على الرغم من ارتفاع الأسعار، وتوفر نسخة إلكترونية "بي دي إف" للكثير من المطبوعات، إلا أن معرض القاهرة الدولي للكتاب ما زال يستحوذ على أفئدة القراء وعقولهم، ويجبرهم على الذهاب إليه. "القراءة هى غذاء الروح، وتساهم في اتساع الأفق للفرد كما تساعده على فهم المعلومات بشكل صحيح"، بتلك الكلمات برّر مواطنون سبب حرصهم على الحضور في معرض الكتاب في دورته ال48. بينما اشتكى عدد آخر من المواطنين من ارتفاع أسعار الكتب والروايات، في ظل الأزمة الاقتصادية التي تعاني منها البلاد، وزيادة التكلفة. قالت أسماء عثمان، 22 عامًا، إنها تنتظر معرض الكتاب كل عام حتى تحصل على أحدث الروايات والكتب، مشيرة إلى أنها قامت هذا العام بشراء عدد من قصص أطفال مصورة تعليمية لأطفالها. وأضافت عثمان أن الإقبال كبير على المعرض وهذا دليل كبير على أن القراءة شئ مهم في حياة الكثير، لافتة إلى أنها حرصت على شراء رواية "نادر فودة" للإعلامي أحمد يونس رغم الزحام الشديد على دار النشر التي كانت تقوم ببيع الرواية. وذكرت هاجر جمال، 24 عامًا، أنها تأتي للمعرض كل يوم بعد انتهاء عملها لحضور الندوات ومتابعة أخبار الكتاب ومشاهدة الفعاليات الفنية والثقافية والشعرية ومشاهدة المسرح الثقافى الذي يقدم فقرات غنائية، مشيرة إلى أنها لم تقم بشراء أي كتاب أو رواية حتى الآن. وأوضحت جمال أن معرض الكتاب يعد عرس ثقافي كبير ينتظره المثقفين والقراء ومحبي الكتب وعشاق القراءة كل عام وهو الحدث الثقافى الأبرز فى مصر سنويًا، لأنه يضم العديد من المؤلفات والكثير من الكتاب يشاركون بمؤلفاتهم سواء كانوا مشاهير أو غير مشاهير وهذا يعطى ثراءً للثقافة المصرية من خلال ثقافته الشعبية خاصة مع تجمع هذا العدد الهائل من زوار المعرض. ووجهت تسنيم محمود، 27 عامًا، الشكر لرجال الشرطة على التواجد المستمر للتأمين وخاصة الشرطة النسائية، مشيرة إلى أن هذا جعل هناك شعورًا كبيرًا بالأمان عند الزوار. وأشارت محمود إلى أنها تحرص على الحضور للمعرض كل عام من أجل شراء مجموعة الكتب فى مجال تخصصها بعلم النفس، لافتة إلى أن دور النشر كثيرة ومتنوعة مما يعطي فرصة كبيرة للحصول على مجموعة متميزة تساعدنها في دراستها العلمية. وعن امكانية استبدال القراءة العادية بالملفات "بي دي إف"، قالت تسنيم: "لا يوجد مقارنة بين القراءة على جهاز الكمبيوتر أو الموبيل، والقراءة من الكتاب نفسه، والقراءة من الكتاب عشقي ولا استطيع أن أتوقف عن ممارسة هذا العشق". وذكر أحمد فهمي، 43 عامًا، أن المعرض هذه الدورة يشهد تنظيمًا كبيرًا وانتشار عدد كبير من منافذ بيع التذاكر وإجراءات أمنية مشددة وأيضًا انتشرت خيام دور النشر بشكل يسهل على الزائر عملية البحث عن الكتب والروايات . وأضاف فهمي أن ارتفاع ثمن الروايات وخاصة الجديدة وأيضا بعض الكتب العلمية هي السلبية الوحيدة لهذا العام، مناشدًا الكتاب ومسئولي دور النشر معالجة هذه. يذكر أن معرض القاهرة الدولي للكتاب بدأت دورته ال48، يوم الخميس الماضي، 26 يناير، ويستمر حتى 10 فبراير المقبل، وتم اختيار المملكة المغربية لتكون ضيف الشرف هذا العام. وبلغت عدد الدول المشاركة في المعرض لهذه الدورة 35 دولة: 22 عربية وإفريقية، و13 أجنبية، ويشارك 850 ناشرًا عربيًا وأجنبيًا منهم 50 أجنبيًا، و250 عربيًا، و550 ناشرًا مصريًا.