«منة» فتاة لم تتجاوز العشرين من عمرها.. قررت التخلص من حياتها، فتناولت كمية من العقاقير السامة وفارقت الحياة تاركة لأسرتها حسرة لا تنسى، كان دافعها هو تخلى خطيبها عنها، بحجة أنه لا يستطيع تدبير نفقات الزواج، وفوجئت به يرتبط بفتاة أخرى، لم تتحمل هول الصدمة وتركت له الدنيا بما فيها. تعرف «أحمد» على «منة» فى أحد الأفراح وتبادلا نظرات الحب والإعجاب، نجح فى استمالة عقلها بكلامه المعسول، واستمرا فى المقابلات، تعلقت به وأيقنت أنه فارس أحلامها، وكادت أن تضحى بالغالى والثمين مقابل أن تظل بجانبه، طالبته بالتقدم لخطبتها حتى يتزوجا، وأكد لها أنه يعانى من مشاكل مادية ولا يستطيع الزوج فى الوقت الحالى، إلى أنها أقنعته أنهما سيعبران سويا كل المشاكل بحبهما، وأمام إلحاحها المستمر تقدم لخطبتها، وأخبرت الفتاة بحالته الاقتصادية وطالبتهم بالموافقة وعدم تكبيله بتكاليف باهظة للزواج ووافق الأهل على الزيجة لإرضاء رغبة ابنتهم، تمت الخطبة، وترك موعد الزواج مرتبطا بالأحوال المادية للخطيب. استمرت الأيام الأولى للخطوبة هادئة، تبادل الخطيبان فيها مشاعر الحب والغرام، ولكن المشاكل بدأت تفرض نفسها ومرت الأيام ولم يستطع الشاب أن يفى بوعده بتجهيز شقته، وأعطاه أهل العروس مهلة عدة أشهر أخرى لإتمام الزواج، ولكن ظلت مشاكله المادية تلاحقه وتفسد فرحة الفتاة حتى أخبرهم أنه غير قادر على الزواج، وبات يفتعل المشاكل كى يتخلص من قيوده وينال حريته بفسخ الخطوبة. وبدأ يتهرب، ويتشاجر معها على اتفه الأسباب، ولاحظ الاهل انكسار ابنتهم وتغير ملامحها التى دائما ما كانت تكتسى بالفرح والابتسامة إلى مظاهر الحزن والألم والبكاء، وحاولوا معرفة ما بها، ولكنها كانت ترفض الحديث والافصاح عن أسباب حزنها. وأمام تدهور حالتها الصحية قام الاب بالاتصال ب «أحمد» ليعرف أسباب حزن ابنته ويحاول إصلاح اية مشاكل بينهما لكونه يعلم مدى تعلقها به، فلم يفصح له عن اية أسباب حتى دخل الشك قلبه، وذهب الى والده الذى أخبره أن ابنه غير قادر على تحمل تكاليف الزواج، وطلب فسخ الخطبة. انتابت «منة» بعد معرفتها بذلك حالة من الاكتئاب، وامتنعت عن تناول الطعام، وقلبها مازال متعلقا به، فكانت تهتم بمتابعة أخباره، وبعد مرور عدة أشهر اكتشفت أنه ارتبط بفتاة أخرى، لم تتحمل الصدمة، كيف سيكون خطيبها زوجاً لفتاة غيرها؟، وبدأت تفكر فى طريقة تتخلص بها من العذاب، إلى أن أهداها شيطانها لحيلة مشينة، وسيطرت همسات قلبها على عقلها وقررت التخلص من حياتها بتناول حبوب سامة ماتت وهى تنادى اسمه، واكتشف الاهل الامر فى الصباح، وملأ الصراخ والحزن أرجاء المنزل وتم نقلها الى المستشفى فى محاوله لإسعافها الا انها قد فارقت الحياة. بعيون تملؤها الحسرة والحزن، قال والد الضحية فى تحقيقات النيابة إن ابنته كانت تعانى من حالة نفسية سيئة بعد فسخ خطبتها وعندما علمت بأن خطيبها السابق ارتبط بفتاة أخرى، ساءت حالتها النفسية وقررت التخلص من حياتها.