أكد عدد من الدبلوماسيين وأعضاء مجلس النواب، أن إطلاق مدمرات أمريكية 59 صاروخاً على مطار قاعدة الشعيرات العسكرية فى سوريا، سيؤدى إلى تعقيدات تشعل الصراع، وسيكون الخاسر الوحيد هو الشعب السورى الذى يدفع حياته ثمنًا لهذه النزاعات الدولية، موضحين أن أمريكا كان عليها انتظار نتائج اللجنة التى شكلتها الأممالمتحدة عقب الهجوم الكيماوى على المدنيين ببلدة خان شيخون، لافتين إلى أن مصر تساند الشعب السورى وتدعم وحدته، لذلك ليس من صالحها أن تدخل فى هذا الصراع الذى تتبارز فيه القوى الكبرى لتحقيق مكاسب خاصة. ومن جانبه، وصف محمد المنيسي، مساعد وزير الخارجية الأسبق، الضربة الأمريكية على سوريا ب«غير المبررة»، والتصرف غير القانونى الذى لا يتفق مع القانون الدولي. وأوضح «المنيسي»، أن أمريكا كان عليها انتظار نتائج اللجنة التى شكلتها الأممالمتحدة عقب الهجوم الكيماوى على المدنيين ببلدة خان شيخون، موضحًا أنه على الرغم من لجوء أمريكا للأمم المتحدة إلا أنه على أرض الواقع أخذت خطوات استباقية منفردة ولم تنتظر نتائج التحقيق، خاصة فى ظل أن الأطراف فى سوريا يلق كل منهم باللوم على الآخر بخصوص هذه الضربة. وتوقع «المنيسي»، عدم تكرار الضربات الجوية الأمريكية على سوريا مرة أخرى، وذلك بسبب إعلان روسيا توقف التنسيق الإستراتيجى مع أمريكا بشأن سوريا، وهو ما سيجعل أمريكا تخشى من إطلاق أى هجوم فى ظل استخدام روسيا منظومة بالغة التقدم فى سوريا «إس 400» وأفاد «المنيسى»، بأنه أصيب بخيبة أمل حيث إنه كان متوقعًا أن النظام الأمريكى الحالى سيكون أكثر حكمة ورشدًا من نظام أوباما، وذلك لأن الجيش السورى الرسمى يحقق مكاسب واسعة على أرض الواقع واستعاد جزءًا كبيرًا من الأراضى التى استولت عليها المعارضة لذلك غير مستبعد أن يقوم بارتكاب هذه المجازر. وأكد «المنيسي»، أن إخطار البنتاجون روسيا بهذه العملية تسبب فى قلة الخسائر فى صفوف الجيش السوري، موضحًا أن أمريكا كانت مجبرة على ذلك خوفًا من تعرض طائراتها للقصف الروسى ووقوع خسائر فى صفوفها. واتفق معه يحيى الكدواني، وكيل لجنة الدفاع والأمن القومى بالبرلمان، الذى أكد أن الضربة الأمريكية على سوريا ستؤدى إلى تعقيد يشعل الصراع بين الاقطاب المختلفة على المستوى الدولي، وليس على المستوى السورى فقط، حيث إن الاقطار الكبرى روسيا والصين وإيران ستتخذ مواقف متشددة تجاه القطب الآخر، أمريكا وتركيا، والسعودية، والشعب السورى، هو من سيدفع فاتورة هذا الأمر. وأوضح «الكدواني»، أن أمريكا وقعت فى حرج شديد وانتقادات من قبل الرأى العام الأمريكى نتيجه عدم التدخل الفترة الأخيرة بشكل فاعل فى القضية السورية، لذلك فإنها أرادت إثبات وجودها فضلًا عن توجيه رسالة قوية لكوريا الشمالية الذين يقومون بإجراء تجارب وصواريخ أطلقوها وأمريكا معترضة على هذا. وتابع «الكدواني»، أن هذه الضربة ستزيد الأمور سوءًا، وسيكون الخاسر الوحيد هو الشعب السورى الذى يدفع حياته ثمنًا لهذه الصراعات الدولية، مشددًا على ضرورة إيقاف هذه المجازر وترك الشعب السورى يحدد مصيره بنفسه. وعن عدم إعلان مصر موقفًا واضحًا تجاه هذه الضربة، أفاد الكدواني، بأن مصر تساند الشعب السورى وتدعم وحدته، وعدم تقسيمها، حيث إنها تعمل على انهاء الخلافات بشكل سلمي، لذلك ليس من صالحها أن تدخل فى هذا الصراع الذى تتبارز فيه القوى الكبرى لتحقيق مكاسب خاصة، خاصة إسرائيل وأمريكا الذى تسعى لترتيب خريطة منطقة الشرق الأوسط ونشر ما يسمى بالفوضى الخلاقة. وبين «الكدواني»، أن سوريا عمق استراتيجى لمصر، لذلك فيجب أن تعمل على انهاء الصراع، وأن تكون هناك وقفة دولية جادة لفرض السلام، مؤكدًا أن أمريكا تنتهج استراتيجية ثابتة لا تتغير بتغير الإدارات، لذلك ترامب سيتبع نهج أوباما وإن اتسم ببعض الشدة. وأفاد «الكدواني»، بأن ترامب أراد أن يثبت للعالم أن فترة ولايته سيكون له دور مؤثر تجاه النزاعات المنتشرة فى العالم وفى اقليم الشرق الأوسط بوجه خاص، لذلك قد اتخذ هذه الخطوة، وذلك على الرغم من عدم التيقن بمن ارتكب مجزرة بلدة خان شيخون، وعدم صدور النتائج النهائية لتحقيق مجلس الأمن. وفى سياق متصل، أوضح معصوم مرزوق، مساعد وزير الخارجية السابق، أن التدخلات الخارجية فى سوريا زادت عن الحد حتى أصبحت مستباحة، سواء من جانب القوى الدولية أو الإقليمية، الذى يلعب الكل لمصلحته الخاصة. وأفاد «مرزوق»، بأن أمريكا ستكتفى بهذه الضربة، وذلك لأنها حريصة على علاقاتها الاستراتيجية مع روسيا والصين، لذلك فلن تسعى للإضرار بها بشكل أكثر من هذا. وتابع «مرزوق»، أنه لا يستطيع أحد تبرئة نظام الأسد من الأخطاء البشعة التى ارتكبها فى حق الشعب المصرى، ولكن أيضاً لا نبرئ أمريكاوروسيا من العبث بالأمن وبدماء المواطنين السوريين. وقال «مرزوق»، إن الدوائر الصهيونية هى من تخطط لهذه السياسات الفاشلة، وذلك لضرب سوريا وتدميرها وجعلها مرتعًا لكل الاطراف، قائلًا « للأسف الكل يرقص على الانغام الإسرائيلية لتدمير سوريا». وأضاف «مرزوق»، أنه منذ أسبوع أعلن ترامب أن أمريكا ليست لها علاقة بإسقاط نظام الحكم فى سوريا، ما أعطى الضوء الأخضر للنظام السورى لارتكاب هذه المجزرة البشعة، ثم كانت المفاجأة بإطلاق هذه الضربة، موضحًا أن هذا الأمر يوضح أن المؤسسات داخل أمريكا هى من تحكم وليس الأفراد. وأوضح «مرزوق»، أن النظام السورى وفق قرار مجلس الامن تعهد بالتخلص من كل الاسلحة الكيماوية، وقد تم هذا من خلال إشراف دولي، لذلك كان يجب على أمريكا انتظار التحقيقات، ولكن كانت هناك ضغوطات داخلها لتوجيه ضربة محدودة إلى سوريا.