمى بالمعارضة السورية والمجلس الوطني السوري, الذي يذكرنا بعنف بالمجلس الوطني العراقي بزعامة الجاسوس واللص أحمد جلبي, قبل أن يصل ذلك الغليون إلى أي شئ راح يدفع ثمن المال الذي يصب في جيبه وجيب أصحابه من أمريكا والخليج ويستخدم ولاءه لأمريكا ووعوده لإسرائيل وللخليج بالتخلي عن المقاومة وعن التحالف مع إيران!! و بتغيير كامل لشخصية الدولة السورية.
في خلال أثنى عشر شهراً تخلف الربيع العربي في مصر اثنى عشر قرناً... وأمريكا التي تتمنى على استحياء ومواربة نهضة حضارية في السعودية والخليج أصبحت تؤيد بلا استحياء ولا مواربة الانحطاط والرجعية في مصر وغير مصر, فافرحوا أيها الجهلاء فقد وصلكم الربيع وصلكم هرماً كسيحاً لا بصر عنده ولا بصيرة.
الشباب العربي من المحيط إلى الخليج يريدون الكرامة والإصلاح يريدون التخلص من أعمدة الشر السبعة، يريدون أن تغيب امريكا وبريطانيا وفرنسا واسرائيل عن حكمهم وحكامهم... يريدون وحدة عربية، يريدون للمال العربي أن ينفق على رفع مستوى الأمة العربية... يريدون العمل بكفاءة وشرف، يريدون أن لا ينظر العالم اليهم وكأنهم مجموعة من النكرات التي لاحول لها ولا قوة ولا مستقبل!
يريدون الحرية السياسية والفكرية، ويريدون العلم الحديث والمستوى الصحي الذي يكون قادراً على جعلهم جنوداً أصحاء وعقولاً صحيحة ومجتمعاً راقياً وقادراً وعزيزاً ومتحرراً كاملاً.
فهل بهذا نادى أطفال وشيوخ الربيع ؟! أم هل بهذا نادت الحملات الانتخابية الخيبانة ؟!
هل الزعماء كلهم في هذا الوارد يفكرون، وهل الجامعة "العربية اسماً على غير مسمى" في هذا الوارد، وهل الاعلام المرئي و المسموع والمقروء في هذا الوارد، وهل نحن بصدد النداء ( أمة عربية واحدة ذات رسالة حضارية تقدمية واعدة )، أم نحن أمة بائدة يسكنها ويشلها ويشدها هذا الربيع إلى الماضي السحيق والتاريخ المزيف ؟! وهنا يكمن التحدي الأعظم.
نقلا عن صحيفة دنيا الوطن الفلسطينية


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.