قبل نزوح عشرات الأسر القبطية؛ هرباً من تهديدات الإرهابيين إلى الإسماعيلية، سبقتها أسر مسلمة عديدة، فرت من جحيم الجماعات الإرهابية التي لا تفرق نيرانها بين مسلم ومسيحى، واختبأت في جبال قرية سرابيوم بمحافظة الإسماعيلية، غادروا بيوتهم مجبورين، تاركين خلفهم ذكرياتهم وأصدقاءهم، وما تنطوي عليه جدران بيوتهم. لكن أكثر ما أفزعنا، هو ما رصدته عدسة «الوفد»، أطفال صغار يبكون من شدة الإعياء.. باهر سلامة- 12 عاماً- قال لنا: «نفسي أرجع العريش تاني حتي لو أموت، بدل ما أموت هنا من الجوع». وتقول فاطمة عودة- 9 سنوات: «وحشني أصحابي في المدرسة، مفيش حد ألعب معاه»، ويقول شقيقها سالم «7 سنوات»: «كان فيه ناس عايزين يقتلونا، هربنا من العريش وعيشنا هنا». ويقول علي سليمان- 10 سنوات: تعلمت في المدرسة الانتماء وحب الوطن، بس إحنا هنا في صحرا ومش لاقيين أكل ولا حاجة خالص. أثناء الحديث مع الأطفال، لاحظنا طفلين يحملان جركن ماء، قالا لنا إنهما يملآنه من البركة القريبة، أي أنها مياه غير نظيفة. هذه الكارثة نضعها أمام المسئولين بمحافظة الإسماعيلية، لتشمل المساعدات هذه الأسر أيضاً.