قررت أن شاهد ت مع متظاهري ميدان التحرير أحد المعتصمين بساحة الميدان وهو ينطق الشهادة بعد تعرضه لطلق نارى من أحد قناصي "الديكتاتورية " أدي الى وفاته مباشرة . .أن اقضي ليلة بميدان المعركة لمعرفة كيف تدار الحياة ليلا بهذا الميدان الذى اصبح محط انظار العالم باسره ومركز قيادة ثورة الغضب . رغم البرد الشديد أمس ونزول المطر تخيلت ان الشباب سوف يتركون الميدان ولكن هذا مالم يحدث فاقتربت من بعضهم وسالتهم هل ستبقون تحت المطر؟ فأجابوا جميعا نفس الاجابة لقد تحملنا الرصاص الحى فهل لا نتحمل المطر وهو خير من عند الله وتجولت بالكاميرا فى الميدان لاشاهد الالف يفترشون الميدان وينامون فى امان بعضهم نصب خيم إتسعت لجمع غفير من الرجال والنساء والاطفال فى محاولة منهم للهروب من البرد ولم اجد مثل هذه الروح التى طالما وددت أن اراها لدى المصرين وجدت روحا متأصلة فى ثقافة المصرين الجميع ينتشر بينهم جوا من السعادة التى خلقتها المحنة فكم هما بارعين فى تحويل الاحزان الى افراح ونشر جوا من البهجة يجعلك تدمن النوم بميدان التحرير. هناك من يلقى الاشعار الوطنية وأمامه جمع غفير الثوار ،وهناك من يمسك بألته الموسيقية يعزف ويغنى المقطوعات الموسيقية الوطنية التى تلهب الحماسة والوطنية وهناك فى كثير من الاماكن بالميدان مجاميع من البشر يوقدون النار للتدفئة وللسهر ويمكن لاى شخص ان يذهب ويجلس معهم ويتسامر فى جو من البهجة والامل. إنها روح لا اعرف هل هى جديدة أم وليدة المحنة ، ولكنى متأكدة من روعتها وقوة تأثيرها لان الجميع بميدان التحرير أسرة واحدة يقتسمون طعامهم البسيط بكل فرحة وحب. قسم الشباب إنفسهم إلي مجموعات لحراسة المداخل المؤدية الي ميدان التحرير ومنهم من يقف صف اول للتفتيش حتى لا يندس الموالين للرئيس مبارك غلي داخل الميدان . بينما يقف صف أخر أجل الحماية فيما إهتم المتظاهرون شيوخا ونساء واطفال بالتدفئة في أرض الميدان حتى تتحقق مطالبهم برحيل نطام مبارك . شاهد : امسيات المتظاهرين فى ميدان التحرير