فريق أول وقائد عسكرى مصرى، شغل منصب رئيس أركان حرب القوات المسلحة المصرية، حيث يعتبر واحدًا من أشهر العسكريين العرب فى النصف الثانى من القرن العشرين؛ حيث شارك فى الحرب العالمية الثانية ضد الألمان والإيطاليين، وشارك فى حرب فلسطين عام 1948، والعدوان الثلاثى عام 1956، وحرب 1967 وحرب الاستنزاف، هو الفريق «عبدالمنعم رياض». ولد محمد عبدالمنعم محمد رياض عبدالله فى 22 أكتوبر 1919 بقرية سبرباى بمحافظة الغربية، وكان جده عبدالله طه على الرزيقى من الأعيان، وكان والده القائم مقام محمد رياض عبدالله، قائد بلوكات الطلبة بالكلية الحربية، وقد تخرج على يديه الكثير من قادة المؤسسة العسكرية. درس «رياض» بكتاب القرية وحصل على الشهادة الثانوية من مدرسة الخديو إسماعيل، ثم التحق بكلية الطب ولكنه لم يستمر بها وآثر الالتحاق بالكلية الحربية، وفى عام 1938 انتهى من دراسته بالحربية برتبة ملازم ثان، وفى 1944 حصل على الماجستير فى العلوم العسكرية. أجاد «رياض» العديد من اللغات منها الإنجليزية والفرنسية والألمانية والروسية، وانتسب بكلية العلوم لدراسة الرياضيات البحتة، كما انتسب وهو برتبة فريق إلى كلية التجارة لإيمانه بأن الاستراتيجية هى الاقتصاد. وفى عام 1966 أتم دراسته بأكاديمية ناصر العسكرية العليا وحصل على زمالة كلية الحرب العليا، وفى عامى 1962 و1963 اشترك وهو برتبة لواء فى دورة خاصة بالصواريخ بمدرسة المدفعية المضادة للطائرات حصل فى نهايتها على تقدير الامتياز. وسافر «رياض» فى 9 إبريل 1958 ببعثة تعليمية إلى الاتحاد السوفيتى لإتمام دورة تكتيكية تعبوية فى الأكاديمية العسكرية العليا، وأتمها فى عام 1959 بتقدير امتياز، وقد لُقب هناك ب«الجنرال الذهبي»، وحقق انتصارات عسكرية فى المعارك التى خاضتها القوات المسلحة المصرية خلال حرب الاستنزاف مثل معركة رأس العش التى منعت فيها قوة صغيرة من المشاة سيطرة القوات الإسرائيلية على مدينة بورفؤاد المصرية الواقعة على قناة السويس، وتدمير المدمرة الإسرائيلية «إيلات» فى 21 أكتوبر 1967 وإسقاط بعض الطائرات الحربية الإسرائيلية خلال عامى 1967 و1968 وتدمير 60% من تحصينات «خط برليف» الذى تحول من خط دفاعى إلى مجرد إنذار مبكر، وصمم الخطة (200) الحربية التى كانت الأصل فى الخطة (جرانيت) التى طُورت بعد ذلك لتصبح خطة العمليات فى حرب أكتوبر تحت مسمى (بدر). وحصل «رياض» على العديد من الأنواط والأوسمة ومنها (ميدالية الخدمة الطويلة والقدوة الحسنة، وسام نجمة الشرف، وسام الجدارة الذهبي، وسام الأرز الوطنى بدرجة ضابط كبير من لبنان، وسام الكوكب الأردنى طبقة أولى)، وله العديد من الأقوال المأثورة منها «اذا حاربنا حرب القادة فى المكاتب بالقاهرة فالهزيمة تصبح لنا محققة.. إن مكان القادة الصحيح هو وسط جنودهم وفى مقدمة الصفوف الأمامية». أشرف «رياض» على الخطة المصرية لتدمير «خط بارليف» خلال حرب الاستنزاف، وتحدد يوم السبت 8 مارس 1969 موعداً لبدء تنفيذ الخطة، وفى التوقيت المحدد انطلقت نيران المصريين على طول خط الجبهة لتكبد الإسرائيليين أكبر قدر من الخسائر فى ساعات قليلة وتدمير جزء من مواقع «خط بارليف» وإسكات بعض مواقع مدفعيته فى أعنف اشتباك شهدته الجبهة قبل معارك 1973. وفى اليوم التالى قرر أن يتوجه بنفسه إلى الجبهة ليرى عن قرب نتائج المعركة ويشارك جنوده فى مواجهة الموقف، وزار الموقع رقم 6 وكان أول موقع يفتح نيرانه بتركيز شديد على دشم العدو فى اليوم السابق، ويشهد هذا الموقع الدقائق الأخيرة فى حياته، حيث انهالت نيران العدو فجأة على المنطقة التى كان يقف فيها وسط جنوده واستمرت المعركة التى كان يقودها «رياض» بنفسه نحو ساعة ونصف الساعة إلى أن انفجرت إحدى طلقات المدفعية بالقرب من الحفرة التى كان يقود المعركة منها ونتيجة للشظايا القاتلة وتفريغ الهواء استشهد عبدالمنعم رياض فى 9 مارس 1969.