يعد الفريق عبدالمنعم رياض واحداً من أهم العسكريين فى القرن العشرين، فالقائد الملقب ب«الجنرال الذهبى» لم يبخل على وطنه بجهد أو وقت، حتى فقد حياته حين سقط شهيداً دفاعاً عن هذا الوطن فى 9 مارس 1969. ولد الفريق عبدالمنعم رياض فى 22 أكتوبر 1919 فى مدينة سبرباى بمحافظة الغربية، كان والده «القائم مقام» محمد رياض عبدالله قائد بلوكات الطلبة بالكلية الحربية والذى تخرج على يديه الكثيرون من قادة المؤسسة العسكرية. وحصل على شهادة الماجستير فى العلوم العسكرية عام 1944 وكان ترتيبه الأول، وأتم دراسته كمعلم مدفعية مضادة للطائرات بامتياز فى إنجلترا عامى 1945 و1946، وأجاد عدة لغات منها الإنجليزية والفرنسية والألمانية، والتحق بكلية العلوم لدراسة الرياضة البحتة، كما التحق وهو برتبة فريق إلى كلية التجارة لإيمانه بأن الاستراتيجية هى الاقتصاد. عين الرئيس الراحل جمال عبدالناصر، رياض رئيساً للأركان بعد نكسة يونيو 1967، وكان يشغل قبلها أحد المناصب بقيادة الأركان المشتركة، وكلفه بمهمة إعادة بناء الجيش المصرى مع الفريق أول محمد فوزى، وزير الدفاع آنذاك. و بدأ الإعداد للحرب، ونفذ قواته العديد من العمليات الناجحة خلال حرب الاستنزاف التى أسفرت عن تدمير 60% من تحصينات خط بارليف الذى تحول من خط دفاعى إلى مجرد إنذار مبكر، وتدمير المدمرة الإسرائيلية إيلات فى 21 أكتوبر 1967. ونجح الشهيد فى تغيير المعادلات العسكرية بالصمود والتحدى فقد كان العسكريون فى وقتها يؤمنون بأنه لا يمكن مواجهة دبابة إلا بدبابة، لكنه قدم إضافة جديدة فى حرب المدرعات منذ عام 1968 حيث كان يتم تدريب المشاة عليها فى سرية شديدة ليصبح الجندى المصرى فى حرب أكتوبر مدمراً للدبابة. أشرف الشهيد عبدالمنعم رياض على الخطة المصرية لتدمير خط بارليف، خلال حرب الاستنزاف بنفسه وتحدد يوم السبت 8 مارس 1969 م موعداً لبدء تنفيذ الخطة. وفى صبيحة اليوم التالى قرر عبدالمنعم رياض أن يتوجه إلى الجبهة، ووقع اختياره على الموقع رقم 6 وكان أول موقع يفتح نيرانه بتركيز شديد على دشم العدو فى اليوم السابق. وشهد هذا الموقع الدقائق الأخيرة فى حياة الفريق عبدالمنعم رياض، حيث كان يقف وسط جنوده واستمرت المعركة التى كان يقودها بنفسه حوالى ساعة ونصف الساعة إلى أن انفجرت إحدى طلقات المدفعية بالقرب من الحفرة التى كان يقود المعركة منها ونتيجة للشظايا القاتلة وتفريغ الهواء توفى عبدالمنعم رياض بعد 32 عاما قضاها عاملا فى الجيش متأثرا بجراحه.