الفن والثقافة هما الوسيلة الحقيقية لتغيير المجتمع، من هذا المنطلق بدأ يوسف أيمن (17 سنة)، طالب بالصف الثانى الثانوى بمدرسة الشيخ زايد الرسمية للغات، تحقيق حلمه فى تغيير مصر للأحسن، فوضع يده على مواطن الضعف فى التعليم والتربية، وراح يرصدها فى فيلم رسوم متحركة «إنيميشن» قام بكتابته وتنفيذه، حيث قام بتصميم 17 ألف صورة، وتحريكها من خلال برامج تحريك الرسوم على الكمبيوتر ليخرج عمل فنى جيد (بالنسبة لسنه ولإمكانياته) حيث استعان بأجهزة الكمبيوتر الخاصة بشقيقه ووالده وصديقه وشريكه فى فكرة الفيلم يوسف محمود، ليخرج العمل الفنى الذى لاقى نجاحًا كبيرًا عند عرضه على شبكة الإنترنت. يوسف كان كغيره من أطفال مصر، يعشق أفلام الكارتون منذ نعومة أظافره، يقضى الساعات أمامها، بدأ شغفه بطريقة إعدادها حينما كان فى الصف الرابع الابتدائى، وبدأ أولى تجاربه فى التحريك فى الصف السادس حينما قام بتصميم أول فيلم كارتون على ورق المكتب، وراح يحركه يدوياً أمام أصدقائه، ومن بعدها تحولت الهواية إلى شغف فى المعرفة، فراح يبحث فى بحور الإنترنت عن علم تحريك الرسوم، وراح يعلم نفسه بنفسه، ويحكى يوسف قصة فيلمه قائلاً: أعلنت إحدى القنوات التليفزيونية عن مسابقة فى هذا المجال، فبدأت مع صديقى يوسف محمود فى كتابة القصة، والتى تدور حول طفل يعشق الرسم والألوان، ولكنه يصطدم برغبة والديه اللذين يريدانه أن يكون طبيباً أو مهندساً، وعندما يذهب إلى المدرسة تكتمل المأساة بالمعلم الذى يحشو عقول الطلاب كالمخدات التى يطلب منهم إخراجها وحشوها، فيصطدم الطفل بالواقع المحيط به، ليتناقص تعداد السكان واحدًا بعد أن يموت الحلم داخله. ويقول «يوسف»: هذا الفيلم هو ثانى تجاربى فى هذا المجال بعد أن قمت بإعداد فيلم فى العام الماضى حول الشباب والمخدرات، وكانت مشكلة التعليم ونظرة الأسر للفنون بشكل عام على أنها مضيعة للوقت هى دافعى الأساسى لعمل الفيلم الجديد، الذى استغرق إعداده 3 أشهر كاملة، قمت خلالها بتصميم 17 ألف صورة، وتحريكها بسرعة 24 صورة فى الثانية ليخرج العمل كله فى 9 دقائق و5 ثوانٍ، ويقول يوسف: العمل يبدأ دائمًا بفكرة أقوم بكتابتها على الورق، ثم أحول الفكرة إلى صور، وأصمم الشخصيات على الورق، ثم أقوم بإدخالها على برنامج «بلاندر» الخاص بتحريك الصور «3 دى» ثم أقوم بإدخال أصوات الشخصيات عليها بعد ذلك، وهو الجزء الذى استعنت فيه ببعض أصدقائى، ثم أدخل الإضاءة، ثم تأتى أخيراً مرحلة تجميع كل هذه العناصر فى فيديو، وهى المرحلة التى تحتاج لوقت طويل وأجهزة ذات إمكانيات عالية، ولكنى استعضت عن هذا كله باستخدام 4 أجهزة كمبيوتر فى وقت واحد، إلى أن تم إخراج العمل بهذا الشكل، بعدها قمت بنشره على الفيس بوك على هيئة إعلان ب100 جنيه، هى كل التكلفة الفعلية للفيلم. أما الموسيقى فهى إهداء من صديق صينى على الفيس بوك، فحينما كتبت لأصدقائى على موقع التواصل الاجتماعى أننى فى حاجة إلى موسيقى لهذا العمل، تطوع هذا الصديق الذى لم أقابله وصمم الموسيقى وأرسلها لى كهدية. وعن ردود الأفعال على الفيلم بعد إذاعته على الإنترنت قال: لقد حقق الفيلم نجاحًا جيدًا حتى أن مخرجاً استرالياً أرسل لى بعض مواقع مهرجانات أفلام الكارتون العالمية للمشاركة فيها، وتمنى يوسف أن يستطيع تأسيس شركة على غرار والت ديزنى، على أن تكون شركة مصرية تنتج أفلام إنيميشن مصرية خالصة تستطيع إنقاذ عقل الطفل المصرى من الثقافة الغربية التى تقدم له فى الأفلام الأجنبية، وأضاف قائلاً: الفيلم ممكن يغير فكراً ويغير مجتمعاً، لذلك لابد أن يكون لدينا أفلام كارتون مصرية تكون وسيلة لتعليم الأطفال قيم مجتمعنا الحقيقية وتغييره للأحسن، بدلاً من إضاعة الوقت فى أفلام تقدم قيماً غريبة علينا. يوسف الذى تمنى أن يلتحق بمعهد السينما أو كلية الفنون التطبيقية ليصقل موهبته بالدراسة، أكد أن كل إنسان يستطيع أن تصبح حياته بالألوان لو تمكن من تحقيق حلمه، مضيفاً: أسرتى كانت فى البداية تريدنى أن أصبح دكتوراً أو مهندساً، ولكن بمرور الوقت تولدت لديهم قناعة بأن الفن نجاح وإبداع، وأصبحوا يشجعوننى على موهبتى التى أتمنى أن تصبح عملى فى المستقبل.