ذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، أنه لأكثر من 70 عاما وروسيا تملأ سفارتها وقنصلياتها في الولاياتالمتحدة بالعملاء الاستخباراتيين، وهو نفس ما تفعله واشنطن مع مواقعها الدبلوماسية في روسيا؛ حيث توكل لعملائها هناك مهمة سرقة أهم خصم لها منذ فترة تاريخية طويلة، فهي مسألة تتعلق في النهاية بمكتب التحقيقات الفيدرالي الأمريكي الذي يتولى مهمة تحديد وتعقب العملاء وإدارة مفاتيح لعبة القط والفار بين الجانبين. وقالت الصحيفة " في معرض تعليقها على العقوبات الأمريكية الأخيرة ضد موسكو الذي نشر على موقعها الالكتروني" إنه مع ذلك كان من النادر جدا أن يلجأ البيت الأبيض أو الكريملين لطرد الدبلوماسيين بشكل علني، كما فعلت إدارة الرئيس باراك أوباما. وأضافت إنه عادة ما تكمن الصعوبة في طريقة التعامل مع الجواسيس، وليس في طريقة تعقبهم وتحديدهم. وأردفت الصحيفة، "إن الرؤساء الأمريكيين احيانا ما يقررون طرد الروس الذين يُعتقد بأنهم تسببوا في ضرر حقيقي من خلال شبكات تجسسهم، وأحيانا يقصد من وراء الطرد توجيه رسالة تحذيرية إلى موسكو، مع اعتبار المسئولين المطرودين بمثابة بيادق في لعبة الشطرنج". وتعليقا على قرار الرئيس أوباما بطرد 35 روسيا بجانب اسرهم خارج الأراضي الأمريكية، يقول كيفن فافرو، وهو ضابط سابق في جهاز مكافحة التجسس التابع للاف.بي.آي، إنني اعتقد أن هذا الأمر سيترك تأثيرا قصير المدى على عمليات جمع المعلومات التي تقوم بها المخابرات الروسية داخل الولاياتالمتحدة. وأضاف "فافرو"، "أن اللعبة ستستمر، فضباط المخابرات دائما ما يتم استبدالهم". وأبرزت (نيويورك تايمز)، أن مسئولين أمريكيين أكدوا في الأسابيع التي سبقت إعلان يوم الخميس الماضي، أن البيت الأبيض طالب من أجهزة الاستخبارات الأمريكية وجهاز الاف.بي.آي قائمة بأسماء الروس الذين يُعتقد بأنهم أجروا عمليات تجسس. ثم جاء قرار الرئيس أوباما ردا على ما وصفته الإدارة بأنها حملة من جانب روسيا لتعكير صفو الانتخابات الرئاسية، وكذلك الضغط على الدبلوماسيين الأمريكيين في روسيا. وأوضحت الصحيفة الأمريكية أن القنصلية الروسية في مدينة سان فرانسيسكو احتجت في بيان على صفحتها على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" على وصفها ب"وكر الجواسيس"، كما وصفت المشقة التي تعرض إليها موظفوها لدى اجبارهم على مغادرة الأراضي الأمريكية في أسرع وقت. وقالت إن العام الجديد سيحل عليهم وهم في الجو اثناء رحلة العودة الى روسيا.